صدي الفراشات الخالدات أمال عباس ٭ الشرط النسوي ظل محل وقفة ونقطة نقاش دائم على كل الأصعدة والنظم والأزمان.. موضوع المرأة ناقشته كل الديانات السماوية والنظريات الوضعية.. وما زال وسيظل الى ان يرث الله الارض ومن عليها. ٭ حددت الاممالمتحدة اليوم الخامس والعشرين من نوفمبر من كل عام.. يوما لتسليط الضوء على انماط العنف التي تقع على المرأة.. بغرض محاربتها والقضاء عليها بكل اصنافها.. فالعنف قد يكون بالكلمة.. او القرار او الاضطهاد.. او سلب الحقوق او التهميش. ٭ نعود لقرار الاممالمتحدة الذي اتخذ في عام 9991م وفي الشهر الاخير من القرن العشرين.. القرن الذي شهد تخصيص الثامن من مارس يوما عالميا للمرأة، من اجل مناقشة كل قضاياها.. وشهد القرن الماضي ايضا اهتمام الاممالمتحدة بقضية المرأة وحدد من العام 5791 - 5891م عقدا للمرأة خصص لمناقشة دورها في قضايا التنمية والسلام.. وشهدت العشر سنوات تحركا فاعلا على صعيد العالم.. افتتح في برلينالشرقية وقتها عام 5791م وانعقد مؤتمر بكين عام 5991م.. وفي 5002م وقفت الدول اعضاء الاممالمتحدة عند عشرية مؤتمر بكين لتؤكد على دور المرأة في تعزيز السلام ومحاربة الفقر والعمل على تمكينها من ان تلعب دوراً واضحاً في الحياة السياسية والاقتصادية، باختصار قد كان القرن العشرون بداية للاهتمام بالشرط النسوي على صعيد التقنين.. ولذا شهد القرن العديد من المكاسب للمرأة او بالاصح الانسانية جمعاء لان قضية المرأة هي قضية المجتمع. ٭ قصة اختيار يوم 52 نوفمبر يوما عالميا للقضاء على العنف ضد المرأة تعبر عن رغبة المجتمع الدولي في تخليد ذكرى الشقيقات الدومنكيات الثلاث «باتري وماريا وتريزا ماربيل».. فقد كن مناضلات ضد الحكم الدكتاتوري في بلادهن وفي بداية عام 0691م اعتقل حكم تروجيلو الشقيقات الثلاث وتم تعذيبهن واغتيالهن في الخامس والعشرين من نوفمبر ومن ذلك اليوم اطلق على الشقيقات الثلاث الفراشات الخالدات او غير المنسيات. ٭ هناك انواع كثيرة من العنف تقع على المرأة.. لكن من ضمنها الوان من العنف تأتي ضمن التقاليد والمفاهيم مثلا عندنا في السودان تتم عملية الختان.. والشلوخ ودق الشفاه من باب التجميل والحفاظ على العرض والشرف من عملية الختان ،وهذا يتطلب نوعا آخر من المحاربة تجاه المفاهيم والعادات واسبابها وهذا بالطبع بالاضافة الى الانواع الاخرى المتمثلة في الضرب والاعتداء المباشر.. والحرمان من الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. لا سيما في اجواء النزاعات وعدم الاستقرار وحالات الفقر المدقع. ٭ قصدت القول بأن مع وجود اشكال من العنف يقع على المرأة في السودان الا ان هناك ايضاً كثيراً من التقاليد والعادات والامثال والاشعار تمجد المرأة وتذم من يعتدى عليها.. علينا ان نعلي من شأن هذه التقاليد والامثال والاشعار وهي كثيرة.. مثلا الشاعر ود الفراش يقول: انا الثوب العشاري الباهي زيقو وانا فرج الرجال وقتين يضيقو انا الدابي ان كمن للزول بعيقو وانا المأمون على بنوت فريقو ٭ وهناك الصفات الحميدة التي تطلق على الرجال.. مثل عشا البايتات.. مقنع الكاشفات.. قشاش دمع الولية. ٭ نأمل ان تلاقي قضية المرأة ومحاربة العنف الذي يقع عليها بكل انواعه.. الاهتمام لان الاهتمام بقيمة المرأة كانسان هو موقف ايجابي من الحياة وتطوراتها لان قضية المرأة هي قضية المجتمع وهي تلخيص صادق لرفض كل انواع القهر والظلم وهي فوق هذا ليست ضد الرجل بل مع الرجل من اجل العدل والمساواة. هذا مع تحياتي وشكري الصحافة