وزير خارجية السودان الأسبق: علي ماذا يتفاوض الجيش والدعم السريع    شاهد.. مقطع فيديو للفريق أول شمس الدين كباشي وهو يرقص مع جنوده ويحمسهم يشعل مواقع التواصل ويتصدر "الترند"    محلية حلفا توكد على زيادة الايرادات لتقديم خدمات جيدة    شاهد بالفيديو.. خلال حفل حاشد بجوبا.. الفنانة عشة الجبل تغني لقادة الجيش (البرهان والعطا وكباشي) وتحذر الجمهور الكبير الحاضر: (مافي زول يقول لي أرفعي بلاغ دعم سريع)    شاهد بالفيديو.. سودانيون في فرنسا يحاصرون مريم الصادق المهدي ويهتفون في وجهها بعد خروجها من مؤتمر باريس والقيادية بحزب الأمة ترد عليهم: (والله ما بعتكم)    شاهد بالفيديو.. لاعبون سودانيون بقطر يغنون للفنانة هدى عربي داخل الملعب ونجم نجوم بحري يستعرض مهاراته الكروية على أنغام أغنيتها الشهيرة (الحب هدأ)    محمد وداعة يكتب: مصر .. لم تحتجز سفينة الاسلحة    غوتيريش: الشرق الأوسط على شفير الانزلاق إلى نزاع إقليمي شامل    الدردري: السودان بلدٌ مهمٌ جداً في المنطقة العربية وجزءٌ أساسيٌّ من الأمن الغذائي وسنبقى إلى جانبه    أنشيلوتي: ريال مدريد لا يموت أبدا.. وهذا ما قاله لي جوارديولا    سوداني أضرم النار بمسلمين في بريطانيا يحتجز لأجل غير مسمى بمستشفى    محاصرة مليوني هاتف في السوق السوداء وخلق 5 آلاف منصب عمل    غوارديولا يعلّق بعد الإقصاء أمام ريال مدريد    امين حكومة غرب كردفان يتفقد سير العمل بديوان الزكاة    مدير المستشفيات بسنار يقف على ترتيبات فتح مركز غسيل الكلى بالدندر    نوير يبصم على إنجاز أوروبي غير مسبوق    تسلا تطالب المساهمين بالموافقة على صرف 56 مليار دولار لرئيسها التنفيذي    مناوي ووالي البحر الأحمر .. تقديم الخدمات لأهل دارفور الموجودين بالولاية    محافظ بنك إنجلترا : المملكة المتحدة تواجه خطر تضخم أقل من الولايات المتحدة    منتخبنا يواصل تدريباته بنجاح..أسامة والشاعر الى الإمارات ..الأولمبي يبدأ تحضيراته بقوة..باشري يتجاوز الأحزان ويعود للتدريبات    لم يقنعني تبرير مراسل العربية أسباب إرتدائه الكدمول    بايرن ميونخ يطيح بآرسنال من الأبطال    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    العين يهزم الهلال في قمة ركلات الجزاء بدوري أبطال آسيا    مباحث المستهلك تضبط 110 الف كرتونة شاي مخالفة للمواصفات    قرار عاجل من النيابة بشأن حريق مول تجاري بأسوان    العليقي وماادراك ماالعليقي!!؟؟    الرئيس الإيراني: القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لأي خطوة للدفاع عن حماية أمن البلاد    بعد سحق برشلونة..مبابي يغرق في السعادة    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    خلال ساعات.. الشرطة المغربية توقع بسارقي مجوهرات    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    وزير الخارجية السعودي: المنطقة لا تحتمل مزيداً من الصراعات    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    تنسيقية كيانات شرق السودان تضع طلبا في بريد الحكومة    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تقرير: روسيا بدأت تصدير وقود الديزل للسودان    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصحفي عمر اسماعيل : اعلانات صدور الصحف الجديدة تشبه أسماء نجوم الأفلام الهندية وأفلام الكاوبوي..هذا اسفاف واستخفاف..!!
نشر في الراكوبة يوم 12 - 06 - 2013

واقع الصحفيين يحكي عن صحفي فقد والديه وأصبح يسير بلا هادي
الوضع الصحفي الآن يمشي حسب رغبة بعض كبار الصحفيين بمبدأ (أنا أحبك..أنا أكرهك)!!
