الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تقارير: القوات المتمردة تتأهب لهجوم في السودان    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    د. مزمل أبو القاسم يكتب: جنجويد جبناء.. خالي كلاش وكدمول!    محمد وداعة يكتب: الامارات .. الشينة منكورة    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    الخارجية الروسية: تدريبات الناتو في فنلندا عمل استفزازي    مصر تنفي وجود تفاهمات مع إسرائيل حول اجتياح رفح    السوداني في واشنطن.. خطوة للتنمية ومواجهة المخاطر!    "تيك توك": إما قطع العلاقات مع بكين أو الحظر    عن ظاهرة الترامبية    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    مدير شرطة شمال دارفور يتفقد مصابي وجرحى العمليات    منتخبنا يواصل تحضيراته بقوة..تحدي مثير بين اللاعبين واكرم يكسب الرهان    حدد يوم الثامن من مايو المقبل آخر موعد…الإتحاد السوداني لكرة القدم يخاطب الإتحادات المحلية وأندية الممتاز لتحديد المشاركة في البطولة المختلطة للفئات السنية    المدير الإداري للمنتخب الأولمبي في إفادات مهمة… عبد الله جحا: معسكر جدة يمضي بصورة طيبة    سفير السودان بليبيا يقدم شرح حول تطورات الأوضاع بعد الحرب    طائرات مسيرة تستهدف مقرا للجيش السوداني في مدينة شندي    هيثم مصطفى: من الذي أعاد فتح مكاتب قناتي العربية والحدث مجدداً؟؟    ترامب: بايدن ليس صديقاً لإسرائيل أو للعالم العربي    تواصل تدريب صقور الجديان باشراف ابياه    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



زهايمر
نشر في الراكوبة يوم 06 - 09 - 2012


[email protected]
ان الوضعية الماثلة لحقوق الوالدين باتت مغلقة ومازومة لأسباب ايدولوجية جوهرها ليست في نظام التربية فحسب وانما في ايدولجيات برمتها وبالتالي بات من الضروري مناقشة هذا الواقع بوضوح حتي تقوم العلاقات بين الابناء والوالدين علي نحو افضل ولا بد من العمل علي اعادة تأسيس العلاقة من جزورها لأن ما نسمع به من قصص مأساوية تشمئز لها النفس السوية لأبناء يقهرون ابائهم ولكن ليس للدرجة التي يصبح فيهل( دار المسنين )حقيقة ماثلة في واقع حياتنا لأبناء يقذفون بأبائهم وامهاتهم لمجرد ان دورهم قد انتهي علي مسرح الحياة فتلك هي (ولادةالسجم والرماد) وتلك اشكالية في بنية ومحددات المجتمع السوداني التي اصابها التمزق فكان من الطبيعي ان تولد تلك المأسي الانسانية مما ادي في تقديري الي خلق تشوها ت نتنه في واقعنا المعاصر بسبب التحولات الديمغرافية والت الي ما هو عليه الحال الان وتبدت ابعادها في الواقع المتعين خصما علي النسيج الاجتماعي وكان لغياب الوعي الديني اثره في اكتساح هذا التوجه الملغم الذي يمكن ان يولد المزيد من النقائض التي ستطيح بالعلاقة بين الوالدين والابناء
ان من الاسباب الاساسية لعقوق الوالدين تعود في غالبها الي تسديد حساب ودين قديم وقد حان الاوان لكي يتذوق هذا الاب من نفس الكأس التي سقاها لوالديه سابقا لتدور عليه دورة الحياة فليس اسوأ من ان يترك الابناء ابائهم وكأنهم جزء من مخلفات المنزل اوبقايا اثاث قديم (روبابيكا) في انتظار ان يشتريها ملك الموت ثم يقيمون عليهم مأتما ليحصوا احبابهم ومقدار نجوميتهم للتباهي امام مجتمع المنافقين
