[email protected] و يأتيك البشير كل يوم بعجيبة .. إنه السوبرمان .. الرجل الخارق أو قل هو رامبو افريقيا .. وحيد زمانه .. الرجل الذي حارب كل شيئ فانتصر .. حارب الشجر و الحجر .. تحدى المحاكم العالمية و الأجواء .. تحدى الأحزاب و طحن البشر .. يريد اليوم – بالقوة - أن يكون ذاك الفقيه الورع العالم في الشريعة .. لم تكفه النياشين و لا القفز بالزانة - بين إغماضة عين و انتباهتها - من العمادة إلى المشيرية .. يريد أن (يكوش) ليس على الرتب العسكرية بل حتى الدرجات العلمية! قد تكون الدبابة أوصلتك إلى ما أنت عليه و لكنك و العلم كعجوز تسعينية تسبح ضد تيار عات دون سابق معرفة لها بالسباحة. مخطئ من ظن أن اللوثة الجرثومية المسببة لمرض الهالك القذافي لم تتعدى إلى البشير ..في واحدة من فوراته أوهم القذافي العالم أنه صاحب نظرية ثالثة و أنه علامة التاريخ و الفلسفة و منقذ افريقيا من جهلها و مرضها .. اختصر و اختزل مشكلات العالم أجمع في كتابه الأخضر .. و جزم بأنه يتضمن وصفة بخلاص أبدي للشعوب .. كان غريبا في كل شيئ .. جعل من اسم بلاده سلسلة ينقطع دونها النفس .. نصب نفسه ملكا لعموم افريقيا .. لم يكن يعنيه شيئا أن رآه البعض مصدرا تندريا بز به عمالقة الفكاهة و الكوميدية .. لم يكن يرى غير نفسه المريضة بجنون العظمة.. استوطنته تلك الجرثومة الخبيثة و قادت بوصلته و لكن إلى مجاري ينافس الجرذان التي طالما شتم بها المارقون عليه المعارضون لحكمه .. هناك .. في أقذر مكان قبض عليه .. و لم يكن غريبا تناسب المكان و نفسه الخبيثة. أما كفاك أيها البشير أنك القائد العام لقوات الشعب المشلعة؟ أما كفاك أن تُعزف لك الموسيقي و تُبسط لك البُسُط الحمراء؟ أما كفاك أن كتفاك مثقلتان بالمقصات .. بالنجوم و النياشين؟ أما كفاك بعثرتك للأموال و تضيعك للأرض؟ أما كفاك عهدا دمويا لم يسبقك إليه أحد؟ أي شريعة تلك التي تريد مناقشتها؟ إن من هو مثلك حقيق به ألا يلتفت إلا لترقيع ما توسع في عهدك و العمل على حقن الدماء التي أسلتها أودية و نهرا .. كان عليك أن تريح العباد و البلاد منك أما أن يكون لك متسعا من الوقت للدراسة في مجال معتاص على فهمك القاصر فهي القاصمة.. و إن من لم تشفع له مشيريته – الذي هو مجاله - في الخروج من نفق الإخفاق حقيق به ألا يتحرك ناطقه بالشريعة التي لن تكون سرج نجاة و قد لاحت إمارات النهاية القذافية.