[email protected] فى بداية التسعينات والانقاذ فى خطواتها التمكينية الاولى حابية نحو الهيمنة الكاملة لكل مفاصل الحياة والناس متزينة بشعارات مثل (ناكل من ما نزرع ونلبس من ما نصنع) التى صاغها فى قصيدة شاعر الثورة حينها احد ادارى معهد الكليات التكنلوجية فى ذلك الزمان فقفزت به خارج اسوار المعهد الىمصاف اصحاب الشالات المزركشة وحيث تنتفخ الجيوب والكروش. وقيقم وشنان يتربعان على عروش الغناء الذى كانت ( ليلاه ) امريكا وروسيا . ورامبو وعصاه السحرية يملآن المكان والزمان...ويحتلان ( الصوانى ) والصيوانات...ولافتات المحلات التجارية واسماء البصات السفرية وكل ما كان متحركا او ساكنا كان يلصق صفة ( اسلامى أو اسلامية حسب النوع) فمثلا سفريات ايه ما عارف الاسلامية...شركة ايه ما عارف الاسلامية...بوتيك ايه ما عارف الاسلامى..وعلق ذات مرة صديقى وكان متخصصا فى الاقتصاد الاسلامى متهكما على مخبز تصدرت واجهته ( مخبز.....الاسلامى ) قائلا ( هذا المخبز يتبنى صيغة بيع السلم ..والتى هى بيع شيئ موصوف بثمن معجل...يعنى تدفع القروش وتجى بعد يومين تستلم الرغيف ) فى هذه الاجواء برز ( الدينار) بديلا للجنيه وكان اكثر بسطة فى الجسم واللون والقيمة حيث كان يتفوق على الجنيه بثلاثة اصفار على اليمين وكان هو الخطوة الاولى فى اسلمة العملة التى تقود بدورها الى اسلمة الاقتصاد بكامله...قصة هذا الدينار لخصتها ايضا مفاجأة احد الاصدقاء بوجوده فى الاسواق بديلا للجنيه فسأل مستغربا (اول مرة اعرف انه الجنيه كافر..ثم استغفر كثيرا لتعامله مع الجنيه طيلة الاربعين عاما التى عاشها مطاردا له غير ظافر به) فجأة اختفى الدينار وعاد الجنيه ( الكافر ) مرة اخرى الى الواجهة مكسور الخاطر هزيلا شاحبا خضع للعديد من العمليات الجراحية وفى كل مرة تتهدور صحته ويفقد جزء كبيرا من قيمته والشيئ بالشيئ يذكر التعليقات والتصريحات والاحكام التى تأتينا الآن من كل ( الصحافين ) والنسب الى ( صحاف العراق ) تجاه ما يجرى فى البلاد من مظاهرات ( البعض يطلق عليها احتجاجات لانها لم تصل مرحلة التظاهر ) ورأيى ان التعبير عن الاحتجاج يكون بالتظاهر فهى اذا تظاهرات نعبيرا عن احتجاجات..المهم هذه التظاهرات وصف اعلاميو وقادة المتظاهر ضدهم بأن من قاموا بها هم العلمانيون وشذاذ الافاق ومندسين وطابور خامس وسادس وسابع وما الى ذلك من نعوت وأوصاف واخيرا وبعد غيبة اطل علينا السيد نافع قاطعا كل اقوال الخطباء السابقين محدد بان ما يجرى الان بالسودان (صراع بين الشريعة والعلمانية ) وهذه بصراحة محتاجة فهامة اكثر فعالية من تلك التى استخدمناها لتكفير الجنيه ولم نفلح..ما هى علاقة دعم المحروقات بالعلمانية...هل العلمانيون هم الوحيدون المكتوون بنار الاسعار ؟؟ هل البنزين كافر مثل الجنيه لنصف من طالبوا بدعمه بالعلمانية والخروج عن الملة والشذوذ عن ( الآفاق)....هل الحياة الكريمة السهلة رجز من عمل الشيطان ؟؟ انه فعلا دفن للرؤس فى الوحل وليس الرمال وBeating around the bush تهربا من الواقع والحقيقة واستغلال سيئا للدين.انها تظاهرات بكل ما تحمل الكلمة من معنى تعبيرا عن السخط والغضب واحتجاجا على سؤ ادارة الدولة واختزالها فى حزب معين وقد خرجت أكبرها من المساجد.فالى متى تكفير الناس ودمغهم بصفات تثير مزيدا من الغضب؟؟ انى أرى شجرا يسير يا أهل اليمامة بنفس ملامح الشجر السابق ولكل نظام ( صحافه ) من الصحاف و ( ابوساقه ) من ابو ساق وزير الاعلام فى عهد نميرى فهل نحن متهيئون لذلك؟؟ والمنافسة ما زالت على منصب (صحاف ) الانقاذ مشتعلة بين ( من خارج المؤتمر الوطنى ) محمد محمد خير ,خالد المبارك , عبد الملك النعيم ,ندى القلعة , الحاج آدم, جمال فرفور , مونيكا وصلاح غريبة فمن يا ترى سيفوز بجائزة سارة عبسى. بدرالدين محمود