بالمنطق الرقَّاص..!!!! صلاح الدين عووضة [email protected] * القذافي كان يصيح في الموالين له من شعبه من أعلى القلعة العجيبة تلك:( ارقصوا وغنُّوا واستعدُّوا).. * يستعدُّون لماذا؟ لست أدري.. * ولا أظن أنَّ القذافي نفسه كان يدري.. * فالمهم أن يغنُّوا ويرقصوا و(خلاص).. * وربما كان المطلوب هو توصيل رسالة للخارج مفادها أنَّ شعب ليبيا مادام يرقص ويغني فهو بخير.. * أي أنَّه ليس محتجَّاً على شيء - شعب ليبيا هذا - سوى محاولة الآخرين حشر أنوفهم في شؤونه الداخلية.. * والرقص يُوحي - بالفعل - بأنَّ صاحبه (مبسوط خالص!!).. * والمصريون يقولون عن السياسي الذي يبدو كحلوى (الهُلام) وهو يتحدَّث ( ولا أجعص رقَّاصة في شارع الهرم!!).. * ومناسبة حديثنا (الراجف) كقطعة (الجلي!!) هذا هو ملاحظة أبداها نفرٌ من كبار السن - في مناسبة اجتماعية - عن شباب اليوم.. * قالوا إنَّ شباب زماننا هذا أضحى أغلبهم (رقَّاصين!!).. *وإرضاءً للشباب هؤلاء صارت كثير من فضائياتنا (راقصة!!) هي ذاتها.. * فهي لا (شغلة) لها سوى الغناء والرقص منذ الصباح وحتى المساء.. * والبرامج باتت أداة تفريخ للمزيد من هواة (الهشك بشك!!) من الجنسين.. * " يعني " - بالصلاة على النبي - مشاكل بلادنا (اتحلَّت) كلها ولم يبقَ لنا سوى أن نغنِّي ونرقص و (نستعد ) .. * نستعد لماذا؟ لست أدري؛ فهكذا قال القذافي.. * والعبارة الساخرة أعلاه - بالمناسبة - وردت في مقال لكاتب خليجي قبل أسابيع مع اختلاف في الصياغة.. *فقد تساءل الكاتب هذا عن (السر) في التوجُّه (الغنائي!!) لفضائياتنا - مصحوباً بالرقص - في وقت يواجه فيه السودان مصاعب جمَّة.. * وتساؤله هذا - للعلم - كان قبل الحديث عن رفع الدعم ، وزيادة الأسعار، وسياسة التقشُّف.. * ولعله يضرب كفاً بكفٍ الآن - الكاتب المذكور - وهو يقول في سره:( هادول السوادنة ، إيش صار فيهم؟!).. * فالرقص مازال منافساً لرواد شارع الهرم ، و(فرَّاخاتنا!!) الفضائية تعمل بطاقتها (الميوعية!!) القصوى.. * وبما أنَّ (التوجُّه الغنائي!!) هذا لا صلة له - حسبما نعلم- ب (التوجُّه الحضاري!!) فإنَّ علامة استفهام كبيرة (تتراقص!!) في أذهاننا ولها (إيقاع!!).. * هل المطلوب - يا ترى - أن يصبح السودانيون جميعهم (رقَّاصين!!) بعد اندثار جيل ( غير الرقَّاصين) الغاضب هذا؟!.. * أم المطلوب أن (يستعد!!) الراقصون هؤلاء - من جيل الشباب - لشيء قادم وعد به القذافي أتباعه من قبل؟!.. *طيب ؛ ما هو الشيء القادم هذا بافتراض أنَّ (النظرية القذافية) هي المقصودة؟!.. * هل هو مثل الذي حادث هذه الأيام من أوضاع اقتصادية ومعيشية؟!.. * إن كان الأمر كذلك فقد نجح التوجُّه الغنائي بدرجة امتياز.. *فقد تم ضرب هَم الغلاء ب(الرقص!!) عوضاً عن ذاك الذي كان يضربه به (غير الراقصين) فيما مضى.. * وصار كل واحد من شباب اليوم( الرقَّاص) يصلح أن يكون (جزءاً) من ساعات الحائط الكبيرة.. * يصلح أن يكون (رقَّاصاً !!!).. * ثم يمشي (منضبطاً!!) كما الساعة هذه!!!!! الجريدة