بعض الكتاب يثيرون الضحك
اعلانات صدور الصحف الجديدة تشبه أسماء نجوم الأفلام الهندية وأفلام الكاوبوي..هذا اسفاف واستخفاف..!!
الصحفيون تهريهم شمس المواصلات في جاكسون وشروني بينما المال يغدق على بعض الكتاب
حاوره : اسامة عوض الله
[email protected]
الصحفي عمر اسماعيل عبد الصادق من جيل بداية الثمانينيات في العمل الصحفي وهو من مواطني الشمالية، منطقة الدبة تخرج في العام 1982م في جامعة أم درمان الاسلامية قسم الصحافة والاعلام، عمل في حوالي (24) صحيفة ومجلة وعمل كذلك في ثلاث حقب المايوية والحزبية والانقاذ، ويقول بأن أجمل سنوات عمره قضاها في صحف الايام، السياسة، السودان الحديث والانقاذ الوطني وهنالك فترات قصيرة عمل فيها منها البيان والأزمنة والجمهورية والرائد إذاً صحفي بهذا التاريخ وهذه الخبرة تبقى لشهادته في تاريخ الصحافة السودانية المعاصرة والمرتبطة بدون شك بالسياسة ما بقى لها أهميتها وأثرها فالرجل أصبح رئيساً لتحرير صحف (الأزمنة) (البيان) ولهذا كله وغيره أحاوره في حوارات رئيس التحرير
حاوره : اسامة عوض الله
[email protected]
*في مستهل هذا الحوار معك أخي الأستاذ عمر اسماعيل كيف نقرأ واقع الصحافة في السودان اليوم؟
للأسف الشديد غير مطمئن، فالأداء التحريري متدنٍ حتى في الشكل إلى جانب ضعف القوانين المنظمة للعمل الصحفي من قبل مجلس الصحافة أو إتحاد الصحافيين أو حتى إدارات الصحف، فلا أرى أي تقدم للصحافة السودانية من ناحية أداء تحريري، كفاءات، معرفة بالعمل الصحفي، تدريب وتأهيل منذ أواخر التسعينيات وللأسف الذين عليهم تطوير العمل الصحفي لا هم لهم غير المكايدات داخل الصحيفة الواحدة أو بين صحيفة وأخرى، يمكن التفريق بين هذا جيد وهذا سيئ من ناحية الحرص على التمسك بثوابت المهنة والانتماء الوطني، وبعد صحافتنا لا تفرق بين ما هو وطني وما يسيء للوطن..كل الصحف تلف وتدور تحت حماية قانون واحد، وقانون المهنة مسؤولة عنه الصحف نفسها، فلماذا الاختلاف ونشر البغضاء بين الصحف؟.
*كيف تنظر لواقع الصحافيين في السودان؟
مع الاحترام لكل الجهات المسؤولة عن مهنة الصحافة، واقع الصحفيين يحكي عن صحفي فقد والديه وأصبح يسير بلا هادي..وضع الصحفيين يتضح في الحقوق غير المقننة، ولا يوجد تدريب وتأهيل والوضع يمشي حسب رغبة بعض كبار الصحفيين بمبدأ "أنا أحبك..أنا أكرهك" فما يحدث لا علاقة له بمهنة من أشرف المهن "الصحافة" ومسألة وضع الصحفيين يتطلب وقفة متأنية لاعادة صياغة من هو الصحفي، وما يحدث الآن لا علاقة له بالصحافة، وكثير من الزملاء الصحافيين وجدوا أنفسهم في موقف "محير" ووضع الصحافيين يحتاج ترتيب أوضاع إدارية بصفة شاملة وألا يكون مسؤولية صحيفة لوحدها، فعندما يوقع صحفي محترم على عقد عمل مع صحيفة ما لابد أن يكون اتحاد الصحافيين ومجلس الصحافة على علم..أن يحدد سنوات كل وظيفة بمعنى رئيس القسم يكون على الأقل عمل (10) سنوات، سكرتير التحرير أكثر من (10) سنوات، ومدير ورئيس التحرير على سرج واحد ألا يقل عن (15) سنة، أما الآن فحدث ولا حرج، وهذا الحديث ليس من ورائه أي قصد غير تنظيم الهيكل الصحفي لكل الصحف، فقد يرفض الكثير لشيء في أنفسهم، لكن لابد أن يكون هناك هيكل موحد، ومجلس الصحافة عمل هيكلا راتبيا ولكن للأسف الصحف لم تلتزم..هناك مسألة تتعلق بتدريب الصحافيين، وقد إقترحت قبل ذلك بقيام معهد يتدرب فيه أي صحفي لمدة لا تقل عن "6" أشهر، ويكون التوقيع مع الصحفي من داخل المعهد حتى لا تكون مسألة التدريب بصورتها الحالية في كثير من الصحف خاصة أن هناك بعض الصحف تنظر للمتدربين بأنهم (تمامة عدد) وتنتظر منهم أقصى أنواع الأداء الصحفي، وأسوق الاجابة عن هذا السؤال وأضعها أمام نقيب الصحفيين د. تيتاوي عسى ولعل أن ينجز منها قدراً مثلما أنجز مشاريع كبرى فرح بها الصحافيون.
