ما زال النظام في سوريا يقاوم ببسالة كل قوات الغزو القادمة من الخارج ، وهو يواجه جملة من التحديات الداخلية والخارجية ولولا قوة شكيمة الجيش السوري لإنهار النظام منذ فترة طويلة ... كثير من الناس يعتقدون أن المقاتلين الذين يقاتلون ضد النظام في سوريا جميعهم منشقون من الجيش الوطني السوري ... الذي يملك أشرس المقاتلين وأحدث الأسلحة ... كما أنه يملك قوة هائلة تسمى الحرس الجمهوري ، وكذلك سلاح قوي للطيران . هذه المعارك لا نريدها ولا نؤيدها ... وكان يجب على الوسطاء العرب أن يعملوا على وقف إطلاق النار لكن كوفي عنان كعهده ينفذ توجيهات أعداء سوريا وأعداء العرب . المغامرة الجديدة التي سوف تشهدها الساحة السورية هي قوات حفظ السلام العربية التي اقترحها الإبراهيمي ... هذه ستكون كارثة كبرى ، وكذلك التسوية التي يناقشها القادة العرب بأن تكون سوريا محكومة برجال ليس من بينهم الرئيس بشار الأسد . وزير الخارجية الروسي أكد وبحزم شديد أنهم لا يقبلون أية حكومة في سوريا بدون أن يكون الرئيس بشار رئيسها ... وهنا تتقاطع المصالح والأمنيات الطيب منها والخبيث . ولا أدري كيف تفشل الدول العربية في إيقاف نزيف الدم بخطة ترضي كل الاطراف ... وما زالت الأسلحة والمقاتلون يتدفقون من خارج سوريا إلى داخلها ... وما زال الموقف الأمني صعباً ... كما أن تداعيات الحرب في سوريا بدأت تؤثر على بعض القرى اللبنانية وعلى الحدود التركية السورية ... خاصة أن تركيا تبحث عن أسباب . ولما فشلت دعوة بعض القادة العرب بضرورة الدخول في حرب ضد سوريا وتخليص الشعب السوري من نيران جيش الأسد ... تقاعس الجميع لمعرفتهم بقوة الجيش السوري بكل مقاتليه . لكن يبدو أن تركيا الجارة الشقيقة والتي تربطها علاقات قوية مع سوريا ومع كل العرب ... وبكل ذلك التاريخ المشترك ... قررت الدخول في اللعبة لكن من خارج الملعب السوري وبدأت في مناوشات من خارج الملعب السوري الذي باستطاعته هزيمة كل من يعتدي عليه . وجاء الأخضر الإبراهيمي المبعوث الدولي ، وهو كعربي يعرف عقلية العرب ... وبدأ في خطوات من شأنها الوصول إلى حل . العلاقات السورية الروسية والسورية الصينية كانت صمام أمان لنظام الرئيس بشار الأسد .. للدخول في حرب مع سوريا ... تنفيذاً لتوجهات عليا ، المطلوب التعامل مع الطرفين بمكيال واحد ... وأن تجمع الأطراف خارج سوريا ... والإتفاق على إيقاف الحرب نهائياً وليس أيام عيد الأضحى المبارك ... لأن إيقاف الحرب حتى لأيام العيد فقط ، فهو يمثل تحولا كبيرا في مسيرة الحرب المدمرة التي يدفع ثمنها النظام السوري وشعبه من الطرفين . ما يحدث في سوريا وصمة عار في جبين كل العرب ... العرب المؤيدون لبشار الأسد ... والعرب الغاضبون منه كان عليهم أن يوقفوا هذه الحرب منذ إنطلاقة رصاصتها الأولى وأن لا ينحازوا لأي طرف لأن المنتصر فيها خاسر . ورغم كل شئ فان سوريا تعتبر صمام أمان في مواجهة المشروع الصهيوني الأمريكي في المنطقة ... وهم يستهدفون إسقاط النظام السوري لإسقاط التحالف السوري الإيراني الذي يدعم المقاومة الفلسطينية واللبنانية وحزب الله . دخول تركيا في هذا الصراع ... هو دخول في غير مكانه ، ودخول قوات حفظ سلام عربية أيضاً دخول في غير مكانه ... المطلوب اجتماع عربي سوري ... مع المقاتلين السوريين لإيقاف هذه الحرب بأية وسيلة كانت ... وإلا ستصبح سوريا عراقاً آخر ... وهذا ما لا نريده . والله الموفق وهو المستعان .