وليس الاسواء من ان يترك الابن والده مبهدلا تلف جسده بقايا ملابس قديمة ولو عاد به الزمان الي الخلف لتذكر كيف كان والده يهتم بنظافته فيقوده بفرحةغامرة في الاعياد والمناسبات من المولد الي حديقة الحيوانات الي السوق لينتقي له اجمل الملابس والعطور الفاخرة والالعاب ويقوده بنفسه الي المدرسة ويراجع له الدروس وكيف تهون عليه امه التي حملته تسعة شهور في بطنها وهي يستخسر ان يقضي معها بضع دقائق ليتحدث ويتونس معها ويطمئن علي اخبارها وهي تتلحف ذات الملابس المهترئة تفوح منها روائح الاهمال في حين تحشر زوجته داخل دولابها العشرات من الملابس والثياب الفاخرة
لماذا يسمح الابناء لمن بلغ من والديهم الكبرعتيا بسوء المأكل والمشرب والفراش ولا يعتنون بمظهرهم فيما يصطحب الواحد فيهم زوجته اوحبيبة قلبه واطفاله في عطلة نهاية الاسبوع و ايام المناسبات السعيدة لينتقي لهم اجمل الهدايا ومالذ وطاب من المأكل والمشرب فتقوده زوجته مثل الحمار من المعرض الي السوق الي المطعم الفاخر وينسي والدته تعاني في وحدتها ومن الامها النفسية في ركن قصي من المنزل او في حجرة بائسة تفوح منها روائح الاهمال
ولكن كيف يسمح اولئك الابناء المنحرفون ب(بهدلة) ابائهم من كبار السن علي تلك الحالات السافرة وكأنهم يودون دحرجتهم الي حتفهم قسرا فيعجلون برحيلهم
ولكن ليس كل حالات عقوق الوالدين علي تلك الشاكلة ونتاج لدين قديم لمن( نكد طعم الحياة علي والديه )ولأن لكل قاعدة شواذ فقد ياتي الخلف مغايرا عن سلفه في الطباع والتميز والاخلاق وذلك بأن يكون الوالدان مثالا للتميز وحسن الخلق ولكنهما يبتليان بمن يرهقهما طغيانا وكفرا فكثيرا ما يخذل الابناء ابائهم ويفشلوا في اكمال مشوار التميز والنجاح لتتأكد فعلا مقولة( يخلق من ظهر العالم فاسق) كحال سيدنا نوح مع ابنه فقد يجتهدالاباء دونما اي تقصير مع توفير كل متطلبات الراحة في تربية الابناء ومع ذلك يلوح الابناء برأية العصيان و يكون الفشل من نصيبهم وفي رأيي ان في هذه الحالة علي اولئك( الابناء الذين يسلوا الروح )كونهم مغايرين عن ابائهم منهجا وسلوكا ترجع لسببين الاول في طريقة التربية التي ينتهجها الوالدان في تدليل ابنائهم بطريقة زائدة عن الحد المألوف لأن كثرة الدلال تفسد الابناء وتعود نتيجتها وبالا علي الوالدين في المستقبل ويعود السبب الثاني نتيجة الاهمال الذي يتمثل بطريقة غير مباشرة عندما ينشغل الاباء عن تربية الابناء بغيابهم عن مشهد الحياة اليومي للأسرة الصغيرة ليترك مهمة المراقبة والاشراف علي عاتق الام وحدها في سبيل الهرولة وراء المعايش و مساسكة لقمة العيش وتوفير متطلبات الحياة اليومية القاسية لأسرته الصغيرة ليكون ذلك الانشغال سببا جوهريا في انحراف الابناء عن خط المسقبل المرسوم بدقة الذي خطاه الوالدين في بداية حياتهما الزوجية لرماد خيبة الامال لأن الام غالبا وبحسب تكوينها البيولجي تفشل في سد خانة هيبة السلطة الابوية فتسقط في امتحان القدرات امام تحديات تربية هذا الزمان المعاصر الذي غابت عنه الاسرة الممتدة والمدرسة والجيران عن المشهد بفضل التغيرات الاقتصادية والاجتماعية تضاف اليها رياح العولمة التي حيرت اولياء الامور في التعاطي معها ويخطأ الكثير من الامهات عندما يلجأوا الي تهميش دور الاب عندما يغيب في هموم كسب المعيشة والانشغال في امور الدنيا ظنا من الامهات