[email protected] التمرد هو وليد الاحساس بالظلم الذى ينطوى على القهر، والانصياع له وينطوى مفهوم التمرد على معنى تحدى الاوضاع السائدة ، ورفضها وهو يحتوى فى كثير من الاحيان على معنى انسانى اخلاقى، يود منه تحقيق العدالة والمساواة، اثر انتشار الفساد والظلم والبغى ، كرد فعل للواقع الاقتصادى والاجتماعى والسياسى. ربما من معانى التمرد هو ما نطمح من خلاله، إلى الإرتقاء بالإنسان إلى مستويات تتجاوز آفاق الخضوع لتقاليد وأعراف ، تنتمي إلى ماضي اضطر الإنسان إلى الخضوع لها مرغما... نتيجة للإضطهاد والقهر، التي سلبت إرادته وبالتالي حريته... او هو محاولة فرض واقع جديد، باى وسيلة ...وبناء مستقبل بمفهوم جديد، نظرا للواقع الغبر مرضى وغيرعادل... يقول الفيلسوف الفرنسي ألبير كامي...التمرد يحقق للحياة قيمتها و عظمتها،لأنه يحرض التفكير و اعتزاز الانسان بأمور عدة لحقيقة تتجاوزه ذاته وقد اصبح التمرد سمة تميز القطر المنقوم عليه والناقم على اهله بيد من اهله ..... منذ اكثر من خمسين عام ، ظلت حركات التمرد تنهش فى اعماق الوطن ، ويظل التنافر الفكرى محتدما ومشتعلا دون ان تتوصل الفرق والحكومات الى تقارب او تنازل ممكن حتى تحقن تلك الدماء وينعم المنقوم عليه بشىء من سلام ولو الى حين... ويتم وقف شلالات النزيف الذى استمر، ولم يتمكن اباطرة السياسة على امتداد الحقب ان يرفعوا عن السودان هذه النقمة الدموية الملازمة له ... وجاءت الانقاذ بخيلها ورجلها... والتى انقذت السودان بمعكوس المعنى فقد فتحت الابواب على السودان بمزيد من الاسف والحزن والهلاك ، وسقط الشباب اليافع الغض فى ساحات القتل العمد تحت مظلة الجهاد اوياليت الانقاذ المعكوس – تمسكت بالقضايا المصيرية مسألة حياة او موت ، كما كانت تتردد اهازيج اناشيدهم الجوفاء... الا انها فاقمت المصائب بظلمها للعباد وتمادت بتخريب الواقع... واستمرت فى اضهاد الشعب المبتلى ... وهى بين التخريب والتفريق استطاعت ان تصل الى الاجندة التى ترضى اطماعها وتمد فى عمر سلطتها وجبروتها وبالتالى اججت نيران التمرد - اى الانقاذ المعكوس- زادت بها روح التمرد والكراهية والانقاذيون يقدحون زناد الفتنة الكبرى ويساومون على وحدة السودان بكل بساطة ياتى التفريط الكريه ويكون عطاء من لا يملك لمن لا يستحق فشمال السودان ليس ملكا لاهل الشمال والجنوب ليس ملكا لاهل الجنوب وتشطر البلاد كما يشطر الرأس من الجسد، ويذبح السودان فى مسلخ الانقاذ، تحت سمعكم وابصاركم جميعا ، وتقطع الزبيحة وتطبخ على نيران الفشل والانهزام والانكسار ، وتوزع المكاسب يبنهم كما توزع الغنائم بين اللصوص... اما الخسارة الفادحة... وما ادراك ما الخسارة هى من نصيب الشعب السودانى فى الجنوب او الشمال.. ويصدق البشيروهو كاذب حينما قال نحن العملناهو للبلد دى مافى زول بيعملوا تانى... وهى حقيقة ويدخل الخراب ارض اججتها الفتن ، وهزمها الظلم واتعبها الكذب، وسيطر عليها الطاغوت ومفكريه، ومحقها الطمع ،ومزقها التمرد... ارض غنية فقيرة ... كبيرة صغيرة ضاقت بشعبها ....ويبدو اننا ادمنا حياة التمرد والانقسام ووجد الفيروس مناخ متاح وظروف ملائمة لبستشرى فى كل خلية من جسد السودان ... وجاء موسم الحصاد ... وماذا يحصد زارع الشوك غيرالحسرة والندم.. ويتخطى التمرد المسافات ومثلما ادمن الشمال روح التمرد والانقسام فان الجنوب قد استنشق افيون التمرد حين ضاق بهم الحال بل دخل الادمان فى نخاعهم و نخر السوس شمالنا وجنوبنا... فمتى يستفيق الوطن المسطول من.... سكرته شفاه الله..... - - - - - - - - - - - - - - - - - تم إضافة المرفق التالي : 092.JPG