د. عمر إسماعيل حسن [email protected] للسودان سجل حافل بالانقلابات العسكرية الناجحة والفاشلة، منذ استقلاله في العام 1956. فقد بدأ مسلسل الانقلابات مع تشكيل أول حكومة ديمقراطية منتخبة في العام 1956، ووقعت أول محاولة انقلابية في تاريخ البلاد في العام 1957، قادتها مجموعة من ضباط الجيش والطلاب الحربيين بقيادة اسماعيل كبيدة، ضد اول حكومة وطنية ديمقراطية بعد الاستقلال برئاسة الزعيم السوداني اسماعيل الازهري، ولكن المحاولة أحبطت في مراحلها الأخيرة. وفي أول محاولة أنقلابية علي حكومة الفريق عبود الذي قاد أول انقلاب ضد حكومة اتئلافية ديمقراطية بين حزب الأمة والاتحاد الديمقراطي برأسة الزعيم الأزهري محاولة إنقلاب قادتها مجموعة ضباط أشهرهم، احمد عبد الوهاب، وعبد الرحيم شنان و محيي الدين احمد عبد الله. وهي المحاولة الفريدة والوحيدة التي تم فيها استيعاب الانقلابيين في نظام الحكم بدلا من اقتيادهم الى المشانق أو الزج بهم في السجون.وبعدها قام الرشيد الطاهر بكر المحسوب علي التيار الاسلامي بتدبير انقلاب أخرعلي الفريق عبود حيث تم شنق بعضهم حتي الموت وزج بالبعض في السجون. بعدها ظل الفريق عبود يحكم البلاد حتى أطاحت به ثورة 21 اكتوبر 1964 اكبر ثورة شعبية في تاريخ البلاد لتأتي حكومة ديمقراطية جديدة. ظلت النظم الديمقراطية في البلاد في بلبلة سياسية وعدم استقرار سياسي وأصبحت البلاد صالحة للانقلابات العسكرية فقد شهدت السودان أشهر انقلاب عسكري في تاريخ السودان الحديث وهو انقلاب 25 مايو 1969 الذي قاده آنذاك العميد جعفر محمد نميري، ومجموعة من الضباط المحسوبين على الحزب الشيوعي. محاولة انقلاب 19 يوليو 1971 شهد عهد الرئيس جعفر النميري محاولات كثيرة فشلت جميعها، وأشهرها محاولة الحزب الشيوعي في 19 يوليو 1971، فيما عرف بانقلاب هاشم العطا، الذي استولى جزئيا على العاصمة الخرطوم لمدة يومين، لكن النميري استطاع ان يعيد سلطته وقاد جميع الانقلابيين الي حبل المشنقة من المدنيين والعسكريين، منهم زعيم الحزب الشيوعي السوداني آنذاك عبد الخالق محجوب، و الشفيع احمد الشيخ، وبابكر النور وآخرين من المدنيين، و قائد الانقلاب هاشم العطا وعشرات من الضباط والجنود. محاولة انقلاب في العام 1975 وقعت محاولة انقلابية أخرى فاشلة ضد نظام النميري، في العام 1975 بقيادة الضابط حسن حسين، ولقي الانقلابيون على رأسهم المدبر حسين حتفهم رمياً بالرصاص أو شنقا حتى الموت. محاولة انقلاب يوليو 1976 في 2 يوليو 1976 حاولت القوى السياسية المعارضة لنظام النميري التي كانت تنطلق من ليبيا قلب نظام الحكم، وأوكلت المهمة للعميد في الجيش محمد نور سعد بمشاركة واسعة من عناصر المعارضة التي تسللت الى الخرطوم عبر الحدود مع ليبيا، وقد تعامل نظام النميري مع المحاولة بعنف غير مسبوق، حيث أعدم قائده محمد نور رمياً بالرصاص وحول شوارع الخرطوم لمدة يومين الى ساحة معارك مع الانقلابيين اسفرت عن مقتل المئات. لم يتعرض نظام النميري بعد العام 1976 لأية محاولة انقلابية الى ان عصفت به ثورة شعبية عارمة في 6 ابريل 1985 عرفت ب«انتفاضة ابريل» واعادت النظام الديمقراطي وانتخاب الصادق المهدي كرئيس للوزراء. محاولة انقلاب 1990 تعرض نظام البشير الذي جاء بإنقلاب 30 يونيو 1989 بمساعدة الإسلاميين في السودان بزعامة الدكتور حسن الترابي وحزبه بما كان يسمى "بالجبهة الاسلامية القومية". لعدة محاولات انقلابية ، أشهرها المحاولة التي عرفت ب«انقلاب رمضان» في 1990 بقيادة اللواء عبد القادر الكدرو، واللواء طيار محمد عثمان حامد، وهي المحاولة التي انتهت باعدام 28 ضابطاً في الجيش من المشاركين فيها بمن فيهم قائدا الانقلاب، الكدرو وحامد. محاولة انقلاب 1992 وقعت في العام 1992 محاولة انقلاب بقيادة العقيد احمد خالد نسبت الى حزب البعث السوداني وقد حسمها الرئيس البشير عاجلاً وتعرض قادتها الى السجون. محاولة انقلابية في مارس 2004 تحدث الحكومة السودانية في مارس2004 عن محاولة انقلابية، نسبتها الى حزب المؤتمر الشعبي. ثم عادت وتحدثت عن محاولة انقلابية أخرى، نسبتها ايضاً الى عناصر المؤتمر الشعبي بقيادة الدكتور حسن الترابي. محاولة انقلابية في 22 نوفمبر 2012 وأخر هذه المحاولات الانقلابية التي شهدها نظام البشير الفاشي في السودان والأسوا من نوعه منذ استقلال البلاد هي التي كشفت عنها السلطات السودانية بالأمس الأول يوم الخميس 22/نوفمير 2012 عن إحباط مخطط إرهابي يستخدف البلاد والنيل من بعض القادة ونشر الشائعات عن صحة الرئيس ووجهت أصابيع الإتهام لرجل النظام النافذ والرئيس السابق لجهاز الأمن صلاح قوش و12 آخرين بينهم مسؤولون بالجيش وأمن والدفاع الشعبي لتديبير محاولة انقلاب ضد حكومة البشير وبتهمة التحريض علي الفوضي وأحداث فوضي وينال من بعض القيادات ويضرب إستقرار البلاد.، لكن الدلائل تشير إلى أن جميع الضباط المتهمين ينتمون إلى التيار الإسلامي والنظام الحاكم، مما يعني أنها مواجهة إسلامية وداخل التيار الحاكم. وحتى هذه اللحظة لم تظهر نتائج التحقيق عن ملابسات هذه المحولة الانقلابية. لكن المؤكد بأن النظام زائل لا محال وسوف يتأكل من داخله قبل أن ينقض عليه الشعب السوداني الثائر بإذن الله. - - - - - - - - - - - - - - - - - تم إضافة المرفق التالي : Omar.jpg