ان الحنان والدلال قد تلينان قلوب الابناء وتسهم في تربيتهم علي احسن ما يكون ولكن علي النساء ان (يشدن المأزر) ولا بد من الشدة والحزم في التربية ولأن المبالغة في الدلال تأتي بردود افعال عكسية مفادها ان يستأسد الابناء علي الاباء في المستقبل وحتي لا يكون الندم كبيرا بعد فوات الاوان وعلي الاباء ان لا يهملوا دورهم فيغيبوه مهما كانت الاسباب لأن الانحياز لهموم الدنيا من من كسب العيش الي تحصيل العلم والتسكع في الاندية الرياضية والفنية والسياسية الي اخر الليل والاهتمام بفريق الكورة علي حساب الالتزامات الاسرية سيولد شعورا سيئا عند الابناء بالاستغناء النفسي عن وجوده في المستقبل لأنهم قد افتقدوه في لحظات حرجة ومهمة في حياتهم كانوا في امس الحاجة لوجوده بينهم فلم يجدوه الا في شهادة الميلاد ولم يجدوه الا في رائحة ملابسه الني يرتديها عندما يزورهم في الاجازات وصورته المعلقة في الحائط وعندما يبلغ من الكبر عتيا تقع الكارثة فلا يلومن الا نفسه(التسوي بأيدك يغلب اجاويدك) (براي سويتا في نفسي) فلا ينفع الندم بعد ذلك
ان الابوة مفهوم لا يحتمل التجزئة او البيع بالقطاعي فاما ان يصبح الرجل ابا حقيقيا يرعي ويشقي ويضحي ويحب ويعلم ليصنع من ابناءه بناة للمستقبل ودوحة فيحاء وارفة الظلال يستظل بها الاخرين قبله ويفتخر بهم علي انهم زبدة نجاحه وشهادة تفوقه في امتحان مدرسة الحياة الذين سيحلون بعد اسمه ونواة لصدقة جارية بعد ان يغادر محطة الحياة او ان يصبح نغمة علي ابنائه فيهجرهم ويتركهم ليهيمون في شوارع الحياة دون توجيه او قدوة حسنه فيظلون فقط مجرد اباء مع وقف التنفيذ لمهام الابوة وواجباتها المنوط القيام بها
لقد ظل الوالدين في اتون مجتمعنا يتعاملون مع الابناء كملك مشاع لهم كلية التصرف تجاه تربيتهم بالطريقة التي يرونها مناسبة بما تشبع رغباتهم وان اشتملت احيانا علي وسائل تأديبية قاسية اوممارسات محظورة كما ظلت بعض المجتمعات تنظر الي هذه القضايا بأعتبارها حق للوالدين وذلك بالانحراف عن مقاصد ديننا الحنيف باستقلال الاباء لنفوذهم والتأثير علي الابناء مما ستولد شحنات سالبة لدي الابناء مستقبلا مثل اجبار الابناء بدراسة الطب او الهندسة كما هو سائد الي الان ومثل عادات الزواج بأعتبار ان قرارات الوالدين هي اوامر واجبة التنفيذ لا يمكن تكسيرها حيث يقوم الاباء بتنشئة الابناء حسب رؤياهم الفكرية الواعية واللاواعية التي يسندها تاريخ ثقافي واجتماعي وجينات وراثية ضخمة خليطة بالسيئ والصحيح الذي اثبتت التجارب الانسانية خطأه ليحتاج المجتمع السوداني بصفة خاصة والمجتمع قاطبة الي تطوير اجتماعي وبالاخص في قضايا المرأة راعي النشأ والاسرة الصغيرة بصورة عامة وبالتالي تؤثر تداعيات العنف الواقع عليها علي المجتمع بأسره بأعتبارها في المقام الاول انسان كامل الكرامة تستحق ان تعامل بما يليق من انسانية تقدمها للمجتمع
ان عقوق الوالدين تبدت في اشكال جديدة فليس من الضرري ان يكون عقوق الوالدين بطريق مباشر فقد يكون مغايرا بطريقة غير مباشرة وذلك من خلال هذه المشاهد الرائجة في مجتمعنا وهنا انحرف قليلا لاسلط الضوء علي هذا المشهد الذي اصبح مألوفا لدينا ذلك من خلال العلاقة التنافسية والشائكة بين ام الزوج( النسيبة) وبين زوجة الابن علي مر الزمان في اتون مجتمعنا بينما تقاتل الام في سبيل الاحتفاظ بموقعها الصداري في قلب ابنها وبينما تسعي الزوجة بما كل ما تملك لخلعها من تلك المكانة لتتحكر وحدها علي ناصية قلبه
