حكايا الانتفاضة في الميزان , شذاذ الافاق تتفوق على لحس الكوع والكتاحة أمدرمان اقوى المدن المنتفضة ..وللولايات نصيب صدقي البخيت [email protected] انتفاضة ابناء بلدي والتي بدأت متاخرة نوعا ما لاتشبه في أعماقها اي من فصول السنة الثورية التي عمت الوطن العربي في الاونة الاخيرة . فنحن الشعب المعلم عربيا وأفريقيا حيث امال الاباء يعيدها الابناء في حلة الذكريات ,و لكل جيل من ابناء هذا البلد أمجاده يحقق فيها عزته وكرامته , بالطريقة التي يراها أو تروق له . ثلاث اسابيع هي عمر ثورة الشعب الوليدة لهذا الجيل الذي مرت على ايامه اشد الحكومات سوءا وأكثرها كذبا ونفاقا فكانت ضربة البداية لطلاب جامعة الخرطوم ( مهد الثورات ) فما توانوا في استغلال السانحة وكسروا بقوتهم حاجز الخوف والتردد في جل فئات الشعب فأمتلات بهم بيوت الاشباح وزنانين السجون ذكورا واناثا , ثم انتقلت الكرة الى الاحياء والمساجد والتجمعات الشبابية فكانت جمعة الكتاحة الرهيبة والتي برع اهلنا في الديم في قيادتها وزعزعة رباطة الامن وتشتيت قواهم مما ادى لهروبهم في جبن مخزي . وشاركتهم احياء العاصمة مجتمعة في البطولة. رغم قلة اعداد المتظاهرين الا ان جمعة الكتاحة كانت هي الشرارة الأولى التي الهبت البلاد واعادت الامور الى نصابها الصحيح . في هذا الاسبوع الذي تلا الكتاحة يجب ان نشد على ايادي شبابنا طلاب جامعة الخرطوم فقد أشعلوا ايام الاسبوع جميعها في رسالة بليغة لابناء الشعب حتى لايتوانوا في الخروج يوم الجمعة التي تليها (لحس الكوع ) فكانوا يكررون الخروج بصورة شبه دورية بالتناوب مع طلاب مصارف , والانتاج الزراعي شمبات حتى بلوغ الجمعة المنشودة . جمعة لحس الكوع كان لاقاليم السودان جميعا كلمتهم فيها فقد انتفض السودان باركانه مما جدا بمسئولي النظام الهالك تشتيت قواهم هنا وهناك فهذا المعتمد يطلب مدد من الولاية ,وذاك الوالي يستعجل الدعم من المركز ( وهذا مانريده تماما ) فالتحية من هنا لثوار بورتسودان , كسلا , القضارق , نيالا , الفاشر , كوستي, عطبرة , ربك .. ثم كل التحايا لاهل العيلفون الذين ابدوا شجاعة منقطعة النظير وحرروا ابناءهم من الاسر مرتين في يوم واحد مما زرع الحماس والغيرة في قلوب الثوار ارجاء الوطن الواسع . جمعة لحس الكوع كانت بكل المقاييس ناجحة وزاد من نجاحها التجمع الكبير للشباب في الديم وبري ومسجد السيد علي في بحري . الاسبوع الذي تلا هذه الجمعة كان باردا وهادئا , ولكن الصوار كانوا يعملون في الخفاء ايضا تحضيرا لجمعة( شذاذ الافاق) , كما أبى شباب جامعة الخرطوم في هذا الاسبوع الا ان يدلو بدلوهم مذكرين الشباب بالخروج للرد على البشير في جمعته الخاصة (شذاذ الافاق ) جمعة شذاذ الافاق كان ابطالها بدون منازع ثوار ود نوباوي امدرمان , وامام ومصلين مسجد الختمية بحري , ثم الاشاوس في دنقلا .. وحتى لا نبخس من مجهود الاخرين فلقد زادت الاعداد في كل الشوارع وكان للولايات نصيب كالعادة فخرجت عبري ومدني الجزيرة والفاشر والابيض وكثير من مدن وقرى البلد . انا اكتب هذا المقال وجمعة شذاذ الافاق مازالت مشتعلة . ولكن الواضح ان الحاجز قد ازيل بفعل الثوار وان الايام القادمة ستشهد تفوقا ملموسا . حيث اننا لمسنا انهيار القوات الامنية مع رباطتهم من جهة , وانتظار الشرفاء في الجيش والشرطة للجظة المناسبة للانضمام لصفوف الشعب ,, جيفارا قال عن الثورة : الثورة قوية كالفولاذ ..حمراء كالجمر .. والطريق مظلم وحالِك ..إنْ لم تحترق أنت وأنا , فمَنْ سيضيء الطريق ؟*كل قلوب الناس جنسيتي.. فلْتسقطوا عني جواز السفر حياً كنت ..وحياً تبقى يا جندي الشمس ويا ابن الطبقة . لا يكفي أنْ نتمنى للضحية التوفيق.. بل على المرء أنْ يشاركهم مصيرهم : عليه أنْ يلتحم معهم في موتهم أو انتصارهم . لن يكون لدينا ما نحيا مِنْ أجله , إلا إذا كنا على استعداد للموت مِنْ أجله . أنْ نموت واقفين رافعي الرأس.. خيرٌ لنا مِنْ أنْ نموت راكعين الكلمة الأخيرة التي قالها جيفارا لقاتله الذي كان خائفاً من إعدامه:*"أطلق النار .... لا تخف .. إنك ببساطة ستقتل مجرد رجل "