د.عبد اللطيف البوني في يونيو من العام الماضي وتحديدا بعيد انتخابات ولاية جنوب كردفان مباشرة اندلعت الحرب في جنوب كردفان والنيل الازرق بقيادة قطاع الشمال في الحركة الشعبية فحدث بذلك اسوا سيناريو كان متوقعا اذ انفصل الجنوب ولم يتحقق السلام فصراع المنطقتين مع الخرطوم جر إلى حرب جوباالخرطوم ونتيجة للاشفاق العام الذي اجتاح السودان والاقليم والعالم المهتم بالشان السوداني لاحت في الافق فرصة لتدارك الوضع في السودان متمثلة في اتفاق نافع / عقار الاطاري نكرر الاطاري والذي كان في مجمله تدارك لما يتم تنفيذه في اتفاقية نيفاشا فيما يتعلق بالمنطقتين المشار اليهما والقاضي بحل الجيش الشعبي الشمالي ودمجه في الجيش السوداني وتحويل قطاع الشمال إلى حزب سياسي مدني عادي واجراء المشورة الشعبية والاهم كان وقف فوري لاطلاق النار. قامت حملة ضارية على اتفاق نافع عقار ومن جهات مختلفة داخل الخرطوم وبدوافع مختلفة مع انها اطارية فاطلق عليه السيد رئيس الجمهورية رصاصة الرحمة ومن مسجد كافوري وساعتها كان قادما من المطار من رحلته لايران والصين. الذي قضوا على الاتفاقية لو سالوا انفسهم سؤالا واحدا كان يمكن ان يتحول رفضهم الى تحفظ على اسوا الفروض وهو ماهو البديل للاتفاقية؟ بالطبع هو استمرار الحرب التي كانت في اولها وكان يمكن تداركها. بالفعل زادت الحرب اشتعالا وجرت جهات اقليمية ودولية وزادت الدماء المراقة وكلها دماء سودانية فكانت الهجرة والنزوح وهجر الزراعة والرعي ثم الجوع والمرض وزادت معدلات الصرف والضغط على الميزانية الى ان وصل الامر رفع الدعم عن كل مصادر الطاقة واصبح الجنيه السوداني في خبر كان ويكفي ان بنك السودان اصدر قرارا يوم الخميس يسمح فيه للبنوك بتقييم اصولها وخصومها بالعملة الاجنبية فاطلق بذلك رصاصة الرحمة على الجنيه السوداني. ان الربط بين الحالة السياسية (قرار مجلس الامن 2046) والاقتصادية القائمة الان والتي تنذر بذهاب ريح السودان ورفض اتفاقية نافع عقار لا يحتاج إلى درس عصر فهو بين وواضح يدركه راعي الضان في الخلاء لاسيما وان لحم الضان اصبح سلعة استفزازية. الان (اليوم العلينا دا) الحكومة تذهب إلى اديس ابابا (تقدم رجل وتؤخر رجل) للتفاوض مع عقار قائد قطاع الشمال ليس في اطار اتفاقية نافع عقار السودانية البحتة انما في اطار قرار مجلس الامن المشار اليه اعلاه (شفتو ايش لون المياه التي مرت تحت الجسر خلال العام؟). الدكتور كمال عبيد يترأس الان وفد السودان للتفاوض مع عقار (الشهادة لله ان كمال عبيد كان من المدافعين عن اتفاق نافع عقار وساعتها كان وزيرا للاعلام وناطقا رسميا) وهاهي نفس الاصوات الرافضة لاطارية نافع عقار بدات تعلو ونفس الهجمة بدأت تظهر (صحافة وائمة مساجد) لكن من المؤكد ان الحكومة لن تأبه لها هذه المرة لسبب بسيط وهو ان الحكومة تدرك قوة المطرقة الدولية وسندان الجبهة الداخلية ولكن على الحكومة ان تسأل نفسها لماذا دائما تاباها مملحة ثم تاكلها قروضة، بعبارة اخرى تاباها ممعوطة وتاكلها بي صوفها؟ بلغة النقد تبيع بالعملة المحلية وتشتري بالدولار؟ لماذا.. لماذا.. إلى متى سنة اولى سياسة هذه؟ والاهم من ذلك من يدفع الثمن؟. السوداني