ولكني قد اندهش وقد يحار معي الكثيرون ولا اتخيل بأن هناك فعلا (انثي بت ناس) قد احسن والداها تربيتها علي احسن ما يكون في بيئة اسرية خالية من الشوائب يمكن ان تسيئ الي والدة زوجها فهذه المشاهد اصبحت مألوفة لان والدة زوجها هي في مقام والدتها مهما نتج من تصرفات (النسيبة) قد تشعرالزوجة بأنها غير مرغوب فيها فقد يحدث ذلك عادة من ام الزوج بقصد اسباب مجتمعية نعلمها جميعا ولكن في احيان كثيرة تأتي الزوجة من دار اهلها الي منزل الزوجية وهي مشحونة بشحنات سالبة لتأكيد فرض سطوتها علي مملكتها الجديدة واحيانا تشعر الزوجة بأن والدة زوجها تتغول علي واجباتها التي افتراضا ان تقوم بها الزوجة داخل مملكتها فهذا شيئ طبيعي فقد يكون التدخل بأحساس الام ةوعمق تجربتها في الحياة الزوجية فتتدخل عن طيب خاطر بحكم ان زوجة ابنها تحتاج للمزيد من الدردحة والفلاحة واكتساب الخبرة وبالتالي علي الزوجة ان تتفهم ولا تسمح( لوسواسها) ان يصور لها الامر بأنه مجرد مؤامرة امبريالية رغبة في التحكم وقودها شعور النسيبة بالغيرة علي ذاك الوافد الجديد الذي يحاول ازاحتها من علي قلب ابنها لذلك بدلا من تدخل في معارك غبر محسوبة العواقب لفرض هيبتها ان تستميل الكفة لصالحها بحسن المعاملة لأن الصور الماثلة امام العين تعف النفس عن رؤيتها فقد يتنامي حدة الصراع للدرجة التي تفاضل فيه الزوجة بينها وبين ام زوجها في ميزان الولاء والبراء فيحصل ان يميل الابناء لزوجاتهم واحيانا قد يختارامه ليجد هذا الزوج نفسه في ورطة كبيرة وعليه ان يختار بين امران احلاهما مر ولكن في رايي ان الخاسر الاكبر هو الزوجة غض النظر عن نتيجة الاختيار ولكن علي الزوجات ان (يشيلن الصبر) وان يتقين الله في (حمواتهن) بأعتبارهن مثل والدتهن ولا اعتقد مهما كان بأن هناك (بت ناس) مهما كانت قساوتها ان تأذي والدتها فقط لانها حادة الطبع او صعبة متقلبة المزاج فمهما كانت ستحاول مع والدتها بقدر الامكان وباللتي هي احسن وستتجنب ما يعكر عليها صفوها وما يثيرغضبها وستحرص علي تقديم ما امكن من فروض الطاعة والولاء مهما كانت العواقب وستستحملها بقدر الامكان لأنها امها لتنال رضاها فبالتالي عليها ان تضع ام زوجها في مقام والدتها وتحرص علي معاملتها بنفس القدر حتي تكسب عطفها وتحرص علي تقديم فرض الطاعة والولاء تماما مثل والدتها فحينها ستتقبل من نسيبتها ام زوجها كل ما يصدر من تصرفات بمقدار ما كانت تتقبله من تصرفات والدتها التي تكون سببا في خروج شياطينها وعلي الزوجة ان تضع ان في الامكان ان تتعرض والدتها لمثل ما يحدث منها من تصرفات تجاه والدة زوجها من زوجة اخيها علي والدتها ومع ذلك لا ينفي هذا ان هناك تجاوزات قد تحدث وهي كثيرة من ام الزوج تجاه زوجة ابنها وهي كثيرة وبنفس المقدار علي ام الزوج ان تحرص علي معاملة زوجة ابنها بثلما تعامل ابنائها في المنزل وتضعها في خانة ابنتها لا كخصم وعدو مشاكس
تلك هي صور لمشاهد حياتية تحكي بالصوت والصورة علي تلك المأسي التي مست واقعنا المعاصر لأبناء يقهرون من بلغ به الكبر عتيا ولأبناء تنكروا لأبائهم لمجرد انهم بلغوا من المجد عاليا لأنهم يشوهون منظرهم امام المجتمع ولكنهم نمازج مشرفة لأباء وامهات مكافحون ومناضلون تصدوا للظروف الشاقة وخرجوا بابنائهم الي بر الامان رغم قسوة الظروف في اعلي قيم الكفاح والتضحية من اجل الابناء فلهم ان يفتخروا بهم لا ان ينزوا خجلا
