بقلم: مبارك عبدالرحمن احمد [email protected] في اوروبا في عصور قبل الثورة الفرنسية قال الفيلسوف ديكارت في تأملاته "انا افكر اذن انا موجود"، ولكننا في السودان نقول: انا اقاتل اذن انا موجود. بعد مرور عام علي الحرب " الشكلة " الثانية في جبال النوبة خصوصا و ضد الحركة الشعبية لتحرير السودان / شمال عموما، كان لابد لنا ان نقف لحظات اجلالا للتضحيات التي قدمها شعب جبال النوبة وعضوية الحزب ببسالة منقطع النظير. لقد احتقر النظام في الخرطوم عبر ممثليهم في كادقلي احتقروا الجيش الشعبي وهو يحمل الكلاشنكوف متجولا داخل كادقلي وعابرها برجليه او علي موتر و اذا صلح الحال بعربة يورال؛ احتقروه مقارنة بالاليات التي يمتلكونها والقدرة العسكرية التي يتفوقون بها علي الجيش الشعبي. كتبوا في تقاريرهم وتحدثوا في اجتماعاتهم ومهرجاناتهم الخطابية ان عمر هذه المليشيات " الجيش الشعبي" ثلاثة ايام فقط. طال هذا الاحتقار حتي قادة الحركة الشعبية بمبررات واهية مفادها ان هؤلا لن يعودوا الي الغابة بعد تعودهم الي حياة المدينة " شربوا الموية الباردة ونكحوا نساء المدن" لن يرجعوا الي الشكلة ابدا صدقونا" . بعد تسويق هذه الافتراءات من قبل وكلاء المركز في الهامش " احمد هارون وزمرته بعدها انتقلوا الي الفصل الثاني وهي تحريك كل المعدات العسكرية لتنفيذ خطتهم واشباع رغباتهم كآلهة للحرب كما يدعون. كل الاحوال كانت تشير الي اقتراب موعد الحرب فكما يقال الحرب اولها كلام ، كنت اتذكر ان الكلام حينذاك كان طيبا وحديثا عن الشراكة الذكية بين الحزبين ، ولكن بجلد ثقيل ذهبوا الي ادخال اعداد كبيرة من الاسلحة والاليات العسكرية وابرام صفقات عسكرية مع دول كثيرة بغرض الامداد الحربي وتجنيد منتشر للجيش و تدريب عالي متقدم لمليشيات الدفاع الشعبي في جبيت واعطاءهم رتب عسكرية عالية ، وبالمقابل تماحك وتماطل في سحب اعداد كبيرة من الحاميات العسكرية المنتشرة في الولاية تنفيذا لبرتكول الترتيبات الامنية. بعد اكتمال تجهيزات كل الاشياء التي تعيق تنفيذ الخطة ، اطلقوا صافرة بداية الحرب الشاملة وانتظروا الموعد المضروب، فانتظروا كما نحن ايضا انتظرنا. فبعد مرور عام علي الحرب ضد الجيش الشعبي استطيع ان ادلي بشهادتي للموتمر الوطني ان الجيش الشعبي في جبال النوبة قد تعافي من كل ما يدعوا الي الاحتقار والازدراء. فكل او ثلاث ارباع ألياتكم العسكرية هي بحوزتهم وتصرفهم الكامل رايت دبابات، سيارات، شاحنات عسكرية، اسلحة خفيفة، مدافع ثقيلة، قذائف مدفعية حتي التقارير وملفاتكم العسكرية وحاجات تانية حامياني رايتها في حاميات الجيش الشعبي. حتي شفقت علي جيشكم " القوات المسلحة السوانية " عن ان استمرار هذه الحرب سنة الي قدام سوف ينعدم تماما من كل الاليات والاسلحة التي سوف يتدرب عليها ناهيك عن الذي يقاتل ويدافع بها. لتاكيد صحة هذه الفرضية ادعوكم الي الاطلاع اذا وجد ، او طلب التقرير المهني المفصل من وحداتكم العسكرية عن المفقودات بحق وحقيقة في حرب جبال النوبة من اسلحة ومعدات. واذا استمرت هذه الحرب بهذه الطريقة ولمدة عام اخر فسوف يتحول الجيش الشعبي لتحرير السودان / شمال الي قوة عسكرية ضخمة جدا جدا ، حتي اننا اصبحنا نقول لا ينقصنا سوي امتلاك طائرت حربية مقاتلة، وجيشكم الذي يحارب يعرف ذلك (جوة عينو). لقد اطلعت علي التقرير والخطة العسكرية التي استند عليها متحرك المتوكل بالله المتجه الي ابوهشيم وامدورين حتي تلودي بذلك الطريق، المتحرك الذي تزامن مع متحرك المنتصر بالله المتجه الي كاودة وهيبان عبر ام سردبة ودبي، يتحدث التقرير بشدة لقادة المتحرك للحفاظ علي الاليات والمعدات العسكرية اثناء العمليات، المتحرك الذي هزم في في اول معركة في اول منطقة " ابو هشيم " وجرد تماما من معداته وفروا كما كتب لهم في التقرير نقطة الاخلاء هي كادقلي. اما متحرك المنتصر بالله فهو المتحرك الذي فر منه احمد هارون حافيا من العتمور الي كادقلي كذلك شتت في اول منطقة واول معركة. من خلال المعارك الاخيرة يلاحظ التركيز لسلامة الاليات والمعدات الحربية اصبح الشغل الشاغل لقادة المتحركات واهم من تحقيق الهدف القتالي والانتصار الميداني نفسه، هذه خطة غبية جدا تجلت في دخولهم الي منطقة انقولو وهي سياسة الهروب والانسحاب من المنطقة العسكرية مبررا للمحافظة علي الاليات والمعدات الحربية بهذه الاستراتيجية لا تستطيع القوات المسلحة تحقيق اي هدف او المحافظة علي اي منطقة عسكرية " لا يمكن اكل الكعكة والحفاظ عليها في ان واحد". فمع تمدد الجيش الشعبي شمال السودان شمالا تجاه العباسية وشمال كردفان يصبح الاقتراب من هدف اسقاط النظام اكثر منالا وتحقيقا ، خاصة بعد انتهاء كل المواعيد والوعود التي ضربوها للقضاء عليه بالاضافة لانهيار الروح المعنوية لمقاتلي الجيش السوداني مقرون بالضربات الاقتصادية القوية التي يتلقاها النظام في الخرطوم ومع وتدافع الجيش الشعبي للمعارك ضد النظام واكتشاف بما في داخل "جبون" الانقاذ يصبح النضال مستمرا والنصر اكيد وقريب.