*خضت تجارب صحافية سابقة في التأسيس التحريري ورئاسة التحرير وقيادة عدد من الصحف كيف تنظر لتلك التجارب أرجو أن تقيم لي كل تجربة على حده؟
هذا السؤال تبدو أن الاجابة عليه كبيرة جداً، والآن شارفت على اعداد كتاب يحوي تجربتي الصحافية باسم "مشوار المتاعب" فأنا والحمد لله لم أتوقف يوماً عن أداء المهنة وربنا يستر في الأيام القادمات..بدأت في العام 1982م ويسعدني الآن أن أقول إن الأستاذ أحمد البلال الطيب رئيس تحرير صحيفة أخبار اليوم هو أول من رحب بي وأنا خريج "جديد لنج" وتعامل معي كأنما أنا صحفي قضيت العديد من السنوات "وعلى طول" طلب مني أن أواصل عملي، وبعدها تعرفت على بقية تيم صحيفة الايام الذين منهم أستاذنا وشيخنا تيتاوي والمرحوم حسن ساتي وغيرهما من الزملاء، والنظر إلى فترة مايو فترة تعلمت فيها الكثير والكثير وهي التي بنت شخصيتي في العمل الصحفي من إنضباط ونظام وحب المهنة وإحترام من سبقوني، بعد الانتفاضة كنت من أول الصحافيين الذين استعانت بهم صحيفة "السياسة" في إختيار المحررين خاصة الجدد، وكانت صحيفة "السياسة" نوارة الفترة الحزبية السابقة مقارنة بالصحف الصادرة آنذاك، وللأسف الشديد نحن مجموعة في صحيفة السياسة نفذنا إنسحابا تكتيكيا من الصحيفة وهو الأول من نوعه أن يغادر قرابة (15) محرراً الصحيفة، وساهمنا في صحيفة الاتحاد المستقلة، والتي هي الأخرى لم تقوَ أمام سيول 1988م فكانت المفاجأة في اليوم التالي أن نجد صحيفة بكاملها تحت مياه الأمطار وإنتهى العزاء بانتهاء مراسم الدفن، وبعدها عدت مرة أخرى للسياسة حتى 30 يونيو 1989م وصدرت صحيفة السودان الحديث والتي عملت فيها سكرتيراً للتحرير مع آخرين وأنا الوحيد الذي شاركت في ميلاد السودان الحديث والانقاذ الوطني والتي واصلت فيها حتى 1993م وعملت فيها رئيساً لقسم التحقيقات ثم سكرتيراً للتحرير، وكنت مشرفاً على مجلتي "عزة والملتقى" وصحيفة "النخيل" و"الانقاذ الرياضي" وعدت مرة أخرى عبر بوابة صحيفة الشمالية التي عملت فيها عاماً مديراً للتحرير إلى السودان الحديث وعملت فيها رئيساً للمركز الفني وسكرتيراً للتحرير ثم مع الواجبات الأخرى مساعداً لرئيس التحرير، تم إيقاف السودان الحديث والانقاذ الوطني ليتم إصدار صحيفة الأنباء وكنت أول محرر يتم تعيينه مديراً للمركز الفني وطلب مني د. أمين حسن عمر قبل الصدور أن أنفذ اعدادا تجريبية وحصر الأجهزة الفنية والقوى البشرية، للأسف الشديد بعد صدور الصحيفة تقدمت باستقالتي بسبب بعض القوى الشريرة التي ترفض أي نجاح ينفذه من لم يكن في حزبهم، وهذا واحد من أسباب التردي الصحفي بفهم ضيق لمسألة التمكين والمهنة الخالية من أية شوائب..وصراحة قد أكون صاحب تجربة "غريبة شوية" فأنا انسان أحب المهنة وأحب القلق كما هو القلم، كنت دائماً وابداً أمني نفسي أن أموت وأنا داخل صحيفة، فالتجربة التي مررت بها عبر "24" صحيفة في صحف "الرأي الآخر، الجمهورية، آخر ساعة، الحدث، البيان، الشارع السياسي، الاسبوع، الأزمنة، الأنباء، والخبر" وهناك فترة دسمة جداً إستفدت منها كثيراً حينما كنت مديراً لاعلام المركز الصحفي للمركز العام للمؤتمر الوطني لأكثر من عام ثم صحيفة الرائد والشاهد، كل هذه الصحف كنت في موقع رفيع يبدو وكأنني الذي "شايل الحمل" بين مدير تحرير ورئيس تحرير فترتين ومدير تحرير فني واعتقد أن مسألة السنوات التي أمضيتها في العمل الصحفي تحتاج مني والآخرين استفادة في التأهيل والتدريب وقد يسأل أحدهم أكثر هذه الصحف قد توقفت.
