مصادر غربية تؤكد تقريرا نشرته 'العرب' اللندنية حول قرب تنازل أمير قطر عن عرشه لفائدة نجله في خطوة قد تعجل بتنحي الشيخ حمد بن جاسم. ميدل ايست أونلاين لندن أكدت مصادر صحفية غربية محتوى تقرير نشرته "العرب" اللندنية قبل نحو ثلاثة اسابيع عن قرب تنازل أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني عن عرشه لفائدة نجله ولي العهد الأمير تميم بن خليفة. ونقلت صحيفة "تلغراف" البريطانية ووكالة رويترز للأنباء عن مصادرها في الدوحة ما نشرته "العرب" في الثاني والعشرين من مايو على صدر صفحتها الأولى حول قرب تنازل الشيخ حمد عن السلطة إلى نجله ولي العهد الأمير تميم بن خليفة. وأشارت الصحيفة البريطانية في تقرير كتبه داميان مسيلروي مراسل الشؤون الخارجية إلى قيام شخصيات قطرية مطلعة على كواليس القصر الأميري بإبلاغ نظرائها الأجانب، بأن الوقت حان ليتسلّم ولي العهد الشيخ تميم بن حمد (33 عاما) قيادة البلاد. وفي نفس السياق، نقلت رويترز عن دبلوماسيين أجانب في الدوحة الاثنين قولهم إن أمير قطر الشيخ حمد "يفكر منذ فترة في هذه المسألة. الطريق ممهد بوضوح على مدى العام المنصرم لنقل السلطة إلى تميم." وأضافوا "كانت هذه هي الخطة دوما.. لكن المسألة كانت مجرد وقت." وتوقع الدبلوماسيون أن يكون الدافع وراء هذا التغيير هو الرغبة في نقل سلس للسلطة إلى جيل أصغر سنا. وذكر أحد المصادر أن من المتوقع أن تبدأ عملية نقل السلطة برئيس الوزراء الذي يتولى أيضا منصب وزير الخارجية مما يعني ترك المنصبين. وقال دبلوماسي مقيم في الدوحة إن رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني يستعد للتنحي في إطار عملية نقل للسلطة أوسع نطاقا قد تشهد أيضا ان يسلم الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد السلطة إلى ولي العهد الشيخ تميم. وتحدث الدبلوماسيون عن مواعيد مختلفة تراوحت بين أسابيع قليلة إلى شهور حتى سبتمبر/ أيلول قبل الانتهاء من هذا التغيير السياسي المفاجئ في هذه الدولة الخليجية الصغيرة. وكانت صحيفة "العرب" اللندنية سباقة في الكشف عن أن الأمير حمد بن خليفة آل ثاني يفكّر بجدية في قرار التنازل عن موقعه وتسليم وليّ العهد الشيخ تميم هذا الموقع. وعزت في تقريرها قرار الأمير، الذي أبلغه إلى مراجع عربية وأخرى أوروبية إلى الوضع الصحي للشيخ حمد، وإصرار زوجته الشيخة موزة على تسليم نجلها تميم، وليّ العهد حاليا، الموقع الأوّل في البلد فيما لا يزال والده حيّا. ويعاني أمير قطر من قصور كلوي أجبره على العيش بكلية واحدة زرعت له بعدما تبرّع بها أحد أفراد العائلة. ووفقا ل"العرب" فإن شخصية قطرية أكدت أن الأمير يبحث منذ فترة عن طريقة تؤدي إلى خروجه من السلطة برفقة رئيس الوزراء الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني. واضافت الصحيفة أنه من المتوقع أن يتخذ الشيخ حمد قراره في غضون ستة أشهر، وربّما خلال عطلة عيد الفطر. ولم يتسن على الفور الاتصال بمسؤول في الحكومة القطرية للتعليق على هذه الأنباء. وقال دبلوماسيون عرب وغربيون في الدوحة ودول أخرى بالمنطقة إنهم يتوقعون ان تحدث التعديلات على أعلى مستوى في هيكل القيادة القطرية عبر أحد مسارين، إما أن يحل الشيخ تميم محل الشيخ حمد في منصب رئيس الوزراء إلى أن يتولى منصب أمير البلاد لدى تنحي والده في نهاية الامر أو أن يشغل أحمد المحمود النائب الحالي لرئيس الوزراء المنصب عندما يتنحى رئيس الوزراء الشيخ حمد بن جاسم. وتقول مصادر إن حربا خفية بدأت تستعر بين رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم بن جبر ووليّ العهد الشيخ تميم. وقالت المصادر القطرية إن الشيخ حمد بن جاسم يسعى حاليا إلى إثبات وجوده كرئيس نافذ للوزراء بالاعتراض على قرارات وتعيينات يتخذها وليّ العهد الذي قرر أن يرسل إليه بإشارات حضور ونفوذ مماثلة رغم انه من الناحية النظرية والقانونية، لا يملك صلاحيات محددة. ويغذي هذا الصراع الخفي قرار أمير قطر بنقل عدد من الملفات الهامة التي كانت في عهدة رئيس الوزراء حمد بن جاسم، إلى نجله في سياق عملية "تقليم أظافر" لرئيس الوزراء والإعداد لتسليم الشيخ تميم موقع أمير الدولة. وتقول المصادر القطرية إن رئيس الوزراء بات يخشى هذه الايام لجوء الشيخ تميم إلى إجراءات انتقامية تطال مصالحه ومصالح القريبين منه في حال تفرّد الأخير بالسلطة ووقوعه تحت التأثير الكامل للشيخة موزة. وقطر حليف للولايات المتحدة وبها قاعدة عسكرية اميركية كبيرة وهي أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم وأغنى دولة من حيث نصيب الفرد من الدخل القومي في العالم. وتولى الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني السلطة بعد انقلاب أبيض على والده عام 1995. وقام الشيخ حمد بن جاسم بدور رئيسي في تسهيل الانقلاب. وقامت قطر بدور رئيسي في تشجيع ثورات ما يعرف بالربيع العربي وقدمت دعما كبيرا للمعارضين الذين أطاحوا بالعقيد الليبي الراحل معمر القذافي والانتفاضة التي تسعى للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد. وتتهم قوى ودول عربية متوجسة مما تصفه بالدور القطري المريب، الدوحة بلعب دور إقليمي أكبر من حجمها، وتذهب بعض هذه الجهات إلى حد اتهامها بوضع امكاناتها المادية ونفوذها الواضح لدى منظمات إسلامية متشددة لخدمة أهداف غربية في المنطقة العربية كانت الولاياتالمتحدة نفسها قد عجزت في وقت سابق عن تحقيقها. وتولى الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني السلطة بعد انقلاب أبيض على والده عام 1995. وقام الشيخ حمد بن جاسم بدور رئيسي في تسهيل الانقلاب.