جدل واقعي الأمية .. في حقبة الظلام !! محمد محمود الصبحي [email protected] كشف عضو البرلمان والقيادي الضليع بحزب المؤتمر الوطني دكتور مندور المهدي بأن نسبة الاميين بالسودان بلغت (43% ) دون إبداء الاسباب التي جعلت مجتمعنا يعاني من هذه ألامية على الرغم من انها واضحة وتسببت فيها حكومتنا بسياساتها الخرقاء , برفع الدعم عن التعليم و...و... و... لذا من الطبيعي ان تكون الامية بهذا النسبة بما ان هذه النسبة اعلنتها الحكومة بالطبع هذا يعني ان النسبة اكبر من ذلك بكثير وهذا ماسنبينه من خلال هذا الجدل , حسناً .. تُعرف مشكلة الأمية بأنها عجز الفرد عن توظيف مهارات القراءة والكتابة , هذه هي الامية الهجائية التي قاس عليها مندور وخرجت بتلك النسبه اعلاه حسب ما ترى الحكومة , ولكن مع تقدم المجتمعات وتطور وسائل التكنولوجيا أصبح مفهوم الأمية يُعرف بأنه كل سلوك يتعارض طبيعةً ووجوداً مع نظام الحضارة المعاصر ومع أسلوب إنتاجها ومع نمط الارتقاء بها ومع فلسفتها السياسية والاجتماعية وهذا ما يعرف بالأمية الحضارية التي ترتبط بالتعقيد الحضاري والتقدم في آن واحد وهي تشمل الامية السياسية , والدينية , والاجتماعية , الصحية , اضافة الى الامية الحضارية توجد انواع اخرى دعونا نتطرق اليها ومن ثم نحسب نسبة الامية للمجتمع في حقبة الظلام هذه , مثل الامية الايدلوجية وهى عدم القدرة على تحقيق روابط وعلاقات بين الأفراد نتيجة عدم المعرفة بهم. والامية المهنية وتعرف بأنها نقص قدرة الفرد على توظيف بعض المعارف والمعلومات والمهارات في مجالات الممارسة الفعلية في حياة الفرد الخاصة والعامة , والامية الوظيفية وهي عدم قدرة الفرد على مواجهة المشكلات في الحياة نتيجة لافتقاره إلى توظيف ما تعلمه من معرفة ومهارة وخبرة. والامية البيئية تعرف بأنها تعنى جهل الفرد بأهمية البيئة ومواردها المختلفة وعدم قدرته على التعامل مع البيئة والمحافظة عليها بل والتصرف غير الواعي مع البيئة مما يتسبب في مشكلات بيئية تؤثر على الفرد والمجتمع . بالتاكيد عزيزي القارئ هذه الانواع غفل عنها السيد مندور المهدي ولم يحسبها والا وكانت النسبة هائلة مثلاً اذا اضفنا الامية السياسية والتي هي أُس البلاء والإبتلاء وحسب التقديرات تبلغ نسبتها ( 99,9) وهذا واضح من الفشل السياسي الذي تعانيه البلاد في كافة المجالات , اما الامية الدينية ربما تبلغ حسب التقديرات الشخصية (99%) بما في ذلك هيئة علماء ( السلطان ) في عصر الزيف الديني لأن معظم الناس اخذتهم ملهاة الحياة عن الطريق القويم وأنصرفوا عن الطاعة مرغمين , والامية الاجتماعية ( 80%) لأن الانسان بطبعه كائن اجتماعي , وتبلغ الامية الصحية ( 80%) والامية الايدلوجية (50%) أما المهنية (90%) واما الوظيفية ( 90,1%) اما البيئية (100% ) اذا قمنا بتجميع هذه النسب فان الناتج يكون عشرات الاضعاف من ماذكره عضو الحزب الحاكم مندور المهدي , لطفاً عزيزي القارئ هذه النسب حسب تقديراتنا قد تراها اقل من الواقع فاعتبرها متوسط فلك العتبى فقط اردنا نلفت انتباهك لاثار هذه الامية التي جعلت حياتنا جحيم لايطاق وادت الى انتشار البطالة والفقر واعاقت نمؤنا الاجتماعي والسياسي والديني وجعلت الوطن في مستنقع الازمات هذا , فهل يأتي الخضر لينبئنا بما لم نحاط به علما ويخرجنا من نفق الامية وحقبة الظلام ام هذا فراق بيننا وبين الوعي ..!!