*لماذا؟؟
كل التوقف للصحف كان لاسباب إدارية ما عدا صحيفة واحدة إمتنع عن ذكرها الآن..فمثلاً الأزمنة التي كنت رئيس تحريرها للأسف الشديد تدخل الادارة في العمل التحريري في غياب رئيس التحرير أدى بها إلى التهلكة وأن يتم ايقافها بواسطة سلطة عليا، كذلك البيان التي كنت رئيس تحريرها حينما "جرى القرش" في يد المؤسسين وقعت بينهم الفتنة فتخبطوا، كذلك الايقاف الاداري قد يشمل الايقاف السياسي كحالة السودان الحديث والانقاذ الوطني والأنباء وأخيراً الرائد التي إشترك فيها الأداء التحريري الضعيف في عامها الأخير مع الضعف الاداري.
*الصحافة السودانية أصبحت صحافة "الكتاب" كيف ولماذا..ماذا تقول عن ذلك وهل هذه ميزة إيجابية أم خلل كبير..أم ماذا؟؟
للأسف الشديد بعض الاخوة في قيادة العمل الصحفي من حيث لا يدرون هم الآن يذبحون في العمل الصحفي والأداء القيم، ولا ذنب لاخواننا الكتاب ولكن الذنب على بعض رؤساء التحرير أو الناشرين الذين يصرون على بعض الكتاب ويغدقون عليهم المال على حساب الصحافيين الذين "تهريهم" شمس مواقف "جاكسون" و "شروني" للمواصلات..كل ما تصدر صحيفة تقرأ إعلانها وتطالع أسماء نجوم الأفلام الهندية أن الصحيفة يكتب فيها فلان وعلان وصحيفة أخرى تنشر في اعلان صدورها أسماء "أفلام الكابوي" وإنه اسفاف واستخفاف وإحترمت اعلان صحيفة الحرة لأنه أشار إلى الموضوعات الساخنة التي تتناولها الصحيفة، أعتقد أن المسألة "مع الاحترام" "كثرت ومسخت" لأننا بقدر ما نحتاج للرأي والرأي الآخر لابد من أداء صحفي رفيع يعالج قضايا الناس وهنالك حتى الآن بعض الصحف لم تتعد قضاياها قضايا المواصلات، في حين تجد الصفحات الأخرى مليئة "دش" أدعو بمنتهى الاخلاص أن نعود إلى أرضية العمل الصحفي الجاد بقدر الامكان ونتيح الفرصة للتحليل الجاد والمسؤول، وللأسف هناك خلط قبيح بين التقارير في صحفنا وضعف في التحقيق حتى الحوار أصبح يدور حول شخصيات معروفة ومكررة، وأقول إن هناك بعض الأقلام التي تكررت في الصحف وما تكتبه الآن ليس برأي متخصص، مجرد انطباعات..الحمد لله أنا ليس بكاتب ولا أريد أن أصبح كاتباً، أنا صحفي أصنع الصحيفة وصحفي تحقيقات ولأكثر من (10) سنوات لم تشهد الصحافة تحقيقاً بالمعنى المفهوم يا حليلك يا "اسماعيل آدم" و"ياسر أحمد عمر" وبعض الصحفيين "النجيضين" وبرضو حقو أخوانا الصحفيين يساعدوا في تعريف الكاتب حتى لا تطرد جدادة الخلا جدادة البيت ونحن أهل البيت.
