[email protected] إنتهى طبخ الدستور في مصر بواسطة الإسلاميين أو جماعة الإسلامي السياسي وفي إنتظار إكتمال الغفلة أو إستغفال الشعب للإستفتاء عليه. فطالما وجدت الإسلاميين فإنهم يريدون صياغة الدستور على فهمهم ومنهجهم الوصائى والإقصائى. متناسين أن الدستور هو: " آمال، وتطلعات، وأحلام، كافة أفراد الشعب، معبر عنها بصياغة قانونية.. وهو المبادئ العامة، التي ترسم صورة العلاقة بين المواطن والدولة، وبين مؤسسات الحكومة المختلفة مع بعضها البعض...والدستور هو القانون الأساسي، الذي يوفر لكل مواطن الحق الأساسي، حق الحياة وحق الحرية.. ". كما عرفه الدكتور عمر القراى فى مقالاته "الدستور". أي الدستور يحمي الدولة من عبث العابثين، ولا يغلب فئة على فئة وإن كانت أقلية، ويحمي حقوق الناس والمواطنين بجميع إختلافاتهم ويضع خط أحمر للإحتفاظ على التعايش السلمي في الدولة وحفظ حقوق تلك المواطنة. عند صياغة الدستور تحدث الكثير من عقلاء المصريين عن الطريقة التي يصاغ بها هذا الدستور. وأذكر هنا كلمات الكاتب والروائى المصرى يوسف القعيد: "أن الطريقة التي تم بها تأسيس لجنة وضع الدستور غير مطمئنة على الإطلاق، فليس هناك من هو ضد الإسلام، لكننا ضد الانفراد بكتابة الدستور. هناك خشية على الحريات العامة والإبداع. سلوكيات هذا التيار تشكل تهديدا حقيقيا للحريات، والضمانة الوحيدة أن يكون من بين أعضاء اللجنة فقهاء دستوريون ومثقفون ومفكرون يمثلون أطياف المجتمع المصري، وما يثار عن الاستعانة بالبعض من خارج اللجنة في لجان الاستماع هو أمر أقرب للترقيع". ويضيف القعيد "الدستور من ثوابت الأمة، أما البرلمان فهو متغير، فكيف يضع المتغير الثابت؟!" انتهى. أما الآليات التي يستخدمونها للإستهبال وإستغفال الجمهور هو أن دستورنا القرآن و هو دستور الشريعة!. ولا تنسى أيضا هذه الآليات لتفزيع وتخويف المعارضين كما نكرر. فالقرآن الكريم لا يمكن أن يكون دستورا بالمعنى الحرفي الذي يريدون به إستغفال وإستعطاف الناس. لأن القرآن أصلا هو خلق وليس دستورا. ولكن عندما نأتي إلى كيفية كيف ترجم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلى ميثاق، ولنعتبره مجازا دستور، ترجم خلقه القرآن في هذا الميثاق بحيث مثلا كان ميثاق المدينة الذى وضعه الرسول صلى الله عليه واله وسلم نص يحفظ حقوق الحريات والتعايش السلمى بمختلف الطوائف. فقال صلى الله عليه وآله وسلم: (وأنه لا يحول هذا الكتاب دون ظالم أو آثم، وأنه من خرج آمن ومن قعد آمن بالمدينة إلا من ظلم أو آثم، وأن الله جار لمن بر واتقى، ومحمد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)). لاحظ أنه صلى الله عليه وآله وسلم لم يرهب ويفزع الناس بدستورنا القرآن أو سنطبق الشريعة بالنص وغيرها من هذه التراهات. فالشريعة للإحتكام ونبذ الإختلاف وهي عادلة حتى لغير المسلم لأنها تراعي حقوق الأقلية. وهناك كثير من القصص فى خلافات كانت بين مسلمين ويهود و حتى كافر فأنصفت الشريعة غير المسلم. ولإلتباس مفهوم الشريعة لدي الكثير ولمكسبهم السياسي يصيدون دوما في هذا الماء الذي يعكرونه حيث لا يتم التوضيح للناس إن الشريعة هي أساسا ليست نمط للحكم فحسب وإنما هي التقيد بالعبادات وإحترام المعاملات. والعبادات من الصلاة والزكاة والصوم والحج، و المعاملات من زواج وطلاق وخلع إلى مواريث وبيع وشراء ومعاملات مالية، ثم أخيرا العقوبات الجنائية التى تشمل الحدود، لكن ليست كلها الحدود. إذا الشريعة هي أن تطبق هذه المقاصد والحدود فى النفس أولا. فمثلا ((ولا تباشروهن وأنتم عاكفون فى المساجد تلك حدود الله فلا تقربوها)) [البقرة:44]. فإذا كنت لا تطبق عدم المباشرة أو هذه الشريعة فى نفسك فمن الصعب أن يفرضها عليك أحد إذا لم تلتزم بها. ((أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون)) [البقرة:44]. إذا الشريعة هي مسئولية كبرى للفرد وهي إلتزامه بالأخلاق. فإذا كان الشخص يلتزم بالشرع أمام الناس ويرمي ذلك وراء ظهره عندما يخلو بنفسه فهذا عين النفاق. أما الحدود جاءت للتحذير أكثر مما جاءت للتنفيذ وهذا من رحمة الله عز وجل، ومن عظمة التشريع الإلهى أن يدرأ الحدود بالشبهات فتظل قادرة على ردعك عن ارتكاب الجريمة. فمثلا في الزنا من الصعب جدا إثبات هذا الجرم إلا بالإعتراف به. والإعتراف به معناه أن المعترف به قد إلتزم بالشرع والشريعة ليطبق عليه الحد. وبرغم هذا يستمروا بالعبث!. لأن الإسلاميين مثل جماعة الزار أو الجن الأحمر والعياذ بالله، في الزن الأمر من السحر. أبسط مثال إنهم يبرزون لكل الناس أنهم ملتزمين بالشريعة ولكن عند الحكم أو الزار وفي أقرب ملف ينبذون إلتزامهم، يذبحون الدجاجة، ويتغوطون على هذه الإلتزامات ثم يبيحون لأنفسهم ما حرموه على غيرهم بحجة الضرورات تبيح المحظورات. فهل سينجحوا في مصر في تمرير دستورهم المفصل على مقاس اللولية المصرية، كما ينصب رصفائهم الخيمة منذ أربعة وعشرون عاما دغمسة ومازالوا يرقصون ويغنون على الأنغام البالية ويصيحون كل مرة فجأتن: دستوركم يا أولاد ماما!.