بسم الله الرحمن الرحيم.. لاعبو المنتخب السوداني في كأس العرب : أساءوا إلينا بعبارات (قرود) و "عبيد " !!!. عبدالغني بريش اليمى ... الولاياتالمتحدةالأمريكية [email protected] ((( شكا لاعبو المنتخب السوداني المشارك فى بطولة كاس العرب فى نسخته التاسعة بالمملكة العربية السعودية من أنهم عانوا من العنصرية اثناء البطولة وقد سمعوا عبارات (قرود وعبيد ) التى طاردت غالبيتهم بصورة مستفزة . وقال عدد من اللاعبين ، بحسب موقع (قول دوت كوم) ، ان الإساءات كانت توجه لهم على مقربة من الحكام الذين يستمعون الى هذه العبارات وكأنهم غير معنيين بها . وعبر اللاعبون عن استيائهم الشديد من تلك الممارسات، ولم يُشاهد أو يلاحظ في لعبة واحدة أن بطاقة صفراء تشهر في وجه أى لاعب او أى تدخل من اللجنة المنظمة لمعاقبة الجماهير التي هتفت بذلك .))). يقولون من يهن يسهل الهوان عليه . هذا القول ينطبق تماما على عجم السودان من دعاة العروبة والبدوية ، وقد تحدثنا كثيراً في مقالات سابقة عن الإهانة اليومية التي يتعرض لها السودانيين في البلدان العربية .. وأرجعت ، كما أرجع كل الذين كتبوا في هذا الموضوع من قبل ، سبب هذه الإهانات المتكررة إلى إدعاء السودانيين بإنتماءهم " للعرب " ، في الوقت الذي لا يرى فيه العرب وجود أي علاقة أو صلة بهم على الإطلاق . وأن التحدث باللسان العربي لا يعني الإنتماء إلى القومية العربية ، وإلآ أصبح الهندي والأمريكي والصيني والروسي الذي يتكلم اللغة العربية عربياً . كما أن وجود السودان في جامعة الدول العربية كان نتيجة للضغوطات السياسية التي تعرضت لها أغلبية الدول العربية من قبل مصر ( جمال عبدالناصر ) أمين القومية العربية وحامي العُروبة والبدوية . إذن الإهانات التي يتعرض لها السودانيين في البلدان العربية ليس شيئا جديدا ، بل أن الحكومات السودانية نفسها ساهمت مساهمة كبيرة في هذه الاهانات والاستفزازات من خلال بيع أوهام العُروبة للسودانيين . فوزارة التربية والتعليم السودانية على سبيل المثال تفرض المناهج التعليمية المتبعة في الدول العربية على مدارسها وجامعاتها دون ادخال أي تعديلات تتناسب مع واقع وعقلية الطالب السوداني الذي لا يعرف شيئا عن العُروبة المزعومة . فمن المناهج أيضا " دراسة التأريخ العربي بقديمه وجديده واهمال كل السودان وتأريخه الذي بدأ مع بداية تأريخ البشرية " . دراسة المعلقات والشوقيات وطه حسين وغيرها ، تاركةً كل ما يتعلق بالسودان في الرفوف والأدراج ، وووووووو . نعم - إدعاء االسودانيون بإنتماءهم للقومية العربية فتحت عليهم باب الإهانة المتكررة عربيا ، بل ان العرب في مجالسهم العلنية والخاصة يسخرون من هذا الادعاء السخيف ، وذلك لعدم وجود أي قواسم مشتركة بين الإثنين حسب قولهم ، سوى شيء من اللغة العربية ، فلا وجود للملامح العامة بين الشخصية السودانية والعربية ، كما أن المزاج العام بين الشخصيتين مختلف تماما . الذين بهدلوا تاريخ السودان وحضارته ، عاداته وتقاليده ، أخذتهم العزة والنفخة العربية الكذابة . وهم يبحثون من بين ركام أوهامهم العروبية عن حلم سعيد يعيشونه . لكن الواقع هو أن هؤلاء