بلا تحفظ شكوى الموردة وغضب المريخ مجذوب حميدة *جاء فى الأخبار أن نادى الموردة تقدم بشكوى ضد المريخ طاعنا فى صحة مشاركة لاعب الأخير بلة جابر فى المباراة الأخيرة التى جمعت الفريقين فى الدورى الممتاز، وبالطبع فإن من حق الموردة أو أى فريق أن يبحث عن مصالحه ويرفع شكوى ضد أى وضع غير قانونى من شأنه أن يضيف مكسبا للنادى، غير ذلك فإن أى مجلس إدارة نادى يفرط فى حقوق ناديه يبقى غير جدير بالقيادة ولا نرى أن هناك حرجا فى أن تتقدم الموردة بشكوى ضد المريخ أو أى فريق آخر فهذا حق طبيعى ومشروع ولكن تبقى هناك جوانب لابد من وضعها فى الإعتبار ومراعاتها ومنها رد الفعل لدى الطرف الآخر ( المدعى عليه ) إضافة لطبيعة العلائق ومدى تأثرها بمثل هذه الخطوات خصوصا وأننا فى السودان نتعامل بطريقة قد تكون مخالفة للمنطق زائدا على ذلك فالمبدأ الثابت هو أن ( الذى يشتكيك يصبح عدوا لك تلقائيا )، بمعنى أن المريخ سيضع الموردة فى خانة خصومه بعد أن كان هناك حلف ومودة وعلاقة خاصة تجمع بين الناديين ومما يؤكد زعمنا هذا فقد حملت الأخبار أن المريخاب غاضبون بسبب خطوة الموردة برغم قناعاتهم بصحة موقفها. ونتيجة لهذا الغضب فإن رواد المريخ وعشاقه الذين يتجمعون بالنادى طالبوا بضرورة معاملة الموردة بالمثل ويتمثل ذلك فى حرمانها من إمتياز اللعب فى إستاد المريخ بعد أن أصبح المريخاب يعاملونها وكأنها عدو لهم. *وإن كان من حق الموردة أن تشكو المريخ وتسعى لتعطيله فمن حق المريخ أن يكون له موقف مضاد من الموردة وهنا تبقى كافة الإحتمالات مفتوحة وهذا يجب أن لايغضب أهل الموردة فالذى يتعمد صناعة عداء مع أية جهة عليه أن يتوقع معاداة تلك الجهة له *أسوأ قرار فى الموسم خاطئ *هناك نوع من القضايا لا تسقط بالتقادم كما أن هناك من عقوبات وأحكام لا تقبل العفو خصوصا إن كانت لها علاقة بالمصلحة العامة والحق الخاص ،ومن هذا المنطلق فنرى أن الأحداث المؤسفة التى إرتكبها جمهور الأمل والأهلى شندى والرابطة كوستى هى من النوع الذى لا يقبل المسامحة ولا التجاوز أو العفو . فالمعروف أن أخطر مهددات النشاط الكروى هو شغب الملاعب فهو يسمى بأخطر أنواع الجرائم فى كرة القدم بالتالى لا تقبل عقوباته النقاش بل أن كافة الإتحادات القارية والوطنية تتعامل معه بحسم وصرامة وعادة ما تكون العقوبات فيه قاسية *ما دعانى للمقدمة أعلاه هو قرار رئيس الإتحاد الذى قضى بإلغاء العقوبات المفروضة على الأندية أعلاه وجاء فى تبرير الأخ دكتور معتصم جعفر أنه وتمشيا مع روح الإنتصارات الأفريقية وصعود ثلاثة من فرقنا لمرحلة المجموعات فى البطولة الكونفدرالية وحلول شهر رمضان المعظم، فقد قرر وبحكم صلاحياته كرئيس للإتحاد إلغاء العقوبات التى أصدرتها اللجنة المعنية على الأندية أعلاه وهى حرمانها من اللعب وسط قواعدها الجماهيرية . كان قرار الأخ معتصم سيكون مقبولا لو أن الجرم مختلف ولاعلاقة له بشغب الملاعب وكان قراره سيكون منطقيا لو أن الظروف كانت عادية أو لو كانت هذه القرارات ضد نادى واحد أو لو أن ماحدث هو الأول من نوعه ولكن الواقع يقول إن جمهور الأندية أعلاه إستمرأ ممارسة الشغب وأصبح هذا الأمر عندهم عادى وأكثر من عادى بالتالى كان لابد من عقوبات ضدهم حتى لا يستشرى هذا الداء العضال *سيبقى موقف رئيس الإتحاد صعبا وحرجا إن تكررت أحداث الشغب من جمهور الأندية أعلاه أو من قاعدة جماهيرية لنادى آخر وهذا وارد فعندها سيكون الإتحاد فى موقف لا يحسد عليه ولن يستطيع التصرف وسيتراجع عن أى قرار يتخذه *بعد الأحداث المؤسفة التى شهدها إستاد بورسعيد وما تبع ذلك من تفاصيل معقدة مازالت الكرة المصرية تدفع ثمنه توقعنا أن يستفيد إتحادنا من تلك الأحداث وذلك بوضعه للمضادات والموانع التى تؤمن إستقرار وإستمرار النشاط و تجعل الوضع مستقراً هنا ولكن يبدو أن الضغوط التى مارستها الأندية المعاقبة عبر الإعلام وتهديدها للإتحاد جعلت الأخير يرضخ ويتراجع و( يلحس ) قراراته ضدها *بالطبع لا تفسير لقرارات الأخ رئيس الإتحاد إلا أنها تشجيع صريح وإغراء لهواة الشغب ليواصلوا فى تدمير إستقرار كرة القدم السودانية والأغرب أن قرار دكتور معتصم الذى قضى بالغاء القرارات جاء فى وقت كان عشاق كرة القدم فيه يطالبون بتعديل المواد الخاصة بالشغب لتأتى عقوباتها قاسية وتأديبية لتكون عبرة وعظة وتجعل كل من يحاول الإقدام على هذا السلوك المرفوض أن يفكر كثيرا ويضع فى حساباته ماذا سيحدث *عموما نرى أن قرار إلغاء العقوبات التى فرضت على أندية الشغب الثلاثة يستحق أن نصفه بأنه الأسوأ فى العام ( 2012). الصحافة