[email protected] اتهم دولة السودان الاسرائيل الوقوف وراء قصف مجمع الصناعات العسكرية في منطقة اليرموك في الخرطوم، باربعة طائرات عسكرية اتت من الشرق وتمت الضرب بتقنية تتفوق علي قدرات السلاح الجوي السوداني واستخباراتها وأجهزتها الامنية، هذا علي ضوء تصريحات الناطق الرسمي للحكومة السودانية، والتي سبقتها تصريحات والي الخرطوم في صبيحة الانفجارات بان لاتوجد استهداف من اي جهة وراء التفجيرات وانما عامل لحام كان يقوم ببعض الصيانات في المصنع مما ادت تطاير شظايا اللحام وادت الي الانفجارات، وتضارب تصريحات القيادة السودانية تدل علي عدم وجود مركزية تحليل المعلومات في حالات الطؤاري ولكن برغم من ذلك يعلمون باستهداف المجمع ، وانما تلقت المعلومة المفصلة من قبل دولة عربية خليجية ودولة الايران بعد احوالي تسعة ساعات من الحادثة بان من قامت بعمليات التفجير دولة اسرائيل ، وتمت الاعلان الرسمي عبر وسائل الاعلام المختلفة بان الاسرائيل وراء تفجير مجمع اليرموك وبهذا اكدوا علي حفظ لانفسهم بحق الرد في الزمان والمكان اللذين يختارونهم . وبهذه المعطيات الواردة اعلاه نستطيع ان نصل الي الحقيقة كمتلقي المعلومة ونبحث ان العلاقات الجدلية والموضوعية مابين اركان العملية الثلاثة السودان والاسرائيل والهدف (مجمع اليرموك). السودان من ضمن قائمة الدول الراعي للارهاب ومحور الشر مع ايران وبعض حركات المقاومة الاسلامية الفلسطينية واللبنانية علي حسب تقرير الولاياتالمتحدةالامريكية بعد هجمات سبتمبر2001 ، و اعتبارهم مهددين الامن العالمي و الامن القومي الاسرائيلي، وهذا يقودنا للمعرفة لطبيعة العلاقة بين السودان و الايران والحركات المقاومة الاسلامية بانها علاقة انظمة سياسية ايدولوجيتها اسلامية و غاياتهم واحدة مواجهة الدول الغربية وملحاقاتها من دول المنطقة ومساندة بعضهم وكما اكده رئيس المجلس الوطني السوداني بان القصف الاسرئيلي لا تمنعمهم من مواصلة دعم ومساندة حركات المقاومة الفلسطينية و تهديدات الايرانية سابقا بمسح الاسرائيل من الوجود ، اذا هناك قواسم واهداف مشتركة ضد الدولة اليهودية واعتبار السودان بحكم موقعه الجغرافي موقعا مناسبا لامداد العسكري. علي ضوء المذكور اعلاه قامت الطهران بحوار مع الخرطوم للتطوير العلاقات خاصة في مجال التعاون العسكري المشترك وتوجت تلك باتفاقية وركزت علي ان تتفادي طهران من العقوبات الامريكية علي صناعاتها المحلية من السلاح بتحويلها للسودان وتضمنت الاتفاق علي الاتي: 1 - تشتري الخرطوم السلاح الايراني بدلا من السلاح الروسي والصيني وخصم %50 من قيمة مشتروات السودان من الايراني. 2 – تأسيس مصانع في السودان لانتاج السلاح الايراني ، والدفاع المشترك بين البلدين وتبادل الوفود بين الجانيبن في المشاة والجو والبحرية. وبذلك اصبحت السودان واحد من مستوردي السلاح الايراني و طهران شريك ومساهم في مجمع اليرموك للتصنيع الحربي وسميت المصنع اليرموك تيمنا باول معركة اسلامية خارجية بين العرب المسلمين والامبراطورية البيزنطينية التي استمرت للمدة سته ايام، ووفقا لاتفاقيات التعاون العسكري ، ولدي اسرائيل قائمة بالاسلحة المصنعة في السودان (اليرموك )وبالاسماء فارسية و سودانية مثل الاسلحة الصغيرة. Terab, Dinar, Shahin, مضادات