*من الذي أسس صحافة الكتاب..الرأي هذه.. هل هي الحكومة بممارساتها أم ملاك الصحف أم رؤساء التحرير أم القراء أم ماذا؟
جميعهم اشتركوا في الجريمة "نعم هي جريمة" لأن الصحافة من أول اهتماماتها كشف الحقائق للناس وكتاب الرأي يعتبرما يكتبونه رأياً شخصياً وليس تحقيقاً أو حواراً أو تحليلاً..ساعدت الحكومة في نشر صحافة الرأي لأنها لا تميل إلى تأييد العمل الصحفي الرصين، ملاك الصحف تعاملوا معهم كأسماء تدر عليهم مالاً..أما بعض رؤساء التحرير ساعدوا في ذلك لضعفهم في الأداء التحريري لا اعتقد ذلك ينطبق على القراء كلهم باعتبار أن القارئ يريد أن "يشوف الزول ده قال شنو عشان يضحك عليه" لأن هناك بعض الكتاب يثيرون الضحك..المسألة في النهاية تتطلب وقفة جادة لأن بها ظلم مهني على الصحفيين، وإن كنت ألمس بعض الإخفاق التحريري "ضعف الأداء التحريري" فيضطر رئيس التحرير أن يتجه لمساحات الرأي وأغلبها مقالات من "النت" أنا شخصياً لا أرى أية مناسبة لوجود صفحتي رأي في جريدة "12" صفحة لماذا؟ و"الصفحات الباقية حقت منو؟".
*كيف ترى الصحافة السودانية مقارنة بنظيراتها العربية لاسيما المصرية والخليجية؟
هنالك فرق كبير بين الصحافة السودانية والمصرية والخليجية، ويكون هذا الفرق في الإمكانيات، والدليل على ذلك أن الصحفيين السودانيين يساهمون في الصحافة الخليجية بنجاح باهر. أما المصرية فهي "ست الحبايب" رغم ما مرت عليها من هزات ولكن أساسها "ما فيه كلام..صحافة 100%.
*هنالك قول تاريخي شهير للرئيس الامريكي الثالث وأحد أشهر رؤسائها ومؤسس الحزب الجمهوري الديمقراطي توماس جيفرتون إنه لو ترك له الخيار لأن يقرر عما إذا كان من الأفضل أن تكون لنا حكومة بلا صحف أو أن تكون لنا صحف بلا حكومة فلن أتردد لحظة في الأخذ بالخيار الثاني أخي عمر لو وضعت في نفس الموقف ماذا تختار ولماذا وكيف؟؟
الصحف هي التي تأتي بالحكومة لذلك أنا أتفق مع رأيه في الأخذ بالخيار الثاني "صحف بلا حكومة" وهذا يعني أن سلطة الصحافة هي الأعلى، تشكل حكومات وتسقط حكومات، هذا في مجتمع "حر، حر، حر" أما في واقعنا نحن كدولة من دول العالم الثالث "والله يستر من الرابع" فالسودان "لسه بدري عليه" الحكومة "تربينا وتلولينا" وتشكل لنا صحافتنا التي تريدها والدول الغربية حتى هي لا توجد بها "حرية بدون حبل" فأتركونا نتحدث ونمد أرجلنا حسب مقاس قانون الصحافة وكمان قالوا في قانون جديد أخير منه القديم.
