عادي جدا في بلادنا المنكوبة تحت حكم الإنقاذ أن تنهب الخزنة الحكومية بواسطة المدير أو الصراف أو (الغفير) أو الوزير ، وأن تتم ترقية الحرامي إلي وظيفة أعلي بناء علي خفة يده وحرفنته . كما هو عادي جداً أن يدخل المراجع المالي لأي حتة حكومية ويقلب في الأوراق فيجد الأموال العامة بالجنيه والدولار قد صرفت دون أي مستند ولجهات أو ناس غير معروفين ، ولما يسأل عن الحاصل يقال له هذه من أسرار الدولة ولايمكن الإفصاح عن التعامل مع بعض ( الكبار ) . وأكثر من عادي أن تكون هنالك وحدة حكومية بنيت من مال الشعب وكل ميزانيتها من الخزينة العامة تتحول بين ليلة وضحاها إلي شركة خاصة يحصل عليها مسؤولون بالدولة بالمجان . وعادي بالزبادي أن تروح 3.7 مليار جنيه ( يعني 3.7 تريليون جنيه قديم ) من مال القروض والمنح في ستين داهية ، وأن لا تكتب في أي دفتر أو مستند ولا تظهر في حسابات الحكومة ومن هذه الأموال مسحوبات منحة وزارة التعاون الدولي بمبلغ 721 مليون جنيه التي لم يعرف المراجع العام أوجه صرفها ومنحة دولتي قطر والجزائر التي اتلحست . وعادي بالطريقة الصينية أن تستولي شركة البترول الصينية علي 290 مليون دولار من قروش البترول علي حد المثل الانتهازي كلنا حرامية ولا ترجع لأن زيد أو عبيد يريدها مستورة . ومما هو عادي في زمن الإنقاذ أو قل زمن اللفح والهبر أن يحصل عدد ألف متعاقد بالخدمة المدنية علي 53.4 مليار جنيه في السنة ، أقسم الجملة علي العدد يطلع نصيب كل واحد منهم في السنة 53.4 مليون جنيه ، أقسم علي 12 شهر لتجد ماهية كل منهم تساوي 4.4 مليون جنيه في الشهر يعني 4.4 مليار جنيه قديم . ولما كان الحد الأدني للأجور يساوي 300 جنيه ، فإن ماهية أي متعاقد من هؤلاء يمكنها أن توظف 14833 زول عاطل عن العمل وأضف لمعلوماتك عزيزي القارئ أن كل المتعاقدين الخصوصيين هم كيزان من الدرجة الأولي . وفي زمن سقوط الطائرات ونوم الرادارات تتعاقد هيئة الطيران المدني مع خبيرين أجنبيين بمبلغ 607 ألف دولار سنوياً أي ما يعادل 3.6 مليون جنيه ( جديد ) ، مما يجعلنا نشك في أن الطيران المدني السوداني يخطط لغزو الفضاء . دا كلو عادي أما غير العادي فهو أن يصرف ديوان الزكاة علي مشروع حصر الفقراء والمساكين مبلغ 6.4 مليون جنيه يعني 6.4 مليار جنيه قديم دون إرفاق فواتير نهائية أو استكمال المستندات ، ولو صرف مبلغ الحصر علي الفقراء أنفسهم لكانوا الآن في بحبوحة من العيش . دي كلها المناظر أما الفيلم ففي العدد القادم انتظرووووني الميدان