وحدي صرخت وكان شعراً أو مداداً رجعت طائرة الأمس رماداً كانت الصلبان في حلقي وحلقي في الحوار كان بين الخبز والجوعى شروط ورصاص وحصار ليسوا سواء الذي أسرج شرعتها من الماء المقدس والذي يرصد شمعتها بأنفاس المسدس ليسوا سواء الذي قبته جبته والذي جبته قبته ليسوا سواء كانت صدر الظل مختجاً على جبهة ماء لست أدري أيهم أقبل لكنا ركبنا عرضة البحر السواحله السماء ... عبد القادر الكتيابي { متن أول.. أرسلت كالرصاص مقالاتي الثلاث باتجاه مشروع النهضة الزراعية، «فلتذهب النهضة إلى الجحيم»، «الشعب يريد إسقاط النهضة»، و«النكبة الزراعية»، ولا أنكر بأنني قد مارست في هذه المقالات قدراً من التحريض والاستفزاز والاستنهاض لعلي أحدث حراكاً وذكراً أو أجد على النهضة هدى، أو آتيكم بقبس تستدفئون به من زمهرير الأسعار، أو لعلي أرجع بمصل واق من سعر التجار، وأزمة تراوح مكانها بين السعر والأسعار، على افتراض أن أوجب واجبات دولتنا الزراعية أن يكون الخبز في متناول يد الجميع، لا أن يكون بين الجوعى والخبز شروط، وربما رصاص وحصار، وإن الثورات العربية التي تشتعل من حولنا هي في الغالب بسبب نفاد إحدى السلعتين من الأسواق العربية، «سلعتا الخبز والحرية»، فإن توفرت سلعة القمح تعذرت سلعة الحرية، وإن توفرت سلعة الحرية غابت سلعة الخبز. وفي بعض البلدان تنعدم السلعتان، ونحن في السودان نهوى أوطانا، و(إن رحلنا بعيد نطرا خلانا)، فنحن في الغالب لا نعاني «أزمة حريات»، صحيح إننا لم نبلغ حد الرفاهية في سلعة الحرية، إلا أن ما يتوفر بأيدينا يكفي لتسيير دولاب مجتمعنا المدني وأحزابنا وكل آلياتنا الديمقراطية، غير أننا نعاني عجزاً وارتفاعاً في سلعة الخبز، والقصة أصلاً قصة رغيف، وقصة شعب مغلوب ضعيف و.. { متن ثان.. ولما قرأت تعقيب النهضة الذي نشر هنا منذ يومين، هتفت.. ليس هذا المنتظر.. رجعت طائرة الأمس رماداً.. وركبنا عرضة البحر السواحله السماء.. ليس للنهضة (كيلة فيتريتة) واحدة يمكن أن تقدمها لجمهور القراء، قالت إيه.. قالت النهضة إنها ليست مشروعاً لإنجاح الموسم الشتوى الذي بين أيدينا، ولا الصيفي الذي يتوعدنا ويطرق أبواب حقولنا، فقط إنها مشروع للمستقبل، ولا أدري عن أي مستقبل تحدثنا النهضة بعد عشرين عاماً من الإنقاذ، فلقد منح هذا الشعب العظيم الإنقاذ عشرين عاماً، «لنشبع فقط من الكسرة والعصيدة»، لتحقق لنا مشروع الكسرة لا الانكسار، لكن «النهضة الإنقاذ» هي ما زالت بآمال وأشواق العباسي.. يا بنت عشرين والأيام مقبلة.. ماذا تقولين في موعود خمسين { مخرج أول.. سيدتي النهضة.. ليت كل جهدكم بذلتموه لنا في هذا «الشتوي» الذي بين أيدينا.. على الأقل إننا بعد «انفصال النفط» سنعيش أزمة عملات صعبة، وسنحتاج لأكثر من مليار دولار لاستقدام القمح، بدلاً من زراعة الآمال السراب. {مخرج ثان.. لن أتعرض بعد لتعقيب النهضة المرتبك.. ارتباك مواسمها وفصولها ووعودها، وإن تعذر القمح فليسلم النطق، فلا مال ولا خيل لتهديه لنا.. انتظروننا..