بالمنطق ويذبحون ثوراً آخر ..!!! صلاح الدين عووضة *شاهدت البارحة غناءً نوبياً - عل شاشة الشروق - من داخل متحف السودان القومي .. *وشاهدت الكاميرا تتنقل بين وجوه المغنين ووجوه الملوك النوبيين الحجرية .. *وشاهدت - قبل أسابيع - الشاعر النوبي (الثائر) عبد الإله زمراوي يلقي قصائده بنادي بوهين ووجهه شامخ شموخ وجه (الفرعون) وردي .. *وشاهدت - من قبل - وجه وردي هذا إلي جانب وجه طهارقا وقد بدا الشبه بينهما واضحاً على موقع تواصل نوبي إلكتروني .. *وكذلك أشاهد وجه كل سوداني (أصيل) يحمل ملمحاً من ملامح بناة الإهرامات التي تقف شاهدة على حقيقة (هويتنا) ؛ من أقصى شمال بلادنا وحتى أواسطها حيث مسقط رأس (ذابح الثور الأسود) .. *ومن وراء المشاهدات هذه كلها أكاد أشاهد وجه الطيب بن مصطفى الحوشي القرشي الهاشمي العباسي هذا و قد (اسود) من شدة الغيظ .. *وأخالني أشاهد له مقالاً - تحت تأثير الغيظ هذا - يحتج فيه على تسمية متحف السودان ب(القومي) رغم إنه لا يعرض إلا آثاراً نوبية .. *ويتساءل إبن مصطفى العباسي - من وحي المشاهدة المتخيلة هذه - قائلاً : (بربكم أين القومية التي أُلصقت بالمتحف المذكور زوراً وبهتاناً ؟!) .. *ويمضي (الحوشي) متسائلاً : (بذمتكم أين هويتنا العربية في متحف يحتل موقعاً مميزاً داخل عاصمة من عواصم العربان؟!) .. *ويضيف الطيب القرشي قائلاً : (قد والله شعرت بالخزي والعار وانا أرى هويتنا " تُدغمس" على النحو هذا ولا أحد من الذين أدمنوا " الإنبطاح" لكل "رويبضة" يحرك ساكناً ) .. *ويختم (شيخ العرب) مقاله بتساؤل ينضح ألماً :( بالله عليكم ألم تجدوا أي أثر من آثار أجدادنا العرب الأُول في بلادنا ل"تزينوا" به متحفنا هذا عوضاً عن آثار حضارة لا تخص عباسيي السودان ؟!) .. *وأشاهد - من بعد ذلك - إعلاناً عن حفل غنائي ساهر بسطح مسرح المتحف القومي يدعو له (منبر) الطيب بن مصطفى الهاشمي .. *ثم أشاهد - على شاشة التلفزيون "القومي" - كلاً من قيقم وشنان وبخيت (يصرخون) بأغنيات الحماسة على إيقاع الطبول والدفوف والنحاس.. *وأشاهد المئات من (العصي) تتقافز نحو عنان السماء ... *وأشاهد العشرات من ممثلي البعثات (العربية) بالخرطوم ... *ولكني لا أشاهد أبداً (الوجوه الحجرية) التي شاهدتها خلال ليلة الغناء النوبي .. *وأشاهد - بدلاً من ذلك - أحجاراً كُتب على أحدها (حجر الأساس لمشروع متحف عبد الله بن أبي السرح الأثري) .. *وكُتب على الآخر (حجر الأساس لمشروع متحف حسن بن عقبة بن نافع الأثري) .. *وكُتب على الثالث (حجر الأساس لمشروع متحف العباس الجهني الأثري) .. *ومن خلف الجمهرة أشاهد ثوراً (بُنياً) يُذبح !!!!! الجريدة