[email protected] "الدين بحر ونحن له الكيزان".. هذه المقولة تنسب عادة للترابي ولكنها في الأصل عبارة مؤسس جماعة الإخوان المسلمين الشيخ حسن البنا. كلام جميل ولكنه إنتقائي وصفوي ليميزهم من بقية المسلمين الآخرين وبأي معيار ومقياس لا أدري! والدين والتقوى في القلب. فأصبحت صفتهم الغالبة الإستعلاء الديني والغرور الإيماني والإزدراء والإقصاء للآخر وتفزيع وإرهاب المخالف. ولهذا ولسؤ الحظ جاءوا بعقول متحجرة وعين قوية ليطبقوا ما تشربته قلوبهم في بلدنا السودان. فأتوا بأرتال من الأباطيل وتصويرها بأنها من العقيدة والدين ليفرضوا مشروع من الوهم الهلامي بإسم التمكين. فبالتأكيد أثبتت الفكرة فسادها وفشلها بالنتائج الكارثية التي أسفرت عنها سياسيا وإقتصاديا ومجتمعيا، وفي الحروب والفقر والغلاء والتخلف، وفي مختلف مناحي الحياة لأنها منافية للفطرة. والأخطر أنهم ربطوا مصير البلاد والعباد بهم بشبكة معقدة من المكر والكيد السياسي. وأما على صعيد الأفراد فهم يعانون الإنشقاق والدسائس والخساسة و حروب مراكز وصراع، فبلغوا درجات من الإنحطاط والإنحراف وإنتهي المشروع إلي مجموعة مربوطة بمصالح دينيوية بحتة وتحميهم شبكة من الأرزقية والطبالين والأبواق سينفضوا جميعا بمجرد سماع كلمة صيحة كر بالحق. وأستغرب فيمن يريد ان يبرئ وياتي بالإسلاميين من جديد وبأي طريقة متمسكا بحبال الوهم ويبيع لنا الكلام من جديد بأنهم لو أتوا بالطريقة الصحيحة أي الديمقراطية لكان الوضع مختلفا. كلا لأن السبب الرئيسي الكبير الآخر لعدم فلاحهم هو تكبرهم وإزدراءهم علي بقية المسلمين. فبعد تجلي هذه التجربة المريرة هل سيقول أحد عاوز إتكوز!. إفترض أنك تريد أن تنضم لهم لتصبح كوزا فماذا يمكن أن يشدك؟. إذا طبقنا نفس نظرية الإرتباط بالمرأة، فهي تنكح لأربع. لمالها؛ فلا أظن أن هنالك مالا تبقي ليعطوك منه ليشتروا به مزيدا من الذمم. وحتى ولو إنضممت فبينهم خيار وفقوس. والغنى غنى والما غنى يركب ... اللهم إني صائم. أما للنسب أو الحسب فقد أصبحت سيرة الكيزان معروفة علي كل لسان. فإن سألت أي أحد وإن ضاناية في الشارع: من هم الكيزان؟ رد عليك: هم تجار الدين، الفاسدين، المنافقين،.... أما بالنسبة للجمال فقد صار وجههم قبيحا بما ذكرنا آنفا. والأخيرة طبعا: فأظفر بذات الدين تربت يداك، وبالتأكيد دينهم الغرور والإستعلاء والإقصاء الذي إختزل في الكوز والوطن في المعلقة والمعاملة بالجزمة والعظة بالكوع والأخلاق في الحقنة. قولوا لي من هو من شخصياتهم لديه الصفات التي تجعلك منبهرا وتريد أن تكون مع هذه الجماعة؟. فتشت فيهم ولن أجد، الترابي، البشير، أمين حسن عمر، كمال عبيد، المروح، الطيب سيخة، كرتي‘ عبد الرحيم.. قولي لي من ممكن أن يكون عليه الرك؟. فمن يخرج من تلك الجماعات سالما وينخرط مع المسلمين فقد نالته الرحمة. وإن خرج منهم هالكا فذلك العدل. فلذلك أدعو أي كوز أو إخواني أو إسلامي بالتخلي عن تلك النظرة الإستعلائية والإقصائية للمسلمين وأن يتفكر بأن لا يوجد أساسا شيئ إسمه إسلامي وكلنا سواسية عند الله كبشر ولا أحد وصي علي أحد. وهذه دعوة لكي ترجعوا لصوابكم وتعلنوا فشلكم وتتنحوا وتعلنوا نهاية هذه الكابوس. الناس بطبيعتهم يميلون للتدين والدين ولكنهم لن يكونوا بعد اليوم كمسلسل تلك الشابة التي تبحث عن زوج قبل أن يفوتها قطار الزواج. فهي تريد شابا لديه مواصفات رجل مثالي ولكنها لم ولن تجده لأن الكمال لله وحده. ولن يكون الكيزان أو الإخوان أو الإسلاميين أو السلفيين سياسيا هم الحل أو الخيار المثالي للإرتباط لأنهم ليسوا منزلين أو منزهين. ومن يرتبط بهم إلا الذي يريد ان يتكوز الإسلام السياسي لينجب النفاق السياسي.