[email protected] بدأت ( الجزيرة! ) الفضائية القطرية عملها الاعلامي، بمهنية عالية وانتشار مقدر، علاوة على كوادر اعلامية أقل ما توصف به الاحتراف، ما جعلها قبلة كل شعوب المنطقة لتناولها لقضاياهم بكل جرأة وحياد، فكسبت الفضائية وطاقمها الاعلامي إحترام الجميع عدد من السنين. غير أن راهن ( الجزيرة! ) بدأ مختلفاً عن تلك البداية المهنية الرفيعة، فالواقع يشير الى أنها ( أي الجزيرة ) إنحرفت عن مسارها، لخدمة أجندة خاصة، فباتت تتخير التغطيات، وتستخدم أكثر من معيار في تناولها للقضايا، فبدأ التحيز واضحاً للاجندة الخاصة والاستعمارية، وانكشف أمرها لدى الكثير من شعوب المنطقة، وبدأ مشاهدوها في تناقص مستمر لامعانها في الكيل بمكيالين، من خلال سياستها التحريرية وتغطيتها الاخبارية، وسيرها لصالح السياسات الخارجية، لممولها. والمؤسف، ليس إنحياز ( الجزيرة! ) كفضائية لها ممول أرادها أن تخدم أهدافه وأهداف من يبتغي رضائهم، إنما المؤسف للغاية، أن يتم توظيف تلك الكفاءات والخبرات الاعلامية ( كروبوتات! )، لصناعة زعيم من العدم!! وخدمة أهداف لما وراء البحار. لا حاجة لتناول الطريقة التي غطت بها ( الجزيرة !) وصنعت بفضلها الثورات الشعبية في مصر وتونس وليبيا، وسعيها بعزم لنجاح المخطط في سوريا، فيما بدأ واضحاً تجاهلها لثورة اليمن، واحتجاجات السودان والاردن والمغرب والسعودية والبحرين، على الرغم من أن الدول التي قامت ( الجزيرة ! ) بصناعة الثورات فيها، ربما يكون وضع المواطن فيها أفضل بكثير من غيره، من حيث المعاش والحريات وحكم القانون، علاوة على أن بعض الرؤساء والزعماء الذين ساهمت ( الجزيرة! ) في إزاحتهم عن سدة الحكم، وبسوءاتهم التي لا تحصى ولا تعد، ربما هم أفضل وأرحم آلاف المرات، ممن هم تريد لهم ( الجزيرة!) البقاء. مؤسف، أن يتم توظيف الاستاذ محمد كريشان وفيصل القاسم وآخرين، لتحقيق أجندة تمثل تهديداً واضحاً، لمستقبل الأمة العربية والاسلامية في ( الشرق الأوسط الجديد!) وبجعل الأمة أمام مستقبل احتمالاته مفتوحة. وتعظيم سلام، للينا زهر الدين وغسان بن جدو وآخرين كذلك، ممن نأوا بأنفسم عن المساهمة، في هذا المشروع سيء القصد والهدف. والسؤال الذي يجب أن نسأله لصحفيي ( الجزيرة! ) الفضائية هو: أين تغطيتكم لقضايا السودان أرضاً وشعباً؟ فقد إنقسم السودان وتم تقطيعه وتفتيته أرضاً وشعباً، وقفزت الأسعار، ونسبة الفقراء تزداد يوماً بعد يوم، بما لا يمكن للمواطن تحمله، ففقد المواطن صبره وخرج، ليعبر عن مأساته، تدفعه جملة من تراكمات الظلم والتخريب والاذلال، فاين ( الجزيرة! ) إن كانت فضائية مستقلة. أن تصنع زعيماً من العدم، لا مؤهلات سياسية أو فكرية أو تاريخية حتى له، فتأكد بأنك تعمل على تدمير تاريخ وحاضر ومستقبل أمة، وتبيع نفسك مقابل حفنة من الدولارات وتأكد أنك ستفقد إحترامك لذاتك وحتماً لن تُحترم...( روبوتات!).