ضايعون انصاعوا لأحلام اليقظة الكاذبة ، وإقتنصوا فسحة من زمن اللاواقع ليعيشونه بخداع أو وعد كاذب يدركون زيفه . انهم يعتقدون أنه يمكن خداع العالم كله بأكاذيب الحضارة والثقافة واللغة العربية على نحو أكبر ومستمر للأبد ، غير أن الحقيقة المنكورة ، هي أن ما تسمى بالحضارة العربية ما هي إلآ نتاج بقايا حضارات الدول التى أحتلها العرب بإسم الإسلام وغيره ( مصر ، السودان ، شمال افريقيا ، اسبانيا ، أجزاء من آسيا ) . ودليلنا على هذا الكلام هو : أولاً/ لننظر إلى اللغة العربية التي يزعم العرب بأنها لغة أهل الجنة وعماد حضارتهم وثقافتهم ، فهذه اللغة تصنف على أنها لغة سامية من أصول أرامية كان يتكلمها بدو شبه الجزيرة العربية بدون نقاط على الحروف وبدون نحو وصرف ، بل كان أغلب متكلميها ينطقها ولا يستطيع كتابتها ، ليأتي العالم الفارسي ( سيبوييه ) ليضع لها قواعد النحو ، ويضع عالم فارسي آخر واسمه ( أبو أسود الدؤولي ) فى عصر الدولة الأموية النقاط على حروفها . فأين تلك الحضارة العربية المزعومة حتى يهين هؤلاء السودان وتأريخه العريق ؟ . ثانياً/ إذا كان للعرب حضارة وثقافة كما يزعمون .. إذن أين معالم هذه الحضارة من عمارات ومباني تاريخية ومنشآت وغيرها ، كل ما شاهدناها فى الصحراء العربية عبارة عن خيام متحركة ومظال من بار الإبل والضأن ، فأين إذن العمارة العربية والبيت العربي حتى يوهموا أهل السودان بأن لهم حضارة وفنون ومش عارف ايه ؟ . ثالثاً/ يدعي العرب العلوم والمعرفة .. لكن في أي العلوم والمعارف ساهموا بالله عليكم ؟ أين هي اسهامات علماءهم في المجالات العلمية المختلفة - مع العلم أن الفارابى والخوارزمى وابن هيثم وغيرهم ليسوا عربا ، بل فرس وأفغان وعراقيين ووووو ؟ . رابعاً/ يدعي العرب بأن مجئ رسول الله منهم مكرمة لهم من عندالله .. لكن الحقيقة هي أن العرب كانوا أسوأ البشر في ذلك الوقت ، يعيشون في ظلام دامس ، يعبدون الأصنام من الحجر والتمر والطين ..الخ ، يدفنون بناتهم أحياءا ، يضاجعون الغلمان والحمير وغيره ، ينهبون القرى والفرقان ، يشربون الخمر وبول الإبل ، يلعبون الميسر والقمار .. الخ . وعليه كان لابد أن يبعث الله سبحانه وتعالى رسولا ونبيا من بينهم حتى يهديهم إلى الصراط المستقيم ، فرغم ذلك عانى سيدنا محمد ( ص ) كل أنواع العذاب من قبل سادة قريش .. فكيف لهم ان يقولوا بأن الله أكرمهم بإرسال رسول منهم وإليهم ؟ . الكلام عن اهانات العرب للسودانيين يرتبط ارتباطا وثيقاً بموضوع الهوية السودانية من جانب ، ومن جانب آخر بالحضارة العربية المزعومة التي قامت على انقاض حضارات أقوام أخرين اندثروا أو على وشك الإندثار ، واتغش بها أهل السودان غشا كبيرا ، فبالرغم من الغش والخداع والكذب قبلوا بالإهانات والإذلال في القرى والمدن العربية ، وطرقاتها وشوارعها ومستشفياتها ، وفي اداراتها العمومية وعلى أبواب وزاراتها ، وووو ... ليعكس ذلك شعورا بالدونية التي خلقت عقدة ما في التكوين النفسي لشخصيته الإجتماعية المتعرية من ثيابها الحقيقية ، مما أدى إلى الإنهزامية ، وحولتها إلى مجرد شخص يتلقى فقط لما ينتجه العقل العربي البدوي