بالمنطق الضحك (شارطهم)..!!! صلاح الدين عووضة [email protected] * استفزني جداً استطلاع عن السعادة أجرته مؤسسة (غالوب) الأمريكية.. *فقد (طلع) الشعب الكويتي هو الأول عربياً ، وال(15) عالمياً.. * (يعني) هو أكثر شعوب العرب سعادةً.. *(طيب)؛ أين شعب السودان بافتراض آننا عرب ؟!... *فلا يمكن أن يكون الكوايتة أكثر سعادة منَّا من واقع طبيعة الأسئلة الواردة في الاستطلاع المذكور.. *فالأسئلة المطروحة هي: *هل تشعر بالسعادة؟... *وهل تجد الاحترام والتقدير؟... *وهل تشعر بالراحة النفسية؟... *وهل تضحك وتبتسم كثيراً؟... * والأسئلة هذه وُجِّهت إلى نحو (150) ألف شخص من - مختلف أنحاء العالم - ليس من بينهم سودانيون بالتأكيد.. *فربما استبعد القائمون على أمر المؤسسة المذكورة أن يكون السودانيون سعداء ب(العقل كده).. *أو ربما ظنوا أنَّ السعادة محصورة في القلة القليلة الحاكمة وحسب بينما الأكثرية في منتهى التعاسة.. *أو ربما ربطوا بين إمكان الشعور بالسعادة وتقارير الشفافية الدولية التي تصنفنا (الطيش) دوماً.. *وإذا صدقت توقعاتنا هذه فإن (غالوب) تكون قد ارتكبت خطأً (علمياً) فاحشاً.. *والدليل على صحة كلامنا هذا أن المصريين - مثلاً- لم يكونوا يكفون عن الضحك في زمان ما قبل(الإخوان).. * كانوا سعداء جداً - المصريون- إلى درجة أن أُطلق عليهم مسمى( شعب ابن نكتة).. *صحيح أن أي واحد منهم - عدا (المُرسيِّين) بالطبع- يبدو الآن وكأنه (شايل طاجن ستو) ولكنهم لم يكونوا كذلك في السابق.. *فإلى غاية أيام الثورة كانوا (مفرفشين خالص) و(آخر انبساطة) رغم الرصاص والبمبان وموقعة الجمل.. *فهذا يحمل لافتة كُتب عليها( استقيل إيدي وجعتني)، وذاك يحمل أخرى كُتب عليها (استقيل مراتي وحشتني)، وثالث يحمل واحدة كُتب عليها (ارحل يعني إمشي يمكن ما بفهمشي).. * وتماماً مثل (الحالة) التي كان عليها المصريون آنذاك هي (حالتنا) نحن الآن.. *فكيف يكون الكوايتة أكثر سعادة منا - نحن السودانيين- إذاً؟!.. *ولو أن عضواً بمؤسسة (غالوب) كان قد كلَّف نفسه عناء الحضور إلى بلدنا لما تم استبعادنا من قائمة الشعوب الأكثر سعادة.. *ولكان العضو هذا رأى بأم عينيه كيف أن السودانيين سعداء إلى حد (الجنون).. *وكيف أن الضحك (شارطهم)!!!!! الجريدة