[email protected] لا اعرف كيف يشعر مصاصي الدماء الذين تربعوا على صدور الشعوب الإفريقية دهراً عندما يشاهدون ويتابعون الإنتخابات الامريكية ، في الحقيقة إنها دروس مجانية ومباشرة من امريكا فالرئيس باراك اوباما الذي عاد الى البيت الابيض بعد منافسة شرسة من قبل المرشح الجمهور ميت رومني وكاد اوباما يفشل لولا ( الاعاصير ساندي ) لكان اوباما يسمى بالرئيس السابق الان . لكن في افريقيا يتمسك الرؤساء بالسلطة ويقتلون اي شخص يهدد عرشهم وحدث سابقاً في يوغندا في فترة رئاسة الرئيس عيدي امين وقريباً في ليبيا حيث قتل القذافي كل من إستطاع إن يقتله لكي يحافظ على عرشه لكن في خاتمة المطاف كان نهايته سيئة وفي مصر ايضاً واصبح الرئيس حسني مبارك سجيناً وفي ساحل العاج الذي اصبح رئيسه السابق سجيناً لدي محكمة الجنايات الدولية ومازال العجوز روبرت موغابي الذي يحكم زيمبابوي منذ العام 1981م والرئيس اليوغندي يوري موسفيني الذي يحكم منذ العام 1986م ، امر هولاء يدعوا للحيرة فبينما يذهب الرؤساء الاوربيين والامريكان إلي بيوتهم في نهاية فترتهم الرئاسية ويعيشوا عزيزين مكرمين حيث يحظون بالاحترام والتقدير ويكتبون مذكراتهم الشخصية ليستفيد منه الطلاب ومراكز البحوث والدول ، ويسافرون عبر القارات يقدمون محاضرات عن تجاربهم الشخصية في السلطة والإدارة ، لكن القادة الافارقة في خاتمة المطاف يذهبون إلى السجون او يموتون مغتصبون كما حدث مع القذافي ، لكن اعتقد إن عميد الرؤساء في الوقت الحالي وسط القادة الافارقة من حيث عدد المواطنين الذين قتلهم او ابادهم هو الرئيس البشير ويجعلنا نتساءل كيف سينتهي به المطاف هل يصير اخرس بعد العمليات الكثيرة الذي تجرى له بين الحين والاخرى بعد إصابته بورم خبيث في الحنجرة ، لكن اعتقد إن الامر ليس مفاجئاً لشعوب الهامش فذلك الصوت هو الذي تعودوا له دائماً ويسبق اي عمليات قصف جوي للقرى في دارفور او في النيل الازرق او جبال النوبة وذلك الصوت هو الذي يصف شعب جنوب السودان بالعبيد لذلك سيسعدهم الامر بكل تاكيد لانها إنصاف إلهي . في امريكا يذهب المواطن كل اربعة سنوات لينتخب رئيس جديد او يعيد إنتخاب الرئيس المنتهية فترته لفترة ثانية واخيرة لكن في افريقيا يظل الشعوب تنتظر موت الرئيس لكي ياتي اخر ليعالج إخفاقات الرئيس الميت كما حدث في إثيوبيا بعد موت الرئيس ملس زناوي بعد إن اقترب من العقدين في الحكم وايضاً حدث الامر في ليبيا بعد موت القذافي بعد إن استمر في الحكم اكثر من اربعة عقود متواصلة ولقد راينا هذا الامر مؤخراً اثناء مرض الرئيس البشير فالكثيرون تمنوا له عدم العودة وإن يموت في السعودية او يقيم في السعودية ، او إن ينفجر الطائرة الرئاسية ويعلن موته ليفرح الشعب السوداني لياتي رئيس ديكتاتوري اخر يقتل خمسمائة الف قتيل في جبال النوبة والنيل الازرق ودارفور ويرجع الشعب بعد عقدين للصلاة ورفع الدعوات من اجل موته ليرتاحوا منه ولياتي ديكتاتوري ومصاص دماء اخر . وهو امر يجعلني اتساءل كمواطن جنوبي هل سيبقى الرئيس سلفاكير ميارديت في الحكم ثلاثة عقود قادمة ؟ هل سيعلن الرئيس يوماً حالة الطوارئ في البلاد ؟ ويمنع الصحف من الصدور ويمنع الكتابة او نقد الرئيس ؟ هل سيعلن الرئيس كير نفسه حاكماً ابدياً ورسولاً إلهياً ليخلص شعب جنوب السودان من ( دينقديت ) ( ابوكديت ) ( نقوندينق ) ( نيكانق ) كما فعل من قبل الرئيس نميري عندما بايع نفسه اميراً للمؤمنين وفعل البشير ايضاً ؟ هل سيشارك الرئيس كير في عمليات تطهير في جنوب السودان كما فعل الرئيس عمر البشير في دارفور والنيل الازرق وجبال النوبة ؟ هل سياتي يوم اتمنى فيه موت الرئيس كير لكي نرتاح منه ؟ هل سياتي يوم اتمنى إن يسقط طائرة الرئيس لكي ياتي رئيس اخر كلها اسئلة سنترك للتاريخ الإجابة عليها .