[email protected] أحيانا كثيرة يكون المصاب أكبر من حجم الكتابة .. مهما كتبتَ لن تساوي كتابتك مقدار دمعةٍ تتحدر بثقلٍ على وجنةٍ حَفَرَ البؤسُ و الأسى فيها عميقا .. دمعة دفعتها ليس جرح الجسد و لكنه جرح الروح .. جرح الاستهداف الصريح ..جرح الطعنة النجلاء بإلالغاء الآدمي و عدم الاستحقاق الإنساني في مشاركتك ذات الأرض و ذات الهواء .. ما أصعب أن نعجز عن البكاء .. عن أن نطلق الصرخة التي نرغب لو تكون سلما للروح إلى السماء ؟ تالله عضة الجوع أرحم من أن تتصدق علي بازدراء .. أنت لم تأخذ مني علبة ألوان .. أنت لم تحرمني قلم رصاص .. أنت لم تحرمني أن أرسم .. أنت لم تؤلم خدي بلكم و صفع .. أنت لم تشوه صورتي بحلاقة و قص ..أنت لم تقلق نومي و تزرع الرعب في صدري..أنت أخذت مني ما لا يسترد .. و كتبت لافتة عليَّ لا تمحوها الأزمان .. ظاهرة عليَّ يراها حتى العميان .. أنت حكمت عليَّ ألا أرفع رأسي أبدا لأرى السماء .. حكمت علي بطأطأة أبدية .. حرمت عليّ ألا أعرف دربي أبدا للمرآة .... حكمت علي ألا أنظر في وجه أبي .. ألا أنظر في وجه أخي .. لا أعرف كيف أشكو إليهما بالكلمات و أجهل الشكوى إليهما حتى بالصمت .. أنت ببساطة سلطت الضوء على مأساتي و دعوت الناس كل الناس للفرجة أني خطيئة .. أنت ببساطة حكمت عليَّ ما بين الموت و اللا الموت.. بتُّ أتدلى من حبل مشنقتك كل حياتي .. ما ذنبي؟ لا أقدر أن أبوح بذنبي لا أقدر أن أصرخ لا أقدر أن أتكلم لا أقدر أن أصمت لا أقدر أن ألغي حياتي. قطعا أنت لا تجهل أن الحيوان لا يأتي أمه لا يأتي أخته .. أيغدو الحيوان أرفع قدرا من الإنسان؟ و حين يفعل مع حلائل الإناث له .. لا يشترك في الفعلة اثنان .. لا يأتيها في كل الأزمان .. لكنك ذئب كلب إلا إني اعتذر لهما فلقد شتمتهما إذ شبهتهما بالإنسان .. أتريدني أن أخرج للشارع و أصيح بأعلى صوتي حتى تصدقني بأني مغتصبة؟ أتريدني أسقط متوسلة أمام قضاتك ذوي القلوب الأسمنتية؟ أتريدني أفتح بوابات محاكمك الحديدية؟ آه فيداي جد واهنتان فلقد أمضيتا الليل الطويل ترفعان عن جسدي أثقالا .. لا أرضى أبدا أن أمنح فيلما مجانيا لمأساتي و أساتي .. لا أرضى أن أكون مادة صحفية يقرأها ببرودة دمّ كل جبان .. مستلق يمص عصيرا يحسب أني لست إلا مثل كل الأفلام من هوليوود! لم يؤلمني مغتصبي مثلما آلمني صمتك .. أقسم أنكما في الجريمة سيان .. نفسُهُ دنيئة لا تحتاج إلى برهان .. و لكن ما بلك أنت؟ ما بالك أنت يا صاحب الشارب فوق الشفة العليا .. ما بالك أنت و اللحية من ذقنك تتدلى؟ ما بلك أنت يا من يتعمم بأمتار و أمتار عن نصرتي تتخلى؟ أرجوكم لا تشفقوا عليَّ .. ما الشفقة إلا طعنة أخرى .. و جسدي ما بقي فيه باق ٍ فقد أمضى مغتصبي الليل جميعه به يتسلى .. حراً طليقاً راح مغتصبي و أنا في جمر سجني باقية .. يا شعبا عن أمه يتخلى.