لم تكن ذلة لسان عندما قال وفد التفاوض مع حكومة الجنوب أن فاقد عائدات النفط بسبب انفصال الجنوب بلغ أكثر من 9 مليار دولار وفرت الحكومة ثلثه – بحسب ما قيل – جراء سياسة التقشف ، وستدفع حكومة الجنوب بحسب الاتفاق الأخير 3.28 مليار دولار ، وسيدفع العالم من حولنا الثلث المتبقي وهو 3.28 مليار دولار فاذا نظرنا للزيادات فى الضرائب والبنزين والجازولين الأخيرة التي وردت تحت مسمي التقشف ورفع الدعم سنجد انها ستحقق عائداً مالياً قدره 18.6 مليار جنيه بنهاية السنة الحالية ( بحساب الدولار = 5.7 جنيه وهو السعر الرسمي المعلن ) وليس 1.5 أو 2 مليار جنيه بحسب إدعاءات وزارة المالية . ومعني هذا أن هنالك مبلغ 16.6 مليار جنيه ( غتست ) في بير لن يطالها المراجع العام في يوم من الأيام ومن نافلة القول أن نقارن هنا بين الحقيقة التي ظهرت مؤخراً حول فاقد إيرادات النفط ( وهو 9 مليار دولار ) أي ما يعادل 27 مليار جنيه ( بسعر الدولار قبل الانفصال ) ، وبين الأرقام التي ترد في الميزانية السنوية عن عائدات النفط خلال أعوام 2005- 2011 والتي بلغت في المتوسط 7-10 مليار دولار بفاقد قدره 17-20 مليار جنيه في السنة الواحدة . ولو أخذنا الحد الأدني لعائد البترول المنهوب والبالغ 17 مليار جنيه في السنة وضربناه في سنوات نيفاشا الست ، لكانت الحصيلة 102 مليار جنيه أخذت نقداً وليس عيناً . أطرح المغتربين واللاجئين والفارين في بلاد الأرض بما فيها اسرائيل والبالغ قدرهم 5 مليون سوداني من سكان السودان الشمالي فستجد أن المتبقي يعادل 27 مليون نسمة . أطرح من هذا العدد السدنة والتنابلة ومنسوبي المؤتمر الوطني بحسب إحصائيات المؤتمر الوطني نفسه والبالغ قدرهم 5 مليون سادن فتجد أن المتبقي 22 مليون نسمة . أقسم ال 102 مليار جنيه علي 22 مليون نسمة والنتيجة 4636 جنيه ( 4.6 مليون جنيه قديم ) هي نصيب كل سوداني أغبش مما نهب من النفط خلال أعوام نيفاشا . وإذا أضفنا لهذا المبلغ ما نهب من 1999 وإلي عام 2005 لوصل المبلغ إلي 9 ألف جنيه جديد علي أقل تقدير وإذا أضفنا ما سرقه التنابلة من الذهب والمصالح الحكومية ، أو من عائدات الخصخصة والقروض وغيرها خلال سنوات الإنقاذ ربما وصلت الجملة إلي 50 ألف جنيه هي حق مكتسب لكل الذين اكتووا بنار الفساد والدجل باسم الدين . 50 ألف جنيه تحتاج إلي 50 ألف متظاهر ، وخمسون يوماً من الإحتجاجات في خمسين مدينة أو قرية ، وحينها يهرب السدنة إلي خمسين بلداً أو يدخلون خمسين سجناً أيهم أقرب . الميدان