*الصحافة في أية دولة في العالم هي جزء من الحياة السياسية كيف تقرأ ذلك وإذا ما اسقطنا ذلك على السودان كيف تراه بمعنى آخر كيف تقرأ علاقة الصحافة السودانية بالسياسة السودانية وأذهب معك لأبعد من ذلك وأقول لك كيف ترى العلاقة بين الصحفي والسياسي في السودان أو بين الصحفي والاداري في الصحافة الرياضية؟
نعم الصحافة جزء من الحياة السياسية لأن أية صحيفة تعبر عن كتلة سياسية معلومة أو جماعات "متحدة" وفي السودان تصدر الصحف بقانون واحد معلوم وبالتالي أرى أن كل الصحف علاقتها السياسية لا تختلف عن الأخرى، قد يكون هنالك عدم رضا أو ما يشبه ذلك تعبر عنه أفراد وهذه العلاقة قد تنجح الحياة السياسية في الدولة أن تبعد صحيفة من "الجوقة" السياسية توقفها إذا ما حادت عن جادة الطريق والعلاقة بين الصحفي والسياسي مثل علاقة الصحفي الرياضي بالاداري وللأسف الشديد علاقة الصحفي بالسياسي لابد أن تحكمها علاقات شبه اجتماعية كاملة والسليم أن تكون العلاقة عادية لإنجاز المهمة الصحفية حتى لا تكون هناك شبهة في العلاقة بين الصحفي والسياسي، وأخص الصحافة الرياضية التي أصبحت منذ فترة عبارة عن سوق، يتضح ذلك في هزائمنا والتسجيلات الرياضية وعلى هذا قس "والله يبعدنا من لغة الحشير".
*في رأيك هل توجد جماعات أو مجموعات ضغط في السودان مثلاً في رأيي أن القبلية والجهوية أصبحت في عهد الانقاذ من أكبر جماعات ومجموعات الضغط "السلبية للأسف الشديد"؟؟
لا أعيب مسألة الانتماء القبلي أو الجهوي وأعتقد أن ذلك تنوع يجب الاستفادة منه في صهر التنوع الثقافي والاجتماعي، بل دفاع عن الحدود الكاملة للوطن..الانتماء القبلي أو الجهوي لم يبدأ مع الانقاذ بل قبل ذلك بكثير من السنوات لكن الميل نحو قبيلة وإهمال أخرى هو الذي يأتي "بالكلام الشين" فيجب أن تكون لكل قبيلة وجهة علمها المتساوي مع الآخرين حتى لا تكون هناك ضغوط تأتي بنتائج سلبية مثلما يحدث الآن من إحساس أية قبيلة أنها مظلومة وأنها أكثرية..نحن في حاجة لسودان يحمي القبيلة ويوحد الجماعات ويمنع أسباب الزعل.
*هل يمكن أن نقول إن الصحافة تدخل ضمن منظومة جماعات الضغط في السودان؟
أنا أعتقد ذلك من واقع بعض المقالات والأداء التحريري وبعض المحررين في بعض الصحف تجدهم أكثرية، ومثل هذه الصحف في النهاية تكون وبالاً على الصحافة السودانية "وأحسن ليكم يا ناس مجلس الصحافة تفتحوا عينكم قبل أن يقع الفأس في الرأس" وجماعة الضغط المقصودة عندي هي حملات صحفية محدودة لكنها قد تنمو نحو إتجاهات قد تتدنى إلى نزاعات قبلية أو جهوية والصحافة كسلطة رابعة مسؤوليتها الرقابة على الآخرين وتبصير بالدرب السليم وفي هذه الحالة تكون الصحافة محتاجة لسلطة توعيها نحو فهم جماعة الضغط بمعناها السليم في إطار الرأي والرأي الآخر.
*المجلس القومي للصحافة كيف تراه ودوره كيف تقيمه؟؟
يبدو من أول نظرة أن مجلس الصحافة والمطبوعات يصدق للصحف "وبس" إلا أننا نجد لمجلس الصحافة دوراً أكبر في التثقيف القانوني والتدريب والتأهيل بصفة مستمرة وألا يختصر دوره في الادانة بل يسعى لاصلاح الأخطاء وتهذيب العمل الصحفي وتقوية الثقة ما بين المجلس وكافة الصحفيين ويخضع عمله على آلية التفتيش الاداري الشهري ويلزم الصحف بتقرير عن الأداء الصحفي وحقوق الصحفيين.
*قانون الصحافة الساري الآن والمسودة المقترحة كيف تراهما يعني أيهما أفضل للصحافة والصحافيين القانون الحالي أم المسودة المقترحة؟
كثيراً ما فكرت ألا يكون هناك قانون للصحافة فقط الاشارة لحرية الصحافة في الدستور القومي، لكن ما دام هناك تفصيل للقوانين لا بأس مع أنني أرى أن القانون الحالي أفضل من المسودة والصحفي عموما يهمه في القانون ما ينشر وما لا ينشر وأوضاع الصحفيين بصفة عامة وأي قانون لا يحمي تطور الصحافة، راحة الصحفيين فلا يفيد.
