السودان الفلسطينى بقلم / مؤنس فاروق [email protected] كان السودان منذ الازل مدافع فوق العادة عن القضية الفلسطينية بشكل الذى اضحت معه القضية الفلسطينية لها الاولوية حتى على اهم القضايا الوطينة الهامة والحساسه التى فى بلد مثل السودان .. يعانى و يلات الحروب و الانقسام اكثر من ما تعانيه فلسطين و الفلسطنيون انفسهم .. الشى الذى جعل العديد من السودانيين مؤخرا ينفرون ويتسائلون عن الاسباب التى جعلت من وطنهم الكبير سجينا فى سجن القضية الفلسطنية و ان يكون خادما و تابعا و مدافعا عن قضايا العرب و المسلمين اكثر من اى بلد اخر و على حساب الوطن و قضاياه و كرامته و وحدته بالدرجة التى تجعلنا نتخلى عن علم دولتنا القديم الذى يعبر عن بلادنا و مكوناتها الفريدة و المتنوعة النيل و الغابة و الصحراء بالوانه الثلاثة ( الاصفر و الازرق و الاخضر ) و نتوشح بدلا عنه علما اخر بالكاد نستطيع تمييزه عن علم فلسطين كيف و لماذا نرهن وطن بقامة السودان فى معترك لا ناقة له فية او جمل بتلك الطريقة؟ هل لنثبت انا عربا اكثر من العرب و مسلمين اكثر من الاخرين و نكتب على صفحات و ثائق سفرنا تلك العبارة التى لا مثيل لها ( كل الاقطار ما عدا اسرائيل ) و هل نحن نفاخر و نزايد بها على الاخرين . السودان لم يعترف باسرائيل كدولة و لم يقيم معها علاقات دبلوماسية مثل دول عربية و اسلامية كثيرة ( مصر و الاردن و مورتانيا ) لكنه اعترف ضمنيا باسرائيل كدولة من خلال عبارة ( كل الاقطار عدا اسرائيل ) .فكلمة (عدا ) التى تستثنى اسرائيل تلك تدل على ان اسرائيل ( دولة ) لكن لا يجب السفر اليها .. كنت فى عديد المرات اتسأل عن سبب وجود صندوق دعم القضية الفلسطينة فى كل المساجد و المرافق الحكومية من هو الاولى بجمع تلك الاموال هل هم سكان مناطق الجفاف و التصحر و القرى البعيدة التى لم تصلها التنمية و خدمات الحكومة اطلاقا ؟ ام سكان غزة و الضفة الذين يتمتعون بالماء و الكهرباء من اسرائيل ... هل الاولى بالتبرعات و جمع المساعدات ( دارفور) و ما يعيشه المواطنين هناك من معاناة و شح فى الخدمات و المياة الصالحة للشرب ...الخ فقضية دارفور هى قضية تنمية و بنى تحتية فى المقام الاول ام حماس التى تفتح لها الحكومة خزائن الدولة و ثرواتها و بالمقابل نجد ان ما تمتلكه غزة من بنية تحتية لا تمتلكه حتى الخرطوم ... لكن ربما ان مرد ذلك كله ما نعانيه من عقدة نفسية تجاه عروبتنا الزائفة التى تجعلنا نلهث وراء تقديم كل ماهو ممكن و غير ممكن لاثباتها .. وذلك هو ما لن يحدث و أن مات كل السودانيين فى سبيل القضية الفلسطينية جوعا ثم ماهى الفائدة التى ينتظرها السودان من كل ما يقدمه للعرب من تفانى و تضحيات ؟ ان السودان بلد نامى مترامى الاطراف تجتاحه الصراعات و النزاعات المسلحة فى اغلب اجزائه بسبب الظلم و ضعف التنمية و التوزيع الغير عادل للسلطة و و الفقر و المرض ماهو الشئ الذى قدمته لبنان الى السودان مثلا ليقوم السودان فى عام 2006 بتقديم 10 سيارات اسعاف( منقذة للحياة ) مجهزة لاجراء العمليات الجراحية و سكان السودان فى اغلب اقاليمه يفتقدون لابسط الادوية المنقذة للحياة ناهيك عن اسعاف مجهز هل تدرك حكومتنا التى قدمت تلك الهدية ما يعانية السودانيين فى السجون اللبنانية من تعذيب و عنصرية ؟ الا يعتبر ما تقوم به دولتنا تجاة القضية الفلسطينة و ما تقدمه للعرب من تنازلات و خدمات اولى بها الوطن و مواطنيه .. الا يعتبر ذلك عمالة و خيانة وطنية .. ان الذين يتحدثون و يصمون اذاننا بالحديث عن العمالة للغرب و امريكا اقول لهم ان العمالة للغرب و امريكا وطنية اكثر فهى على الاقل يمكن ان تخدم السودان و شعبه اكثر من العمالة للعرب و فلسطين لان هناك مقابل لها... الجيش المصرى مثلا يحصل اكثر من مليار دولار سنويا من امريكا للحفاظ على قوته و تطوره.. هل توجد مقارنة بين الجيش المصرى و السودانى على مستوى التنظيم و التسليح و التدريب دول الخليج الان تحظى بحماية الغرب و مساعدته و خبراته العلمية بما فيها السعودية ( ارض الحرمين الشريفين ) بل ان العرب الحقيقين و حتى الفلسطنيين هم عملاء للغرب و لاسرائيل نفسها.... لك ان تعلم عزيزى القارئ ان الشباب الفلسطينى الان يسعى و بشتى السبل لاستخراج الجواز الاسرائيلى لما يوفره له من امتيازات و فوائد وهل تعلم عدد المال الفلسطنيين العاملين فى مصانع اسرائيل اكثر 150 الف عامل (اسرائيل تعالج قضايا العطالة الفلسطنية ) .. و بالمقابل ماذا جنينا نحن من كسب ود العروبة سوى المذيد من الحروب الداخلية و الفقر و التخلف و العقوبات الاقتصادية و الخارجية لقد كان دأب حركات التحرر فى كل العالم و منذ زمن بعيد ان تدعم بعضها البعض فى سسبيل تحرير الشعوب و تقف فى صف الكفاح المشترك من اجل الحق و العدل و الحرية و القضية الفلسطينة واحدة من تلك القضايا التى وجدت الدعم و التجاوب الكبير من دول عديدة لا تربطها بالاسلام او العروبة شعرة واحدة مثل دول امريكا الجنوبية مثلا و حتى اليابان .. و عندما نال جنوب السودان استقلاله بعد اعلان تقرير مصيره الذى اقرته المواثيق الدولية و تم باشراف و متابعة و اعتراف العالم كله لتكون دولة الجنوب اول دولة تحظى بهذا الكم الهائل من الاعتراف الدولى الذى لم تحظى به دول عريقة و قديمة حتى الان .. و الذى جاء تتويجا للنضال و الكفاح الطويل الذى خاضه ابناء الجنوب من اجل الحرية و تقرير المصير و قيام دولتهم فسارع العالم بتهنئتهم بما فيهم السودان الوطن الام و كذلك الثوار المطالبين بحقوقهم و تقرير مصيرهم فى الصحراء الغربية و كردستان سارعوا بتهنئة دولة الجنوب ايضا .. لكن لنرى ما قال ثوار (تجار ) و قادة حماس بلسان ( ابوهنية ) حينما وصف دولة الجنوب الوليدة بانها دولة ( لقيط ) و هو تشبيه يمس السودان الدولة ( الام) التى تقدم لهم الدعم الغير محدود او مشروط قبل ان يمس دولة الجنوب الوليدة او يقلل من شأنها ان الدولة (اللقيط )تلك التى وصفها هنية قد و لدت بمباركة و اعتراف السودان الدولة الام .. السودان هو أول دولة اعترفت بدولة الجنوب ثم تبعه العالم اجمع و هذا هو ما نجده من من تجار حماس الذين افقرو السودان و شعبه و اذا اردنا ان نرد بنفس الطريقة و الاسلوب البغيض دعونا نسأل هنية هذا من هو (اللقيط ) دولة الجنوب كاملة العضوية و الاعتراف ام ( قطاع غزة ) الذى تحكمه انت و اخوانك المتأسلمين دعاة القتل و الارهاب و الدمار هؤلاء هم قادة حماس و ثوارها الذين ينتظرون من العالم الاعتراف بدولتهم بهذا العنجهية و العنصرية و الكراهية و هى ليست غريبة على العرب او حتى عن نهج الاخوان المتأسلمين الذين يرفضون الاخر و يتعالون عليه بشتى السبل لقد ان الاوان الان ان يكف السودان عن لعب دور البقرة الحلوب التى تحرم ابناءها لترضع الاخرين و يكفى ما عانيناه بسبب جهل و تخبط حكوماتنا فالسودان محتاج الى الدعم و التنمية اكثر من اى مكان اخر و دعونا من الاستغلال العاطفى الذى يمارسه علينا تجار القضية الفلسطينية و اخوان حماس لقد و عى ابناء السودان قضيتهم تماما و لن يرجعوا الى عهود التبعية و الاستلاب الفكرى و العاطفى فداخل السودان الف فلسطين و فلسطين تحتاج الى تضميد الجراح و واجبنا الاخلاقى يحتم علينا ان نعلى مصلحة الوطن و كرامته عن اى شئ اخر ... و كفى