[email protected] الحقول اشتعلت قمحا ووعدا وتمني .هذا النشيد الذي يهز اي وجدان سليم من ابناء الشعب السوداني. وهو تحفة في ادب النضال السياسي .وربما كان سيكون تحفة من روائع الفن السياسي العالمي " اذا جاز التعبير .لله در من نظم هذا الحديث . هذا اذا كان السودان قد تقدم منذ لك العهد وانفتح على العالم بثقافاته.اذا حققت مطالب ثورة اكتوبر قمحا ووعدا وتمني . قمحا ووعدا و تمني هي المشروع الحضاري الحقيقي ...هو بيت القصيد هو هدف الثورات في العالم الثورات... في كل العالم . لماذا القمح ؟ هو حرية الانسان الاولى من اجله يتقاتل البشر ... وهو رمز بقية الاحتياجات ومفتاحها هو الامن الغذائي الذي ان لم يتحقق. .. اتى الخلل وبدا الانهيار .هو مفتاح الاغذية ..اشتعلت الحروب وأخمدت لأجل سنابله المتواضعة الذهبية . الزاهية ....وهو رمز لأنواع الحبوب الاخرى فقمحنا قد يكون ذرة او فيتريتة او دخن او قمحا . القمح رمز الحرية والسلام . كنت في زمن سابق قد شاهدت فيلما عن حقبة من حقب الحروب. كان عجوزا يقاتل دفاعا عن وطنه هو وابنه الشاب وفي اكثر لحظات الحرب حرجا واعصبها حين التحم الجيشان .طارت شظية فأشعلت حريقا في حقول القمح .فترك العجوز سلاحه وكشف ظهره وهو يطفئ الحريق بيديه صائحا بعفوية بحس انساني عال "اللعنة اللعنة القمح يحترق القمح يحترق " صفق الجمهور طويلا في السينما ونادرا ما يصفق جمهور السينما .هكذا القمح عزيزا . ودونه الارواح تبذل هو منطلق الحرية . ووعدا ...هذا الوعد ..هو خيرات اخرى هو الوعد للأجيال القادمة بتوفير الاساسيات الصحة ,التعليم ,السكن الامن . و الامن هو بيت القصيد . الحديث ..يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "اذا بات احدكم امنا في سربه ضامنا قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا ". وتمني.. " الرفاهية ,الاستغلال الامثل للثروات ....التقدم الازدهار تنمية الانسان السوداني . ثمانية وأربعون عاما و نحن في الوعد والتمني والحقول تشتعل حروبا . كم حكومة بعد اكتوبر .لم تفي بوعدها .هذه الامنيات العزيزة على الشعب السوداني .لما يعجز حكامنا عن تحقيقها .بالحد الادنى ..القمح ....كسرة الخبز ..مع اساسياتها . عندما اتت الانقاذ كان هناك شعارا اسمه " مزقنا فاتورة القمح وكان ذلك الشاعر المتهافت يظهر علينا بنشيدة ........حنشيد الارض البور البلقع .. .. ليتهم ترك الارض بورا وذهبوا لكنهم اشعلوا الحقول حروبا ومازالوا . لم يكن وطننا عاجزا عن تحقيق هذه الامنيات البسيطة ..ولم تكن ارضنا يبابا ..وسواعد المزارعين ما كلت يوما عن ضرب الطورية ونساء درافور شمرن عن سواعد الجد منذ امد بعيد , واشعلن الحقول خيرات .وفي الجزيرة اشتعلت الحقول ذهبا ابيضا جنته ايادي سمراء كانت تأكل من عرق جبينها ..وتمر الشمال كم تغني به من فن .وغابات الاستوائية التي لا تزال بكرا .وسهول البطانة . لم يقف النيل ثانية عن تدفقه .ونهر ستيت في اعالي عطبر ماكل يوما ولا الدندر اب عوى .ولا الرهد .والقاش لم تقف ثورته ولم يعجز عن الخرير . هي ارض الخير وبلاد النور وكسوة الكعبة . لم يكن هناك ثمة من يمنع الحقول ان تشتعل والوعد ان يتحقق .سوى ايقونات ابتلينا بهم.باعوك من اجل لقيمات يقمن اي انسان وحسبه منها ان يعيش.كان من الممكن ان تكون تلك اللقيمات اي شيء .وتكفي الجميع . وقوت كان يمكن ان يقتسموه حلوا مع شعبهم. وبيوتا تسع الجميع لكنه الجشع والطمع وحب السلطة المطلقة .باعوا اخرتهم لدنيا هم اول المعذبين فيها.ومازال هتافهم الكاذب لا لدنيا قد عملنا يصم الاذان بلا حياء . هي ليست سوى شعارات للبقاء في السلطة منذ اليوم الاول .اليس هناك من رجل رشيد منهم ينصحهم ؟ لكني استدرك فأقول .ما عاد ذلك يجدي .نعم ما عاد يجدي .لكنها قد تكون عظة لحاكم ات ..فليوفر الساسة الناصحون نصحهم لحاكم ات ..ات من معاناة الشعب وليس منهم.