نبيل حامد حسن بشير [email protected] 14/12/2011م نعم (عارضنا) مشاركة الاتحادي الديموقراطى الأصل في الحكومة الجديدة ولا زلنا، ولنا مبرراتنا وقراءتنا لمجريات الأمور، مع فهمنا العميق لطريقة تفكير المؤتمر الوطني. لكن إيماننا بأن (مولانا) له من المبررات التي لا يمكن البوح بها حاليا وعلنا جعلنا (نسكت) ولا نقول (نقبل) على مضض. فثقتنا بالسيد رئيس الحزب ليست مجال شك. سافرت قبل تشكيل الحكومة بأيام الى دولة زمبابوي (شلالات فيكتوريا) بغرض تدريب مدراء المعامل بشرق وجنوب إفريقيا كما نفعل سنويا في مثل هذا الشهر من كل عام، وعدت قبل يومين وأول ما سألت عنه (تشكيل الحكومة). الغريب في الأمر أن كل من لجأت إليه ليحيطني علما بالتشكيل الجديد للحكومة وجدته محبطا أشد الإحباط، وكان رده (لم يحدث أي تغيير)، ولا زالوا يمسكون بكل مفاصل الحكومة وأعطوكم أنتم وبقية أحزاب الفكه ( الفتات). لجأت الى الصحف كلها ووجدت عباقرة زمانهم والآلهة الصغار لا زالوا يتحكمون في مصيرنا ورقابنا كأن شئ لم يكن. قرأت أعمدة عثمان ميرغنى وشمائل النور والهندي عزا لدين وكدت أتخلص مما تبقى لي من شعر في رأسي. ما هذا الاستخفاف؟ ومن تخدعون؟ تقولون حكومة مكونة من 15 حزب وتمسكون بكل مفاصلها وتسمونها (ذات قاعدة عريضة)!!! تتحدثون عن تخفيض الإنفاق وتعينون 66 وزيرا ووزير دولة 75% منهم لا داعي له أصلا. تحاولون إرضاء تلك الأحزاب بمقاعد وزارية وهمية وهلامية و من صميم عمل وكلاء الوزارات. وزراؤكم بالتأكيد لن يعطوا الفرصة لأي منهم أن ينجز أي شئ حتى لا ينسب النجاح لحزبه، و سيتمسكون بكل القرارات مع تهميش وزراء الدولة (بالتأمر) مع الوكلاء وغيرهم من رؤساء الإدارات كما حدث من قبل مع عدة وزراء دولة لا ينتمون لحزبكم وفى مراحل مختلفة ولا أريد ذكر الأسماء. أما نحن (الاتحادي الأصل) الذين سعيتم بكل ما تملكون من حيل ومنذ فترة حوارات اتفاق القاهرة حتى نشارككم، وتلاعبتم و(اخترقتم) بطرقكم الخبيثة المعروفة بعض قيادات حزبنا لتحويل الرأي من رفض تام الى (قبول مخز). النتيجة كانت خيبة أمل كبيرة ومزيد من الإحباط واستخفاف بنا وبغيرنا مصحوبا بشماتة القاعدة والمحبين للحزب و منسوبي الأحزاب الأخرى. وزارة التجارة ووزارة الشباب والرياضة ووزراء دولة لن يهشو ولن ينشوا!! ماذا تقصدون بذلك؟ ماذا يستطيع وزير التجارة أن يفعل بخصوص (قفة الملاح) تحت الظروف الاقتصادية الحالية المنهارة وانتم تتحكمون في كل شئ؟ هل تريدون أن تثبتوا فشلنا أمام المواطن في أهم احتياجاته وأنتم تتحكمون في الاقتصاد (حكومة وتجارا). لك الله يا أخي الأكبر عثمان عمر. أراهن أن نجاحك في هذه المهمة من (ضروب المستحيل) حيث أنك لا تملك عصا سحرية، و لا يملك حزبنا الدولارات المطلوبة لحل الضائقة المالية واحتياجات التجار والشركات للدولار. كما أنه ليس بمقدورك إقناعهم بأن يتعاونوا معك (حكومة وتجار المؤتمر) لرفع كاهل المعاناة عنا نحن المطحونون بسياساتهم و المكتوون بنارهم لفترة قاربت ربع القرن. أذن كيف ستتخارج من هذا المطب؟ نعم هي (حكومة خيبة) أمل وأقفول مقدما وبملء الفم أنها لن تنجز شئ. حقيقة الأمر أنها تجعلني أشعر بالغثيان و.......، وستزيد من الضغوط الداخلية والخارجية علينا، وتقودنا بسرعة الى الفشل فى جميع النواحى، والهلاك والتفكك. أعلموا أن عيون كل العالم كانت مصوبة علينا قبل التشكيل، وكانت تأمل في أن يتفادى هذا الوطن الاضطرابات و ما يحدث في دول الجوار من ثورات وعدم الاستقرار عن طريق تكوين حكومة انتقالية وطنية ذات برنامج واضح لا علاقة له ببرامج الإنقاذ الفاشلة على مدار 22 عام.. لكن عباقرة الإنقاذ (منهم لله) يرون غير ما نرى، ويعتقدون في (غباء العالم وذكاء خططهم) هم. لكن لقد بلغ السيل الذبى. وتأكد العالم كله من أن من يحكمون السودان يحبون (المراوغة) رغم خطورة الموقف وجديته، وضعفهم وهزالهم وفقرهم وإفلاسهم الفكري والسياسي ونضوب مواعينهم، خاصة بعد ذهاب البترول الى الجارة الجديدة الشقية بحكومتها وحكومتنا (معا). الخداع والكذب والمماطلة هم أساس وقاعدة فكر (حكام السودان) اليوم. نقول لهم هو القاهر فوق عباده. ماذا نحن فاعلون تجاه هذا الأمر؟ هل أعددنا العة لذلك أم مجرد استقالات؟ الاستخفاف بالمواطن والدول المهددة للسودان، رغم الضعف والهزال، هما ديدنهم منذ أن سطوا على الحكم، ولن يتخلوا عنهما إلا كما تخلى سئ الذكر القذافى. يا حكومة الإنقاذ وحكومة (الجمهورية الثانية)، لقد أعطاكم سبحانه وتعالى والمجتمع الدولي (فرصة أخيرة). واعتقد حزبنا أيضا أنكم بالفعل قد تعلمتم الدرس وتحاولون تفادى الثورة الشعبية ولا أقول الربيع العربي حيث أنه لا يوجد بالسودان فصل ربيع أصلا. لكن أنتم كما أنتم، وستجنى براقش على نفسها وحمانا الله من مؤامرات يجرها علينا الذين لا نعرف من أين أتوا، وفى الحقيقة السؤال هو: لماذا أتوا. هل بالفعل تريدون أن تعرفوا لماذا أتوا؟ أتوا حبا في السلطة والمال ومباهج الدنيا وعلى حساب الإنسان السوداني المسكين المتهالك الجائع المريض، وغصبا عنه، و لا يخافون ولا يراعون فيه إلا ولا ذمة. علموا بعد ائتلافهم الفاشل مع حكومة الصادق المهدي والتي استمرت (لتسعة أشهر) فقط التي كشفتهم وكشفت أساليبهم ومقدراتهم أمام الشعب السوداني. علموا أنهم لن يحصدوا إلا الرماد في الانتخابات القادمة والتي تبقت لها عدة أشهر فقط. ما كان عليهم إلا أن خططوا لانقلابهم المشؤوم هذا، والنتيجة كما ترون بعد ما يقارب ربع قرن ما الزمان. تدمير الاقتصاد بالكامل والدليل على ذلك أن أصبح سعر الدولار 4500 جنيها في حين أنه كان عند تسلمهم للحكم أقل من 4 جنيهات. قس على ذلك أسعار السلع من خبز وسكر وذرة ودخن ولحم وفحم..الخ. هنا خيبة الأمل حيث أن ذات الشخصيات المملة والفاشلة والتي أعطيت فرص لا يحلم بها أي وزير أو مسؤول على نطاق العالم لينفذ أفكاره بحذافيرها دون تدخل أو معارضة وحرية تامة. ماذا كانت النتيجة؟؟!!! غم وهم ودمار وانفصال..الخ. الجمهورية الثانية وهى اسم ابتدعوه هم، لا تختلف عن الإنقاذ في شئ كأم المؤتمر الوطني ملك لأفراد بعينهم وهم بدورهم يملكون السودان ونحن حاشيتهم. ماذا ستفعل أخي الأكبر عثمان عمر مع مثل هؤلاء حتى وان كنت بكامل عافيتك؟ أخيرا أقولها لمن شاركوا من حزبنا : لا تصبحوا مثلهم ولا تسلكوا سلوكهم و لا تهاتروهم (الضرب في الميت حرام) وهم يعرفون أنهم قد أجرموا في حق الوطن والمواطن والدين لكنهم يكابرون ولسانهم يسبق عقلهم، وقوموا بأعمالكم على أكمل وجه مع تحديد الوصف الوظيفي لكل منكم مقدما حتى لا يلومكم الشعب السوداني ولا يحاسبكم ربكم على أجر لم تعملوا من أجله. ضعوا الوطن في حدقات العيون. ضعوا مصلحة المواطن قبل مصلحتكم ومصلحة أبنائكم وبناتكم وحزبكم. قاتلوا من أجل الوطن والمواطن. لا تستسلموا لأوامر غير مقنعة أو غير منطقية أو غير قانونية. ركزوا على كشف فسادهم و حاربوه بكل ما أوتيتم من قوة. حاولوا أصلاح علاقات السودان أو ما تبقى منه مع دول الجوار والعالم المتقدم ولن يتم ذلك دون إبداء المصداقية في القول والعمل. ركزوا على إصلاح ذات البين في ولايات الحرب الثلاث مع إرضاء المظاليم والمهمشين في كل بقاع السودان حتى يرضى المواطن عنكم والله ورسوله. عليكم إزالة غبننا رغم قلتكم. لكن العبرة ليست بالقلة أو الكثرة العبرة بالمنطق والعلم والبرامج والخطوات الواضحة والنية السليمة. فالسودان سوداننا نحن مواطنين وحزب فلنعمل لما يرضينا ويرضى الله ورسوله وأنا على ثقة من أن لله لن يخذلنا أبدا مادامت نيتنا سليمة و إنما الأعمال بالنيات. لابد من أن تجتمعوا أسبوعيا معا وتتبادلوا الأفكار و الآراء، وتملكوا الحزب كامل المعلومات. على كل منكم أن يكون بإشراف قيادة الحزب (مكتب أو لجنة استشارية) له حيث أن نصف رأيك عند أخيك، وأنتم تمثلون حزب له ثقله، ولن ترضى منكم القاعد الفشل. اعتمدوا على الأوراق العلمية المودعة لدى أمانة المهنيين حيث أعدها علماء لهم مكانتهم محليا وإقليميا ودوليا. اللهم ارفع عنا الإحباط وخيبة الأمل وأهد الجميع سواء السبيل حتى لا يستخفوا بعقولنا. اللهم نسألك اللطف (آمين).