جدل واقعي جعلتني مُجرماً محمد محمود الصبحي [email protected] المُجرم عزيزي القارئ هو الذي يعاني قصوراً في التوفيق بين غرائزه و ميولة الفطرية و بين مقتضيات البيئة الخارجية التي يعيش فيها. هذا من ناحية سيكلوجية دعونا ننطلق من هذه الزاوية ونعبر عبر نفق واقعنا المزري الملئ بالظلم السياسي والاجتماعي والذي هيأ المناخ المناسب لممارسة الجرم على مستوى الفرد والجماعة سواء كانت الجماعة سياسية او قبلية او غيرها فالغبن السياسي والاجتماعي قد يجعل منك سيدي القارئ الكريم مجرماً في نظر حكومتنا واعلامها الموجه والنفعيين والهتيفة من ذوي عقلية المركز اذا قمت باي عمل لازالة هذا الغبن او حتى قمت بطرح فكرة او رؤية او تعرية احد المسؤليين امام الراي العام فانت اذاً مجرم في نظر هؤلاء ومن المغضوب عليهم الضالين في هذا الوطن الجميل وعليك ان تتحمل تبعات هذا الجرم الشبيه ( بالكفر ) حسب ما ترى حكومتنا الموقرة مع ان مجرمي ( السُترة ) يسدون الافق والدولة ترعى فسادهم وإفسادهم رغم التطمينات من قبل البشير وتهديده بمحاسبة المفسدين مهما علا شأنهم وما ذكره البشير يتعلق بالفساد المالي فالخطر الاكبر الذي يواجه بلادنا المنكوبة هو الفساد الاداري وإستغلال السلطة والنفوذ والتلاعب بالقانون في ظل الحماية التي يوفرها ( اخوان الشيطان ) لبعضهم البعض , الدليل على ماسقناه هنا انظر للشارع تجد آلاف المتفوقين من ذوي الكفاءة في مختلف المجالات يعانون من البطالة فمواعين العمل امتلاءت بغثاء السيل عبر تيار المحسوبية فهم ابناء الحزب الحاكم ومعارفهم واصهارهم وبعض المتملقين كل هؤلاء يخالجهم إحساس الدونية في ذاتهم مما يجعل توهم العظمة يسري بين اوصالهم وتتضخم ذاتهم ويقل احساسهم بالمسؤلية امام الله والوطن ويستهترون بموارد البلاد والعباد , وتجدهم ينظرون ببلاهه حزبية موروثة على حال البعض المائل جراء الرفض للمارسات الانتهازية واغراء السلطة على حساب الناس في بلدي , وتتحول النظرة الى ضحك يجسد قوله سبحانه تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُون ). (المطففين 29) كيف لايضحكوا وقد حققوا على المستوى الشخصي كل الممكن والمستحيل على حساب المواطن الشريف ,اذن عزيزي القارئ انت مجرم طالما انك لم تستظل بالشجرة وتقطف من ثمارها وتسقيها بعرق الغلابة والمحرومين فجميعنا في نظر حكومتنا الموقرة مجرمون يجب محاسبتنا وان نُحرق بنار الاسعار ونُصلى بجحيم امراض الجوع والفقر الى ان نوقع بدفتر الحضور ونقدم قرابين الولاء والطاعة لحكومتنا الباطشة , والان بعد ان بلغ السيل الزبى يجب ان نعيد الامور لنصابها وهذا لايتاتى الا بثورة عارمة تسقط هؤلاء السفلة ليعرف العالم من هو المجرم .. ارحل .. ارحل ارحل ..!!