[email protected] في احسن الاحوال يتحدث معظم المعارضون الذين كتبوا حول هذه الفتوى مستخدمين عبارة "نزوج فتاياتنا بعد بلوغ سن الثامنة عشر " او حول هذا المعنى .هذا غير الذين علقوا ان زواج البنت الصغيرة ستر لها يعني ببساطة عادت فكرة ان البنت عار يجب دفنه وصار الموضوع يطرح من هذه الزاوية .هل ندفنها في سن الثامنة عشر ام قبل ذلك .اسف عميق احس به. اي ردة نحن فيها بل جاهلية القرن الواحد وعشرين . لاحظوا نزوج !!!!!!!يعني لا استشارة بالحد الادنى ناهيك عن حق الاختيار . هذا هو المقصود تماما .ان يجهل المجتمع كله او الرجوع بالحد الاقصى الى الوراء حتى يصير احسن المستنيرين يفكر بعقلية القرون الوسطى .وان يقطع الطريق على البنات في سن مبكرة فلا يجدن حظا من التعليم .ولا يقفن في كأننا لم نبدأ بعد .يا ناس اصحوا .نحنا وصلنا مرحلة البنات المتعلمات قائدات الركب . اسفي العميق .حين اذكر امي وأبي حين اتيا يستشيراني في خاطب قد تقدم لي فقال ابي ان الامر فقط مطروح من باب انني يجب ان اعلم م ايدور حولي في ما يخصني . وبالطبع رفضت مؤيدة من كل افراد الاسرة .لاني كنت على اعتاب الجامعة. اعاد احدهم الكرة .فقلت لامي انني لن اقطع مسيرة تعليمي وانأ مازالت امامي مسيرة بعد ان اتخرج واعمل وبفلسفة قلت لها "بعد ما أشتغل واعمل لي كينونة " نظرت الي امي طويلا وصمتت. اتت خالتي ..فشكت اليها امي لكن بإعجاب بموقفي "وقالت لها : "البت دي قت ليها عرسي قالت عايزة تعمل ليها كينونة ثم استطردت متسائلة " اتي يا نعيمة !!كينونة دي شنو !!" ردت خالتي بررري وضحكتا طويلا ..وأضيفت الى قاموس فلسفاتي .كما كان يدعوني ابي "يا فلسفة "او" فلسفتنا ازيك ". ثم اشتكت امي تارة اخرى الى جارتنا بت عبد المتعال فردت المرأة بوعي : " اتي يا مرة جنيتي بتدوري تبدليلك مهندسة بي عرسة " وضحكت امي. .لله در بت عبد المتعال لم اكن وحدي . نعم كنا جيل كامل نزهو بعلمنا, بفكرنا .كنا احرارا او حرائر في عصر السودان الذهبي حين صارت البنت المتعلمة مفخرة والديها وأهلها بل وحيها . حين كانت البنت المتعلمة مدفوعة من المجتمع نحو العلم والعمل .ورأيها يستنار به .نعم حتى الفن ارتقى بالمجتمع والمجتمع انتج فنا راقيا حين انتشرت اغاني مثل "اي صوت زار بالأمس خيالي طاف بالأرض وغنى للكمال وأشاع النور في سود الليالي ". انه صوتي انا ..... نعم نحن قدنا ركب الوعي بأدب جم وعلم ودين ليس كدينهم .خضنا معارك ضد الزار ورقصة العروس وكل ماهو مبتذل ورخيص .ضد الختان وغلاء المهور .وسبقنا جيل خاض معارك ونشر وعي .وبرامج محو امية ..وطريق نضال طويل ...لم يمنع ذلك ان نتزوج ..ومن لم توفق في الاختيار او من لم يكتب لها الزواج فلا يعيبها ولا يضيرها شيء .فهي انسان في المقام الاول. اذن لماذا الان هذه الهجمة الشرسة على تلك الانجازات .لماذا قطع الطريق على مسيرة تطور المراة . الاجابة عندي واضحة كالشمس .لأنهم يريدون مجتمعا جاهلا يمرحون فيه .لان فكرهم لا يفرخ إلا في مجتمع جاهل متخلف . و الام مدرسة اذا اعددتها اعددت شعبا طيب الاعراق . نواصل ولن نسكت حتى نخرس هذه الالسنة .