الدبابات و RPG 7 Sinar, SPG 9 Soba APC Alkhatim والطهران يساعد السودان في برنامجها النووي لاغراض انتاج الطاقة الكهربائية وصناعة النفط والبحوث العلمية كما ذكرت حيث كونت لجنة عليا علي مستوي الدولة السودانية ، وبذلك قد تكون للدولة اسرائيل الدلائل القاطعة بخطورة مجمع اليرموك والسودان لامنها القومي من خلال دعم حركات المقاومة الاسلامية (حماس وحزب الله) بالاسلحة والصواريخ البعيد المدي من المجمع وتهريبها عبر الحدود السودانية المصرية الي قطاع غزة كما ذكرت الصحيفة الاسرائيلية (جيروزاليم بوست) الاسبوع السابق بان القوات المصرية انتشرت علي الحدود المصرية السودانية بهدف منع تهريب الاسلحة القادمة من الايران والسودان الي قطاع غزة عبر الصحراء السودانية ثم بمصر شمالا حتي ممر فيلادلفي الذي يبلغ 14 كيلومتر علي طول الحدود المصرية وغزة وبه مئات من انفاق التهريب الاسلحة للقطاع ومنه لحزب الله . ويستغرب المرء من الحكومة السودانية التي تعاني اقتصادها من الضعف وشعبه من الفقر ان تقوم بتلك الاعمال التي لا تخدم مصالحها الاقتصادية والامنية والسياسية ولا تجني شيئا منها سواء موت الابرياء من الشعب السوداني الذي ليس له صلة با لصراع القائم مابين ايران والحركات المقاومة الاسلامية فقط من اجل اشباع الاشواق الايدولوجية الاسلامية التي فشلت في ادارة السودان ومخاطبة جذور الصراع السياسي في السودان، وانما سعت للتقسيم السودان وتفكيكها ، من المفترض انفاق راسمال مصنع اليرموك للخدمات الشعب وليس صرف تلك الاموال للتهديد امن دول اخري وتهديد الامن العالمي بالخطر ، ونترحم الي الارواح الموتي والجرحي وربنا يلزم ذويهم بالصبر. وبتلك القصف الجوي بينت ضعف مقدرات السلاح الجوي السوداني للحماية اراضيه ومواطينه خاصة العملية تمت في العمق و داخل العاصمة الوطنية ، عليها ان يتحمل تبعية سياساتها وليس بالقاء اللوم علي دول اخري بعيده كل البعد عن تلك القضية بحكم علاقاتها الديبلوماسية مع دولة الاسرائيل ، وحول رد الصاع بالصاعين كيف تكون عسكريا ام ديبلوماسيا ، من الناحية العسكرية لا تستطيع الرد وفقا لامكانياتها العسكرية المتواضعة حيث انها لم ترد حتي الان بعد قصف مدينة كادوقلي فمابالك بالاسرائيل ولم تستطيع دخول هجليج الا بعد طلب الامين العام للامم المتحدة دولة الجنوب بالانسحاب ، اما من الناحية الديبلوماسية يمكن ان تقدم شكوي للمجلس الامن ضد اسرائيل وتنوير المنظمات والمحافل الاقليمية والدولية بالعدوان والمطالبة ادانة اسرائيل وتعويضهم من الاضرار، وثم ادارة الخطاب المعتاد بالتنديد بعملاء الاسرائيل في المنطقة وفشل تلك العملاء ادارة الصراع بالوكالة مما ادت بالاسرائيل بقدر جلاله القيام بعملية القصف. ودولة جنوب السودان بعيد كل البعد من تلك القصف من حيث اتجاه مرور الطائرات و المجال الجوي مازالت مشتركة بين جنوب السودان والسودان، وامكانياته العسكرية متواضعه حتي الان ومازال جيشه ينتقل من جيش ثوري الي جيش وطني منظم، و علي السودان مراعاة مصالح شعبه لان المعركة اكبر من امكانياته وقدراته العسكرية ، وعليه ان يعي للخطابه الاعلامي في مواجهة الاسرائيل حتي لا تتاثر بالالتزاماته ومعاهداته واتفاقياته مع الدول خاصة دولة جنوب السودان..