[email protected] لن انس منظر طفل سوري صغير على الفضائيات قبل عدة أشهر يحمل لوحة صغيرة مكتوب عليها بخط يده الطفولي، من سيقتل المليون؟ وفي خيارات الأجوبة، (أ) احمدي نجاد، (ب) بشار الأسد، (ج) حسن نصر الله، (د) آصف شوكت وبعد تجربة الفريق الدابي ومجيء كوفي عنان حمل احدهم لوحة عاتبة على المجتمع العربي والدولي قائلة أعطوه الدابة ليجهز علينا ولما لم يفلح أطلقوا له العنان ، للأسف ستطول أزمة هذا البلد ، إذا ما قارنا تركيبة سوريا المعقدة بمصر مثلا، مصر اغلبها مسلمين سنة يسودها المذهب الشافعي مع ستة في المائة أقباط لكن سوريا وان كانت هي أم العروبة إنما بها خليط من كل الأجناس واللغات و تركيبتها بها عرب وأكراد و تركمان وشركس وأرمن و شيشان وداغستان والأديان فيها كالتالي، العرب السنة وهم الغالبية الساحقة ثم العلويين (من سيدنا علي) وهم شيعة يقولون أنهم يشكلون نسبة عشرة بالمائة من عدد السكان وهم الحاكمون و منهم أسرة الرئيس الأسد الأب والابن ، و العليون يسيطرون على الاقتصاد والجيش والقوى الأمنية ، استبداد النظام العلوي وإذلاله للآخرين استمر طوال هذه السنوات الأربعين، ثم يليهم بالعدد المسيحيين وأخيرا الدروز بنسبة صغيرة ، الآن الانتفاضة الشعبية لم تتوقف منذ أكثر من عام في سوريا ، كان بإمكان الرئيس الأسد الإصلاح مبكرا منذ الشهر الأول خاصة وان المطالب لم تكن تعجيزية، لو أن الرئيس بشار في خطابه الأول بعد شهر من المظاهرات أمر بانتخابات بلدية ومحلية كما في جارته تركيا فالمحليات والبلديات هي أم الفساد ولو انه مكنهم من انتخاب محافظين مصلحين للمحافظات وتزامن ذلك مع إطلاق المعتقلين والعفو العام مع إطلاق حرية الأحزاب وإلغاء الفقرة الثامنة من الدستور التي تنص على تسلط حزب البعث على الدولة (ألغيت متأخرا) والناس وإلغاء الكثير من الضرائب الباهظة المفروضة على السوريين إن فعل هذا وهي أمور ما كانت ستكلفه وحزبه وتخسرهم شيئا فحزبه لديه المال والقدرة التنظيمية ففي انتخابات نزيهة كان سيحصل ربما على أربعين في المائة وهي نسبة كانت ستكون شرعية، وديمقراطيا هي نتيجة جيدة ولكن منذ متى يرضى الشموليون بغير 99.99% ، لو أن الرئيس بشار تعاون مع الأتراك بخبراتهم لأخذوا بيده في الإصلاح بالتدرج منذ زمن أما الآن فقد لاح شبح الحرب الأهلية وربما كانت هدفا للنظام كخيار أخير قبل التقسيم لو انه كان فعل كل هذه الإصلاحات ولم يسفك كل هذه الدماء ثم بعدها يتم إجراء انتخابات رئاسية بعد ثلاث سنوات ربما كان سيفوز الرئيس بشار ولوفر على نفسه و جيشه وشرطته قمع الناس ولوفر لحزبه بقاء شرعيا بتقاسم الكيكة مع الآخرين ولما احتاج إلى كل هذا الشقاء ولكن أين للشموليين هذه الأفكار المستنيرة فمستشاروهم هم من طينة عجيبة وينطبق عليهم شطر البيت (إذا كان الغراب دليل قوم) ، وضيع الأسد الوقت وظل في كل خطبه منذ البداية يكرر كلاما طوباويا وخشبيا وكلام شبع منه الناس في هذه المنطقة كلام لا يسمن ولا يغني من جوع فهو فيما يبدو اصطف مع المتطرفين والمتعصبين الذين وعدوه بإخمادها وهذه هي النتيجة. الموقف الدولي هو كالتالي، الغرب، الأوربيين والأمريكيين وحتى إسرائيل لا يريدون او مترددين في تغيير النظام في سوريا لأنهم لا يعرفون بل ويخشون البديل ألا ترونهم يتحدثون بفم بارد حتى الآن، باستشراف للمستقبل ، طهران بالنسبة لها النظام السوري خط أحمر وإذا نشأ صراعا طائفيا لا سمح الله بين العلويين والسنة صداه الإقليمي سيكون مدويا ، من المستبعد بعد كل هذه الدماء الغزيرة ان يحدث وفاق سياسي ومشاركة حقيقية في الحكم بمبادرة دولية او خلافه، بيت القصيد هو أن إسرائيل والدول الكبرى لا زالت ترتاب في البديل القادم، لذلك سياستهم حاليا هي إدارة النزاع والصراع في هذه المرحلة وليس حل النزاع او الصراع او حتى الانتصار للمظلوم، الهدف هو إنهاك جميع الأطراف ثم بعدها يقرر الكبار، لقد اختفت قيم نصرة المظلوم او الضعيف من القاموس، مع غياب التدخل الدولي والعجز العربي ستدخل البلاد إن أفلتت من الحرب الأهلية في نفق التقسيم وكلاهما كابوس نسأل الهز اللطف بأهل سوريا.