إليكم الطاهر ساتي [email protected] عربة الإسعاف..نهاية بطل ..!! ** عذراً، فلنكمل الحديث عما يحدث في عالم الدواء غداً إن شاء الله..ثمة تعقيب - وصلنا اليوم - على قضية تناولتها في زاوية سابقة، وليس من العدل تأخير نشر أي تعقيب على أية زاوية، وخاصة أن تراكم الأحداث والقضايا - وتكاثفها - يكاد أن يحول ذاكرة الناس في بلادي الي (ذاكرة سحلية)، بحيث تنسى تفاصيل الحدث الذي يحدث أمام ناظريها، ناهيك عما حدث بالبارحة..ثم يكتسب تعقيب اليوم أهميته بأنه قد يكون الحلقة الأخيرة من المسلسل المكسيكي (عربة الإسعاف رقم خ/5271) ..وتلك عربة كانت تنقل المرضى والموتى بمستشفى الصداقة بأم درمان، قبل أن يسحبها إتحاد عمال السودان - بتوجيه الوكيل السابق لوزارة الصحة - ويسلمها لجمعية أنصار الخيرية بغرض التبرع لأهل غزة..وعجزت أنصار الخيرية عن ترحيل العربة الى قطاع غزة وأبقتها بالخرطوم عاماً وآخر وثالث.. وعندما علمت إدارة مستشفى الصداقة- بعد ثلاث سنوات من السحب - بأن انصار الخيرية لم ترحل العربة الى غزة، طالبتها بارجاعها الى المستشفى، ولكن شيوخ أنصار الخيرية قابلوا الطلب برفض فحواه ( صاح ما قدرنا نوديها غزة، لكن ح نوديها الصومال).. ولذلك، ناشدت - في زاوية سابقة - أنصار الخيرية بارجاع العربية الى مستشفى الصداقة بأم درمان، إذ حاجة أهل أمبدة إليها ماسة، وكانت المناشدة تحت عنوان : (يا شيخ طنون ياخ رجع العربية )، علماَ بأن شيخ طنون هذا هو الأمين العام لأنصار الخيرية ..!! ** ذاك ملخص الحلقات الفائتة لهذا المسلسل المكسيكي..واليوم (الحلقة الأخيرة)، ما لم يطالبني أصدقائي الأفاضل بالسفر الى الصومال وغزة لتأكيد وقائع هذه الحلقة الغريبة..ومن اللطائف، منذ يوم كتابة هذه المادة والى يوم البارحة، لم تتوقف إستفهامات أعزائي عن مصير هذه العربة وما حدث لها، وكلها إستفهامات من شاكلة ( ياود ساتي / شيخ طنون رجع العربية؟)..بل حتى في زخم أحداث الخرطوم الأخيرة وثورة شوراعها، هناك من إتصل سائلاً عن حجم الحدث الراهن وآثاره على الشارع، ثم ختم سيل الأسئلة السياسية والإقتصادية قائلاً بالنص : ( غايتو نسأل الله السلامة / وبالمناسبة، موضوع الإسعاف حصل فيهو شنو؟).. ضحكت، ثم توجست بأن تلتحق قضية هذه العربة بركب قضية (خط هيثرو)..وتلك قضية - كما تعلمون - تشغل بال زاوية حبيبنا الفاتح جبرة يومياً..وعليه، فليبقى جبرة مؤرقاً بمصير خط هيثرو الى أجل غير مسمى، أما أنا فلقد عرفت مصير عربة إسعاف مستشفى الصداقة.. وبالمناسبة، حتى مصير خط هيثرو لم يعد مجهولاً، لقد أكملت لجنة التحقيق عملها وتتلكأ في الإعلان عن محتوى تقريرها، ونشر الصحف لمحتوى التقرير بحاجة الى وثائق تقاوم شكاوى المحاكم ومجلس الصحافة، ووضع اليد على الوثائق مسألة زمن ليس إلا..بمعنى : قريب جداً - إن شاء الله - كل شئ (ح يبان)، بصحيفتنا هذه أو بإحدى زميلاتها..المهم، نحكي عن مصير عربة مستشفى الصداقة ..!! ** لقد تلقيت إتصالاً ووثائقاً من الشيخ طنون، الأمين العام لجمعية أنصار الخيرية، فحواها باختصار : ( نعم إستلمنا العربة من إتحاد عمال السودان، وكان يجب ترحيلها الى قطاع غزة، ولكن لم نفلح في ذلك..أبت تدخل في الطيارة وهم قالوا ما محتاجين ليها..فبعناها للمؤسسة الإفريقية للتنمية والتعليم بعد أن إلتزمت المؤسسة بترحيلها الى أهل الصومال..بعناها بمبلغ قدره (63 مليون جنيه).. وتم تحويل هذا المبلغ الى أهل غزة ..وبعد ذلك، أوفت المؤسسة الإفريقية بالتزامها، وتبرعت بالعربة لأهل الصومال، ثم رحلتها إليهم ..ونرفق مع التوضيح : شكر إدارة مستشفى السلام بالصومال، عقد ترحيل العربة الى الصومال، ترخيص ولوحة سيارة الإسعاف بالصومال، شهادة بحث العربة بالصومال )، هكذا توضيح أنصار الخيرية..وهكذا - سيداتي آنساتي سادتى - نهاية عربة مستشفى الصداقة (سابقاً طبعاً)..لقد باعتها أنصار الخيرية لتلك المؤسسة، وتلك رحلتها الى الصومال، وحولت أنصار الخيرية قيمتها الى فلسطين..يعني ممكن نقول : الشيوخ ضربوا عصفورين بحجر إسعاف مستشفى الصداقة،(غزة ومقديشو)، ثم ضربوا بأوجاع أهل أم درمان عرض الحائط ..وعليه، بلا أي تعليق، أناشد أهل الخير - بالداخل والخارج - بالتبرع بعربة إسعاف لمستشفى الصداقة بأم درمان.. نعم، لايزال يتم ترحيل مرضى الأهل بأمبدة - وموتاهم - بالبكاسي والركشات...!!