خلوها مستورة ماذا اسقط طائرة تلودي؟ طارق عبد الهادي [email protected] السؤال هو ماذا وليس من اسقط طائرة تلودي، فتحالف كاودا لم ينفذ او يتبنى العملية وهذا يحمد له، عكس ما فعلت الحركة الشعبية بطائرة الناصر المدنية أيام الديمقراطية الثالثة، كما ان الحكومة كانت ستعلن ذلك أي ان حدث الاستهداف لتستفيد من التعبئة للرد، وكذلك هو ليس بسقوط للطائرة ناتج من خلل فيها مثل احتراق احد المحركات رغم قدمها، تبقت فقط فرضية اصطدامها بجبل النار الذي يبعد فقط كيلو ونصف من مدرج المطار!، إذن هناك عملان تسببا في هذا السقوط وبدون أي فذلكة و كثير تنظير، الأول هو أن المطار، أي مطار بأي دولة متقدمة او نامية يفترض ان يبعد عن المدينة مابين خمسة وعشرين الى خمسين كيلو مترا ليبتعد عن المباني العالية ثم يصل طريق مسفلت او حتى ردمية الى المدينة، قد يقول متنطع أن الأمن غير موجود في جبال النوبة لذلك لا يأمن المسئولون بعد المسافة بين المطار و المدينة، إذن نحن نتحدث عن دولة فاشلة تلك التي لا يتمكن مسئولوها وفي رقعة هي جزء من بلادهم، من السير في الريف بضعة كيلومترات وتلك التي لا تبسط سلطانها على الريف تنمية وسلاما ورضا من الناس ليشعر المواطن فيها بالأمن والأمان من قاطعي الطريق بوجود وهيبة ومنظر شرطته وجيشه الدائم، سلاطين باشا كان يتنقل في دارفور على ظهر جمل، فلا نحن في العهد الوطني حافظنا على الوئام السابق ولا فرضنا هيبة الدولة بالوسائل الحديثة، الوالد متعه الله بالصحة والعافية وهو خبير تربوي سابق من أقصى الشمال جاب الجنوب في الستينات متنقلا في عمله، ذكر لي ان الدولة والجيش لم تكن آنذاك في الستينات تسيطر إلا على المدن وان الريف كان للتمرد، ذكر لي ذلك مطلع التسعينات وقال أن الجماعة ديل، ويقصد الإنقاذ، يسيطرون الآن فقط على المدن وان الريف هو للتمرد حينها أدركت ان هذا الإقليم سينفصل إذ ما هو معنى الدولة للمواطن إن لم تقدم له الخدمات التعليمية والطبية وتكن موجودة بجواره شرطة وقضاء ما الذي يبقيه فيها سينفصل منها ان عاجلا او آجلا وكتبت هذا في حينه ودعوت لتقرير المصير للجنوب مطلع التسعينات، ولكن من يستمع. إذن كان ينبغي إما ان يبنى المطار خارج مدينة تلودي او النزول في مطار مدينة مجاورة مستوفي لشرط المسافة المسطحة هذا والانتقال بالسيارات ، العامل الثاني وهو أيضا تتسبب فيه الدولة الفاشلة، فبعد ربع قرن من الحكم لمجموعة منفردة اسأل نفسك هذا السؤال، هل معدات برج المراقبة في تلودي وغيرها محدثة بشكل جيد؟ أم من العصر الحجري وعمرها عشرون عاما وهل مرتبات فنيي هذا البرج تكفيهم ليعملوا بمعنويات عالية أم أصبحوا بعد هذا التضخم بنسبة 300% في الأسعار أصبحوا من الفقراء والمعدمين فيظل احدهم عاجزا عن علاج والدته المريضة وإطعام أطفاله بالشكل اللائق فهل تنتظر منه حتى وان تعلق عمله بأرواح الناس، أن يعمل بهمة وبمعنويات وبإخلاص ليبلغ عن الأحوال الجوية أولا بأول، من واقع خبرته بالمناخ في منطقته وتقلبها الفجائي ليكون على أهبة الاستعداد مستمتعا بعمله ومحذرا للطائرات على مدار الدقائق وليس الساعات، مشكلتنا في بئر معطلة وقصر مشيد ومعدات قديمة ومرتبات لا تقيم الأود، كانت الفاجعة لغياب المعلومة السريعة والحديثة والتي كانت ستمكن الطيار من خيار العودة من حيث أتى او التوجه إلى مدينة الأبيِض، انخفض الطيار في الغيوم محاولا الهبوط!، ولغياب الرؤية وانعدامها حاول الصعود مرة أخرى ولم ولن يتمكن لوجود المدرج في المكان الخطأ بجوار الجبل فحدثت الكارثة.