*الاتحاد العام للصحافيين السودانيين ماذا تقول عنه أو بالأحرى كيف تراه؟
في عام 1986 كان لاتحاد الصحافيين دار في قلب الخرطوم بها شجرة ضخمة وظليلة "وهواؤها بارد" وفي ذلك الوقت كان يوجد العشرات من الصحفيين المشردين ملجأهم دار الاتحاد، أما الآن إتحاد الصحفيين في الخرطوم لكنه "بعيد شوية" وفيه شجرة ولكن أحس بالحزن وضعف مردود الاتحاد على الصحفيين، فلا يوجد نشاط يومي أو اسبوعي بصفة راتبة هذا لا ينفي الدور الكبير والعظيم للاتحاد في بعض المشروعات مثل "السكن والعربات والتمويل الأصغر" لكن أطالبه بأن يعمل بصورة جادة لمراجعة الهيكل الاداري والراتب الموحد في كل الصحف لأن المسألة الآن "فاتت الحد" ولابد من التصدي لمسألة حقوق الصحفيين جراء إغلاق صحفهم لأي سبب من الأسباب.
*ما رأيك في الصحافيين المنتمين سياسياً ويكتبون على أساس هذا الانتماء؟
أفتكر نحن في السودان إتجاهات الناس معروفة سواء كان مؤتمر وطني أو اتحادي أو أنه شيوعي فالشطارة في أن تؤدي عملك الصحفي المهني بعيداً عن الاتجاهات أو الميول، أما مسألة الرأي حتى إن لم تعلن انتماءك فالقارئ الشاطر يعرف إلى أي الاحزاب تنتمي نحن في بلد فيها اربعة حيشان سياسية المهم يجب أن يكون الأداء المهني بعيداً عن أي ميول سياسية صارخة، وليس حراماً أن انتمي إلى أي إتجاه سياسي وأعمل عمل صحفي "نظيف" إلا اذا أراد بعض الزملاء ممارسة سياسة العزل السياسي بصمت.
*قال الأستاذ محجوب عروة في حوار سابق لي معه في نفس هذه المساحة إنه إذا كان (أحمد يوسف هاشم) هو أبو الصحافة فأنه (أي محجوب عروة) هو الأب الثاني للصحافة السودانية ماذا تقول عن ذلك؟
أعتقد أن جميع الصحفيين الكبار عليهم واجب الابوة للعاملين في المحيط الصحفي، يرعوا حقوقهم ويطوروا أداءهم مع الاحترام الشديد للأستاذ عروة فهؤلاء الكبار الآن ابتعدوا عن الساحة الصحفية "وقصروا" في حق الصحفيين الصغار..ومع هذا اعتقد أن محجوب عروة ليس أبا للصحافة فقط أنما هو قائد التجديد منذ التسعينيات فهو الذي جدد الفهم بين علاقات الصحفيين طور الأداء التحريري ودفع بأرقى آليات وأجهزة الشكل الاخراجي للصحف، ومن هنا أطالب وأدعو ان يعمل الكبار منا بالتنسيق مع اتحاد الصحفيين ورؤساء التحرير دورات أو ندوات أو لقاءات لتطوير أداء الصحفيين الصغار وسأكون أول من يدعو محجوب عروة لانجاح هذه الخطوة حتى يكون أباً فعلاً ولسنا يتامى
*كم عمر مسيرتك الصحافية؟؟
30 ثلاثون عاماً دون إنقطاع
*من هو استاذك في الصحافة؟
الأستاذ أحمد البلال الطيب
*ماذا استفدت منه؟؟
أوووه كثيراً جدا جداً في استخراج الخطوط والمانشيتات والعناوين وسهر الليل ومطاردة الاخبار.
*من هو شيخك؟؟
د. محيي الدين تيتاوي وهو أول دفعة صحافة واعلام بجامعة أم درمان الاسلامية عام 1970 وأول سكرتير تحرير جامعي في الايام وتتلمذنا على يده من الايام وهو الذي دفعني لكيفية صناعة الصحيفة وتحقيق الربط بين الشكل والمضمون.
*نعم..ثم ماذا؟؟
وقد تعلمت من موسى يعقوب الضبط والانضباط والانتاج الصحفي بمعايير وأسس واضحة وإقتصاديات الصحافة..ومن عوض صالح الكرنكي فن الإدارة الصحفية.
للحوار بقية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.