[email protected] باتت. اساطير الانقلابات تسيطر على احاديث المدينة وجلسات الساسة والعموم.. فاصبحت الموضة ان يطل علينا كل يوم عبر الصحف او ايا كان وسائل الاعلام مساعد الرئيس ذلك الرجل البائس نافع على نافع ليحدثنا عن محاولة تخريبية او إنقلاب خطط له بليل من قبل ضباط قوات مسلحة ولكن اجهزتهم ومليشياتهم احبطته.. فتارة استعان الإنقلابيون بدجاجة حمراء اللون ومشعوذ.. وتارة بطابور خامس.. ولكن الواقع ان كل تلك الاساطير والروايات لا تتجاوز مخيلة الرجل ونظامه المتهالك.. وإذ اصبح اهل الانقاذ ومن تبقى منهم بعد التشظي الاخير عقب مؤتمر الحركة الإسلامية الذي نسف النظام, اصبحوا يحاولون إيهام الشعب السوداني الذي بدأ يتململ من سياساتهم الخرقاء بأنهم مازالوا اقوياء ولديهم اجهزتهم الامنية والإستخباراتية التي تحبط اي محاولة للإنقضاض على نظامهم وتقتلها في مهدها. فبعد ان تفاقم الصراع حول الكيان الخاص او مايسمى بالحركة الإسلامية وغضب كثير من القادة المؤثرين على قطاعات واسعة في نظامهم وابتعادهم عن محاولات إنقاذ سفينتهم التي على وشك الغرق، إنتقل الصراع إلى مؤسسات اكثر حساسية.. والملاحظ ان خبر المحاولة الإنقلابية التي احبطتت قبل يومين على حسب رواية نافع.. نفاه الجيش عبر ناطقه الرسمي العقيد الصوارمي.. وهو امر لافت للنظر.. كيف يصرح مساعد الرئيس الرجل ذو النفوذ نافع بشيئ مثل هذا ثم تجعله المؤسسه العسكرية الضعيفة والتي يسيطر عليها الكيان السياسي تبدي نافع كاذبا امام الرأي العام المحلي والدولي.. وهو ما يؤكد ان الجيش قد سئم اكاذيب سدنة النظام.. ومل محاولات اقحامه المستمرة في تصفية الحسابات الشخصية.. الامر الأكثر خطورة هو انتقال الصراع وتفاقمه داخل المؤسسة المقدسة للإنقاذ وهي جهاز الأمن والمخابرات.. خاصة بعد اعتقال مديره السابق صلاح قوش الذي يمتلك كتائب استراتيجية مهمة جدا داخل الجهاز معروفة بإنتماءها لمنطقة جغرافية ينحدر منها قوش.. وما يتناثر من اخبار ان هذه المليشيات متملمة مما يحدث إذ انها تدين بالولاء للزعيم السجين.. كل تلك المعطيات تؤكد ان النظام بات هشا بما يكفي للإسقاطه.