.. سيف الحق حسن [email protected] تأمل الصورة أعلاه جيدا. إن لم تكن تعرفه من قبل، أريدك أن تضع إنطباعاتك علي هذا الشخص وتسجلها عن ظهر الغيب بالرغم من علمي وعلمك أن الأشكال لا تعني شيئا. سأقول لك إنطباعي عندما رأيت هذا الشخص. إنسان هادئ، متزن، رزين، محترم، ويبدوا أنه متدين سواء بأي دين. ولكن كل هذا الإنطباع الحسن إنهار في لحظة واحدة عندما قرأت الخبر القديم الجديد بأن هذا هو ذاك المجرم النرويجي {أندريه بريفيك}، والذي تتم محاكمته هذه الأيام. فقد قتل 77 شخصا وجرح 240 في العام الماضي في عملية إرهابية ولم يطرف له جفن أو يندم له قلب أو يصحو له ضمير. هذا البريفيك شخص عنصري، مريض وبغيض ولد من رحم نهج الاستعلاء والإسراف فى مدح الذات بمناسبة ودون مناسبة حتي زين له سوء عمله فرآه حسنا وظن أنه منبر الحقيقة الرباني الأوحد الداعي إلي العدل والسلام في الأرض. الدرس الذي يجب أن نستذكره ونستصحبه جيدا هنا أن ليس كل من أعجبنا شكله ومعسول كلامه هو ذاك الملاك الطاهر أو أشبه به. كنت قد كتبت من قبل أن هذا هو نتاج ومألات العنصرية والعصبية النتنة البغيضة. ما حدث فى النرويج من ذاك العنصرى اللعين يعتبر كلمة شاذة فى كل العالم والمجتمع الانسانى الذى يريد أن ينعم بالسلم والأمان. ونلاحظ أن عمل هذا العنصرى البغيض عمل فردى خالص تلوث فكره بثمرة شجرة فاسدة، فكيف النتيجة إذا كان منظما مع المجموعة نفسها (منبر الجهل والظلام النرويجى) التى تنادى بتطهير المجتمع النرويجى وجعله مجتمع نقى الهوية. ونلاحظ أنه لا يوجد تقنين من الدولة لبث هذه الأفكار المسمومة والأيدلوجية المتخلفة الفاسدة. وهذا ليس منا ببعيد. لقد تذكرت جريدة الغفلة الصفراء وما تدعوا له. أليس فكر هذا العنصري النرويجي هو نفس الفكر الذى ينادى به منبر العداء الظالم بمحاولته غربلة وتصنيف المجتمع حسب وجهة نظره المريضة ليراه بعمى عينيه نقيا صافيا سائغا للناظرين. كجريمة بيريفيك البشعة هذه هي الناتج الآجل المحتوم لمثل تلك المنابر اللعينة الخبيثة بأن تتمخض منها بنابر للجريمة المقننة. وأنا أخط هذا المقال قفز خبر "مفتي الانتباهة الشيخ سعد احمد سعد: إغتناء الجواز الامريكي أو حمل الجواز الأمريكي للسوداني المسلم هو أشبه ما يكون بالردة لأنه تنازع في عقيدة الولاء والبراء..!!. إنظروا إلي هذه النظرة السطحية الضيقة وذلك بجعل الإسلام مرتبط بجنسيات بعينها. هل يعلم الشيخ سعد أن عدد المسلمين في أمريكا يفوق الثمانية ملايين ويشكلون ما يقارب 3% من سكانها. وأن المهاجرين يساهمون في نشر الإسلام أكثر من هؤلاء الداعين إلي إغلاق الدين في حدود دولة وجعله دين دولة وليس دين دعوة، وفي النهاية ليكون دين حكر وإنغلاق وليس دين فكر وإنطلاق. ماذا يضير المسلم أو ينتفع الإسلام وإن حمل المسلم عشرين جنسية؟. وهو لا يرى أفيال الطغمة التي تحكمنا غصبا وهي تحمل جوازات أجنبية منها بريطانية وكندية وأمريكية ويطعن في أستاذ الظافر، فأنا لست بصدد الدفاع ولكن بغرض تبيان وصف لهذا الشخص كما يدعي إنه يريد أن يوصف ولكن حقيقة فهو يقول كلمة وصف يريد بها شتم. فما يهمنا هنا أن نصف بأن ذاك الشبل من ذاك الأسد. ولا أزيد وأخوض حتي لا يجهلن علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا. هذه الأفكار المسمومة التى تروج لها تلك المنابر تنفيها كل الأعراف الانسانية ونهت عنها كل الأديان السماوية فتجاوزها التاريخ ولكن نجد ان زفاراتها المتعفنة امتدت (وليس عندها من زفرات حرى) الى الكثير فكانت من الأسباب التي أزكت النعرات القبلية والعنصرية والطائفية والإرهاب الديني وستكون سببا رئيسيا في تشرذم الوطن. الإسلام اكرمنا بأن نكون شعوبا وقبائل لنتعارف ونتعايش و أن نهدى الناس لا أن ننفرهم. اعطيت مثالا من قبل بالزنوج الذين كان يجلبهم الأمريكان والأروبيون كعبيد فقد انصهروا فى المجتمع بجميع إثنياتهم وصاروا جزءا منه بشكل كبير مشارك أساسي في بناء الدولة وذلك بنبذ العنصرية النتنة والطائفية والعصبية البغيضة وكله بحماية القانون ودولة العدل والكرامة والمساواة. فإلى متى سيظل أهل أمثال هذا المنبر بارحين عليه عاكفين. ألا ترون ما فعل هذا البنبر النرويجى. هؤلاء القوم يستضعفوننا بوقوف الطغمة الحاكمة الى جانبهم ويكاد أن يقتلوا مابقى من الوطن من التعالى على الناس والبشر من خلق الله بهذا المنبر المسعور وبنبرة الإستعلاء والكبر والغى والضلال صعودا لأعلى أبراج الجهل القميئة والعنصرية النتنة. أيبصرون بما لا نبصر به نحن، أم يملون علينا ما تزين به أنفسهم. أننتظر حتي تكشر الفتنة عن أنيابها الحقيقية فلا تبقي ولا تذر أم ننتظر إلي أن نجد عصاة سيدنا موسى عليه السلام فتكون المعجزة. بحسب ما أري فهؤلاء إما أن يثوبوا إلي رشدهم أو يقاطعوا ويكون لهم في الحياة لا مساس كما السامري والذين ضلوا من بني إسرائيل، أى لا يختلط معهم من بنى البشر أحد بحسب فهمهم الجاهل بأن عرقهم نقى!!. وأقولها لكم بصراحة شديدة: اننا لن نعيش وننعم بالأمن والسلام ونتقدم للأمام إلا بالتخلص من وحرق ونسف تلك المنابر مع البنابر وساريات الجهل والتجهيل والتضليل والظلام الدامس التى حولها.