[email protected] عندما بدأت المظاهرات الاحتجاجية في الخرطوم يوم 16/يونيو /2012م ضد سياسات الحكومة الفاشلة، ومن ثم خرجت هذه الاحتجاجات في معظم انحاء السودان، بسبب سياسة الحكومة القاضية برفع الدعم عن المحروقات ،(وقد تناولت في المقال السابق الاسباب التي أدت الي انهيار الاقتصاد السوداني)، فقد استخدمت الحكومة الغاز المسيل للدموع لفض المتظاهرين ،وبالاضافة الي ذلك تم اعتقال بعض قادة الاحزاب السياسية المعارضة ،الحقوقيين، الناشطيين، الصحفيين، والطلاب ، وما استمرار الاحتجاجات ذادت معاناة الشعب السوداني بسبب ذيادة اسعار المواد الاستهلاكية واسعار الوقود، ولم يتحمل مواطنيين جنوب دارفور (نيالا ) هذه المعاناة، فخرجوا بمظاهرات سلمية كحق كفله الدستور، ولكن عدم احترام الحكومة للدستور وحقوق الأنسان تم اطلاق الرصاص الحي علي الذين يدافعون عن حقوقهم ،مما ادي الي مقتل ثمانية اشخاص وجرح العشرات من المتظاهريين ،ولم نسمع بيان او تصريح من رئاسة الجمهورية يدين هذا السلوك الاجرامي ،وبذلك تذكرت الاحتجاجات الشعبية التي خرجت في جمهورية جزر المالديف في شهر يناير الماضي، وفيها اعلن قوات الشرطة العصيان والتمرد، ولكن لحكمة الرئيس المالديفي محمد نشيد واحترامه لمطالب شعبه استقال من منصبه في مؤتمر صحفي يوم 7/فبراير/ 2012م قائلا: ( ابناء المالديف انني لوبقيت في منصب الرئيس ستكون هناك أثار سلبية علي المواطنيين ، ومذيدا من الخسائر ،لهذه الاسباب استقيل من منصب الرئيس اعتبارا من اليوم، وأتمني للجميع مستقبل افضل ،و اؤكد انني لم اؤمن بالبقاء في السلطة باستخدام القوة ) ، هذه هي الديمقراطية التي نحلم بها، وللتوضيح لقد اصبح رئيسا لجزر المالديف بانتخابات تم اجراءها في عام 2008م، اما في الحالة السودانية فقد استولي الرئيس السوداني عمر البشير علي السلطة عام 1989م بالقوة (انقلاب عسكري)، وهو ما زال يؤمن باستمراره في السلطة باستخدام القوة .