عبدالرحيم خضر الشايقي [email protected] أيوه بكيت يا ست الدار لما قريت علماء أثار.. بكي الزين في قصيدة حميد حنقاً وغبناً ... وبكيت أنا فرحاً... عشماً...أم بإحساس أم أنجبت إبنتها بعد طول إنتظار .. لا أستطيع أن أقول.. ولكني بكيت وكنت أظنني جلداً يكره البكا ويتسلح بفهم مُدعي للمسافة بين المرام والممكن حتي أتي صوت الشعب هذا المارد الذي لا يزال أوله يخرج من القمقم يثبت لي أن الدمع أقوي تعبيراً من النطق فبكيت لطول ما أنتظرت، شممت رائحته مرات عديدة و في يناير من العام الماضي ولكن لم أحسه كما الأن وهو يثبت صدق المؤمنين بيوم قدومه.. فالمجد لك يا شعب جميل وخطاك تتقدم في درب الخلاص. وهتافك يهز القلب يستدر الدمع العصي.. هذا ليس مجرد تغزل في ثورة شعبنا... ولكن ماذا يمكن أن يهدي إلينا أجمل من الثورة تقدم نفسها خلاص وطريق وصول أمن للحلول والخروج من آزمات الوطن. وليس أوسط الازمات قفة الملاح فقط، وإن كان في طليعتها سارقيه. ثورة تقدم للوطن ما لا يستطيع أن يقدمه السلاح ودون من. الثورة الضمان الأفضل والأقل تكلفة للوحدة ووقف التصعيد العنصري. فضمن وقائع وأحداث الأيام التالية ل 17 يونيو .. قدم الحزب الشيوعي بيان يحتوي علي فقرة مهمة عن مطلب الوطن للوحدة.. وتلاه زعيم الجبهة الثورية مالك عقار ببيان عن موقف الحركة الشعبية، وأعلن بوضوح أن سيكون هناك إيقاف للعمليات الحربية في كل الجبهات بدون شرط ورهنه بإنتظار إنتصار الشعب المارد المسالم الجميل في معركة الثورة التي ستوفر مناخ الديمقراطية. و بينت حركة العدل والمساواة وعلي لسان جبريل في بيانه أن المعركة ضد حكومة المؤتمر الوطني وليست ضد العناصر الإثنية السودانية الأخري ما يعني وقف المعارك إن تحققت الديمقراطية وصار الأمر للشعب في كيف يحكم ومن يحكم. إذا أضفنا أن إسقاط النظام عبر الشارع هو طرح الأحزاب في تجمع المعارضة أيضاً فهذا يعني أن الجميع سيجلس أرضاً أن إنتصر الشعب في هبته وسيكون هناك إمكانية أن نصل لمناقشة الشأن السوداني ديمقراطياً دون عزل وأن تحقن دماء أهالينا في هلال الدم. إذن وعكس ما تروج له أجهزة الحرب الحاكم من ضرورة تحملهم والتخويف من العنصرية و الحرب إن ذهبوا يتكشف الواقع الماثل عن حقيقة أن ذهابهم للمزبلة أول مطلوبات التعافي الوطني والمدخل الحقيقي للحوار حول الشأن السوداني سياسياً وإقتصادياً وإجتماعياً ما يتعلق بصراع الهوية وتوزيع الثروة. أن وقف الحرب وكبح التصعيد العنصري البغيض ولجم الخسائر في الأرواح السودانية يتوافر عبر تصعيد الإحتجاجات وإسقاط النظام وتمثل الثمن الأقل الذي يدفعه الوطن مهما كانت التضحيات. مقابل الخيار الأخر زوال السودان الموحد وتفككه لدويلات إن إستمر مؤتمر الكذب بإسم الدين الإسلامي في غيه وفي حروبه. يتحجج النظام بشرعيته المزورة ويتدثر منسوبي النظام بورقة توت الديمقراطية الشكلية مثلها مثل إسلامهم، فنجحت حركة الشارع في نزعا الزيف وتعريتهم منذ اليوم الأول حين سقط النظام في مستنقع القمع الوحشي لطالبات الجامعة، وإستمر في قمع المتظاهرين سلمياً والإساءة إليهم باللفظ والضرب والمحاكم. فأبسط قواعد الديمقراطية حرية التعبير وحق التجمع والتظاهر... وبالقمع الوحشي يأخذ البشير والطغمة مكانهم كأعداء للشعب وللديمقراطية والدستور الذي به يحكمون. ومعلوم أنهم أعداء للدين بكذبهم بأسمه منذ يوم الإنقلاب الأول ولكثرة كذبهم بإسم الله حتي علقوا في الله عمايلهم وأسمؤها إبتلاء من الله والمعلوم أن المسلم إن أصاب يقول هو من عند الله وإن أخطأ يقول فمن عند أنفسنا. ونجاح الثورة سيقدم المخرج للأزمة الإقتصادية، عكس ما تروج له مافيا النظام...فالأزمة الإقتصادية لا مخرج منها إلا عبرالصرف من موارد حقيقية وهو قول سليم قالت به الحكومة وأرادت به باطل، فالضرائب كي تحصل يجب أن يكون هناك موارد وصناعة وزراعة وإنتاج وتبادل منتجات والإنتاج قد دمر بفعلهم قصداً وترصداً وسيرة مشروعي الرهد والجزيرة في زمانهم تشهد، فلن تكون ضرائب بل جبايات تركية تستنزف البقية الباقية من روح الشعب ثم لن يلبث أن يأتي التنفيذيون وعلي رأسهم البشير للشعب في برلمانه المزور طلباً لزيادة أخري في أسعار المحروقات وضرائب أخري، فأساس الأزمة غير قابل للعلاج في ظل سيطرة رأسمالييي المتمكنين. الذين يستثمرون في أراضي البلاد ويأخذون عمولاتهم إبتزازاً من المستثمرين الأجانب بشهادة مستثمرين عرب عن الرشاوي التي يجبرون علي دفعها. صدقوا أيضاً في إحتياجنا لحزم من الإجراءات ولكنها ليست حزمهم التي تفها رئيسهم بل حزم معالجات إقتصادية عبر مؤتمر للخبراء تسنده صحافة وأراء حرة حقيقة ترافقها حزم تغيير سياسي وهيكلي لطبيعة وبنية الدولة نفسها. لحل الأزمة نحتاج لوقف الحصار الدولي، وإستقطاب الدعم وجذب المستثمرين وفق شروط عادلة لكل الأطراف، ونحتاج لوقف الفساد الذي يعطل المنتجين قبل أن يثري المفسدين، ونحتاج للإستقرار ووقف الحروب الداخية ومع دولة الجنوب وفتح قنوات التجارة معه. ونحتاج لوحدة حقيقية بين مكونات السودان وتوافر الثقة بين بنيه، وخلق مناخ صحي لعقد مؤتمر إقتصادي يتوفر له وجود دولة وشعب ينفذ مخرجاته التي يخرج بها ويدعمها. الخلاصة أن إنقاذاً حقيقياً للأزمة الإقتصادية وفك الحصار الدولي وإستعادة العلاقات مع الجوار ووقف الحرب الباردة حيناً والساخنة حيناً مع دولة الجنوب وحل مشكلات الهوية ...الخ.. لن يتم إلا بزوال عسكرتاريا الثلاثين من يونيو عن دست الحكم. وأخيراً شئ بسيط ومطلب بسيط سيوفره لنا إنتصارنا في معركة الشارع ، الإفتقار للعزة والأمن أحلم بأن نستطيع التجول في الشوارع دون خوف وأن نقول دون وجل أن تنظر عسكري الشرطة فتحس بوجود صديق ، أن تدخل قسم الشرطة لقضاء حوائجك دون أن تقرأ المعوذتين من شر المحصنين بإطلاقية مفرطة ومنفرطة، أن لا تلتفت للجهة الأخري مشيحاً ببصرك عن صرخات فتاة تجلد بقانون لا إنساني خطته أيدي مشوهة وألصقته علي بوابة الله.