المتخلف المزيف ، والمطمس للحقائق التاريخية الثابتة . عاش أهل السودان على هذه الإهانات في مواضيع وأمور تافهة تجاوزها منطق العصر والتاريخ حتى داخل بلدهم السودان ، وقبلوا بوعي بهذه البهدلة والشتائم والسباب . فقط في السودان - قوم سُود من أعلى الرأس حتى أخمص القدمين يكرهون ذواتهم وبشرتهم ويدعون البياض وثقافتها .. فقط في السودان التحدث بلغة غير اللغة العربية عيب ، وضرب من ضروب التخلف والرجعية . السوداني هو الشخصية الوحيدة من بين شخصيات منظومة ما تسمى بالجامعة العربية الذي يتخلى عن لسانه السوداني بكل سهولة لصالح اللهجات المحلية للدول العربية عند زيارتهم لها ( كالمصرية أو الشامية أو العراقية أو الجزائرية ..الخ ) ، ليمهد ذلك الطريق للإهانات والإستفزازات والشتائم عليهم . إذاً كيف يحترمهم الآخرين ؟ والإنسان لم يكن كبيرا في نظر الآخرين ، ولم يعظم نفسه ، ويطب نفسه ، ويؤنس روحه ، اذا لم يكن قادرا على تقدير ذاته .. فأي فائدة منه إذا كان يقبل بالإهانة والشتائم والسباب ، ولا يرى جدوى في الكلام أن الله سبحانه وتعالى خلق الناس من ذكر وأنثى وجعلهم شعوبا وقبائل ليتعارفوا . من يتمنى حياة الذليل ، فهو ذليل مثله .. ومن يعجز عن التصدي للإساءة ، ولا يحترم نفسه ، يسهل عليه ، احتمال الأذى من الآخرين بإستمرار ، وهو كالميت ، مهما جرحته ، لا يستنكر ، ولا يظهر التألم من الأذى .. إذا أراد السودانيين ان يكتسبوا منزلة رفيعة بين بني البشر ، وان يصلوا الى مستوى الشرف العظيم والسامي ، عليهم الإعتزاز بذواتهم ، ويقبلوا بما اعطاهم الله سبحانه وتعالى من سُواد البشرة ، وأفطس الأنف ، وقرقدي الشعر الذي يتساقط في وقت الجفاف كأوراق الشجر ، وحاجات ثانية ، وان لا يرضوا بأوهام العروبة ، وان يعترفوا بأنهم سودانيين ، هكذا خلقهم الله رب العالمين ، وسيكونوا كذلك حتى يقضي الله أمراً كان مكتوبا . إنهم في أمسّ الحاجة إلى الثقة بالنفس ، لأنها جزء من احترام الإنسان لنفسه ، وأن احترام النفس وتقدير الذات من أهم مقومات القوة لدى بني الإنسان ، وحين ما يخفق ، فإن هذا الإخفاق يسحقه سحقا عظيما . لماذا لا يقول السودانيين عند سؤال الهوية !! والله نحن سودانيون وبس ، وهذا يكفي !! . لماذا يتورطون دائما في الإجابة الطويلة عند سؤال الهوية .. كأن يقول مثلا أحدهم أنا سوداني ، لكن عربي من العباسيين أو بن جهنم ..الخ ؟ ما الذي يفيد إذا كان جد أحدهم سيدنا محمد ( ص ) نفسه ؟. ومع هذا لا يكتفي هؤلاء بإرجاع نسبهم للجزيرة العربية ، بل اقنعوا بالشعارات الكاذبة الهدامة قبائلا سودانية كثيرة لتكره ، أصلها ، تاريخها ، لغاتها ، .. الخ ، لتنسب نفسها ودون خجل إلى أبي لهب وأبوسفيان وعبدالمطلب وغيرهم . وفي الختام لا يسعنا سوى الإعتذار للقرد في كل أرجاء العالم ، في الجبال والوديان والغابات وفي الحظائر وفي البيوت والمنازل .. الخ ، للإهانة التي أصابته جراء وصف العرب لدعاة عروبة السودان بالقرود ، فالقرد حيوان يقدر ذاته ونفسه ويحترمه حق احترام .. بينما دعاة العروبة في السودان يهينون ذواتهم وأنفسهم ... فشتان بين الإثنين . وآسف يا قرد.. والسلام عليكم..