فما زلت لا افهم كيف في امكان اولئك الابناء المنحرفون ان يتنكروا لجميل ابائهم فتلك النفوس المريضة كتب الله عليها قصاص
كتب الله قصاصا علي اولئك الابناء الذين يركلون ابائهم مثل الكرة الطائرة يتقاذفونهم فيما بينهم بعد ان باتوا عبئا ثقيلا عليهم ( سوق ابوي يمشي يبيت معاك يومين)( لالا مرتي ما بتقبل بيو بتدق لي جرس)( امك دي كرهتنا المعيشة سوقيها معاكي يومين تلاته .. لالا راجلي بيشاكلني)
كتب الله القصاص علي اولئك الابناء الذين يكفون عن تلبية رغبات ابائهم ويكفون عن الاهتمام بهم من نظافتهم واكلهم وشربهم ورفاهيتهم التي لا تتطلب سوي راديو ثمنه عشرة جنيها
كتب الله القصاص علي اولئك الابناء الذين يقللون من الاحترام والاهتمام بوالديهم بعد ان يتقاعد الاب بناء علي سن المعاش مما يحزفي نفسه ويشعر انه بات بلا جدوي لينفتح باب الكأبة عليه تدريجيا عندما يكف الابناء عن مشاورته واشراكه في امور الدنيا الزائلة ليتناسي الكثير من الابناء انه ستدور عليه الدوائر في يوم من الايام ليتم ركنه في ركن قصي بالمنزل مثل الحمار وبأمكان من تقولبت بهم مدرسة الحياة ان يقصوا علينا اهوالها وعجائبها لوجه الله تعالي وما تتبعه في ايام النهايات
كتب الله قصاصا علي ذلك الابن المائل الذي يغلق بال الاسرة بتصرفاته الهوجاء وغالبا ما يوجد في حال اغلب الاسر بأن هناك احد الابناء يكون( خميرة عكننة) ويكون هاجسا لبقية افراد الاسرة ويغلق راحتهم بعقوقه وتصرفاته اللاسوية فيؤثر علي سعادة واستقرار الاسرة واحيانا لا تجدي معه توسلات الوالدين وتنفذ كل السبل لأصلاحه
كتب الله قصاصا علي اولئك الابناء الذين يحجرون علي ابائهم طمعا حتي لا تتشتت الثروة لمجرد انه قد بلغ من الكبر عتيا واصبحت تصرفاته وافعاله لا تعجبهم وذلك خوفا من ينتقص نصيبهم من الميراث وحتي ولو كان ينفق علي اعمال الخير ولكن ليس اسوأ من حال ذلك الابن الذي يهتم (بنسابته ) اكثر من والديه ويعطف عليهم ويغدق عليهم بالهدايا وللدرجة التي يساعد في ايفاد والدة زوجته الي الحج قبل ان تحج والدته المسكينه التي تكتم الاهات والالام داخل قلبها ورغما عن ذلك لا ترضي لومة لائم في حق ابنها وتدعوا له بالهدايا والصلاح
كتب الله قصاصا علي اولئك الابناء الذين ينسون ابائهم بمجرد مغادرتهم محطة الحياة وكأن هما ثقيلا قد انزاح عنهم متناسين ان بر الوالدين لا يحتاج سوي بالدعاء لهم عند كل صلاة لزيادة الثواب بالصدقة الجارية
كتب الله قصاصا علي تلك الفتاة التي يعلوا صوتها علي والداها لمجرد انها باتت تنفق علي الاسرة الفقيرة و(تركب رأسها) ولا احد يجرؤ علي محاسبتها وهي صاحبة الامر والنهي بموجب الصرف وبنوده المفتوحة
قدم النجم عادل امام العمل السينمائي الرائع جدا( زهايمر) وهو من اروع ما قدم في الفترة الاخيرة من افلام وهو جدير بالمشاهدة لانه يمس واقعنا المعاصر وهو يتناول قضية عقوق الوالدين فحرك السكون فوق المياه الراكدة لأن تلك الازمة لا زالت قائمة بل واصبحت في تنامي فكأبة المسنين هي التي فعلا تستعجل بالزهايمر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.