بسم الله الرحمن الرحيم وباسم الوطن التصعيد العسكري يتبع خطى عودة وفد النوبة الثلاثي عبدالغني حسين حسابا [email protected] قبل أن تقلع الطائرة التي تحمل الوفد الثلاثي العائد الى أمريكا، بدأ المؤتمر الوطني بتصعيد العمليات العسكرية في منطقة الفراقل الواقعة غرب الدلنج، وذلك بقصف استخدمت فيه صواريخ شهاب الايرانية ، والمدفعية طويلة المدى من حامية الدلنج، منذ ليلة الخميس الماضي وقد تبع ذلك هجوم أرضي مكون من لواء كامل استجلب خصيصا من حامية كادوقلي، وقد تصدت له قوات الحركة الشعبية الباسلة، وكبدتهم خسائر كبيرة في الأرواح، وتم دعم هذه القوات الحكومية بمتحرك آخر من كادوقلي، إلا أن قوات الحركة الشعبية ما تزال تواصل القتال حتى اليوم دفاعا عن حياض الأهل والأرض. إن ذهاب الوفد الثلاثي للخرطوم مدعاة للدهشة والحيرة لأن هؤلاء الأخوة عندما ذهبوا الى السودان، كانت احدى مبرراتهم ايقاف الحرب، وتوحيد أجنحة الحزب المتشرزمة بفعل المؤتمر الوطني. وقدموا عرضا للموتمر الوطني يتضمن وقف اطلاق النار وفتح ممرات آمنة لتوصيل المساعدات الانسانية للمتضررين من جراء هذه الحرب اللعينة، إلا أن رد النظام كان هو ذلك التصعيد العسكري، حتى قبل أن يبارحوا أرض الوطن!!! . لذلك كان رأينا الذي بذلناه لهؤلاء الأخوة منذ البداية أن الظروف غير مواتية لإجراء حوار مع هذا النظام الذي جبل علي عدم احترام الاتفاقيات او الوفاء بها رغم قناعاتنا بأن الحوار هو الحل لأي مشكل سوداني إلا أن الحوار أصبح لا يجدي مع هذه ( العصابة) الحاكمة في السودان. وبمثل ما توقعناه بالقول فقد قام المؤتمر الوطني باستغلال هؤلاء الإخوة اعلاميا، وسخر لهم وسائل الاعلام، وطاف بهم بعض المدن حتى يحلل منسوبي النوبة من المؤتمر الوطني لأنفسهم الأموال الطائلة التي قبضوها جزاء إحضار هذا الوفد، أمثال عفاف تاور وكبشور كوكو ومحمد مركزو. وللأسف لم يقم هؤلاء السادة الذين ذهبوا إلى السودان بالالتقاء بأي عضو من أعضاء الحزب القومي حتى، وهي الفرية الثانية التي برروا بها ذهابهم الى السودان لتوحيد الحزب، حيث كانوا يرون ان ذهابهم يهدف إلى توحيد او تجميع اطراف الحزب المتشرذمة بفعل المؤتمر الوطني برغم أن فندق الهيلتون الذي كانوا يقيمون فيه لا يبعد كثيرا عن امبدة، حيث يوجد للحزب القومي السوداني دار بها وكذلك هناك يوجد معظم عضوية الحزب وجماهيره. لكل هذا إن السؤال الذي يطرح نفسه هو ما الذي جناه هؤلاء السادة من هذه الزيارة، رغم الرفض الذي قوبل به قرارهم بالسفر من الحزب بالخارج والداخل، وأيضا كان الرفض من كل فعاليات أبناء النوبة بالخارج. وبالرغم من أن هؤلاء القادة يعتبرون من القيادات التاريخية للحزب وكانت لهم أدوار مشهودة في السودان إبان الفترة الديمقراطية، وكذلك دورهم المقدر في العمل المعارض عبر التجمع الوطني الديمقراطي إلا أن العوم عكس التيار وخاصة في الاوقات المفصلية من تاريخ شعب النوبة، الذي يعاني الاقصاء وحروب التطهير العرقي عبر القتل الممنهج بالطائرات العسكرية، وكذلك القتل البطئ عبر التجويع وذلك بمنع المنظمات الانسانية من توصيل الغذاء والأدوية والامصال للأطفال الذين يموتون بداء الحصبة بالمئات يوميا، يتطلب كثيرا من الحذر وكذلك إصطحاب التاريخ وتجارب الغير في كل خطوة يخطوها القائد وأن يستنير بالرأي الجمعي لجماهيره التى أوكلت له مهمة أن يكون قائدا لهم. وخاصة أن معايشتنا لنظام عنصري بغيض تقوده العصبة الحاكمة من المؤتمر اللاوطني يستدعي وعيا قياديا. ولعل القادة الثلاثة وهم يطرحون مبادرة للحركة الشعبية لإيقاف الحرب فإن المدهش في الأمر أنهم ظلوا يكيلون الهجوم على الحركة طوال رحلتهم وأثناء حواراتهم عبر وسائل اعلام النظام المرئية والمسموعة!!، فكيف إذن يستقيم عقلا أن يقوموا بدور الوسيط بين النظام والحركة الشعبية؟. وختاما سوف تثبت الأيام لنا ولهم خطل قناعتهم في ضرورة التفاوض مع النظام في هذا الظرف، وحتما فإن التاريخ سيكون خير شاهد على ما نقول وهو الفيصل والحكم بيننا. والله من وراء القصد