بالمنطق صلاح الدين عووضه [email protected] حتى دين الله ..؟!!! *لا أزال في حيرة من أمري إزاء الإعلان الذي حوى ترغيباً للناس بأن يحجوا حجاً (مميزاً!!).. * فقد استوقفتني كلمة (مميز) وتساءلت إن كان الذين وراء الإعلان هذا هم من شاكلة ذاك (الأخ !!) الذي كتب يطمئن محبي صدام حسين عقب إعدامه بأنّ روحه اتخذت طريقها نحو الجنة.. *أي من شاكلة الذين يجعلونك تظن أنهم يتنقلون بين العالمين الفيزيقي والميتافيزيقي بالسهولة ذاتها التي يتنقلون بها بين الخرطوم و (كوالا لامبور !!).. *وبالمناسبة ؛ ما الذي يوجد في كوالالامبور هذه بالضبط ويجعل (إخواناً!!) لنا (رايحين جايين) من وإلى طوال العام؟!.. *لست أدري...... *بمثلما لست أدري كيف يمكن مشاهدة روح صدام حسين - كما أشار إلى ذلك ( أخ آخر !!) في سياق حديثه عن (الصالحين !!) من حكام هذا الزمان قبل أيام - وهي تتجه نحو الجنة عقب مغادرة جسده المتدلي في بئر المشنقة.. *وبمثلما لست أدري - كذلك - كيف يمكن للحج أن يكون مميزاً حتى ولو تفضل علينا الإعلان بعد ذلك بشرح لما يعنيه بكلمة (مميز).. *فالتميّز حسبما علمنا من نص الإعلان هو تميّز (دنيوي) وما هو ب(ديني) .. *هو تميز في المأكل والمشرب والمسكن والترحال .... * طيب ؛ ما دام التميز هذا يتعلق بدار الفناء ، فلماذا تبدو الصيغة التي ورد بها في سياق الإعلان وكأنها توحي بأنّ له صلة بدار البقاء؟!.. *ففي مثل (أجوائنا!!) هذه التي نعيشها قد يظن ظان أن عبارة (الحج المميز) المقصود بها الحج المقبول، المبرور، ذو السعي المشكور.. * قد يظن أنه كذلك بدرجة ( امتياز!!) ... * فإن كان من بيننا من جزم بأنّ روح صدام حسين اتخذت طريقها في الجنة (عجباً!!)، فقد يكون من بيننا كذلك من يجزم بأنّ فلاناً حج الحجة (اللي هِيّا ) وفقاً لمعايير الحج (الممتاز!!).. *وبما أنّ هناك إذاً من يحج حجاً ممتازاً فهناك بالضرورة أيضاً من يحج حجاً (جيّداً جداً)، أو (جيّداً) ، أو (مقبولاً).. *أو ربما هناك من ( يطلع الطيش !!) وفقاً للتراتيبية الخاصة ب(إمتحان!!) الحج هذه .. * وبما كذلك أنّ روح صدام قد ذهبت إلى الجنة، فإنّ أرواح الذين أزهق صدام أرواحهم هذه ذهبت - بالضرورة – إلى النار لارتكابهم ما أغضب الرجل (الصالح!!) هذا .. *ثم إنّ الإعلان كان قد أشار إلى حديث نبوي نستشف منه حثاً على اللحاق بركب الحج المميز هذا.. *حديث يقول نصّه: (من مات ولم يحج حجة الإسلام في غير وجع حابس، أو حجة ظاهرة، أو سلطان جائر فليمت أي الميتتين شاء؛ إما يهودياً أو نصرانياً).. *ودليلنا على الحث الذي أشرنا إليه هو انتقاء الإعلان لهذا الحديث دون الآخر الذي يراعي (ظروف!!) الناس حين يقول: (من استطاع إليه سبيلاً).. *إنّها شطارة إعلانية بدرجة (ممتاز!!) .. *إعلان (مميّز) عن حج (مميّز).. *فقط ليت أصحاب الإعلان المذكور يفصلون بين كلمتي (الحج) و (المميز) بما يبيّن أن التميز هذا عائد إلى ما هو دنيوي وليس إلى ما هو ديني.. * فهذا نوع من ( التميّز!!) لا يقدر عليه من لم يستطع إلى الحج سبيلاً أصلاً.. *أي من لا يقدر حتى على إجراءات الحج (العادي) بعد أن أضحى من جملة ماهو ( غير عادي !!) في بلادنا.. *فإن مات غير القادر هذا فليأتِ من يقول لنا أنّه مات يهودياً.. * أو مات نصرانياً ... *أو أنّ روحه اتخذت طريقاً غير الذي اتخذته روح صدام (الطاهرة) .. * ثم يشرح لنا كيف أن النار التي تكاد (تميز) من الغيظ هي مصير من لا ( يتميز ) حجاً !!!!!! الجريدة