نظرة قاتلة من... أبو عين حارة منتصر نابلسى [email protected] هناك بعض الاسرار التى لايتمكن الانسان ان يجد لها تفسيرا منطقيا، ولايمكننا ان نصنفها تصنيفا علميا ثابتا... او ناطرها تاطيرا محدد ومحسوبا ..او نخضعها لاحتمالات فيزيائية او سايكلوجية مؤكدة... جميعا نعلم ان بعض من الناس لديهم تاثير قوى، من خلال نظرتهم يمكنه ان يؤذى غيره، بمجرد التامل بالعين، ولا يستبعد بان مثل هؤلاء الاشخاص قد يؤذى نفسه او اقرب الناس اليه...نسميها العين الحارة او الساحرة او الحاسدة وعلى كل حال... ومهما اختلفت المسميات فهيا جذوة شيطانية خبيثة وضارة ولها اثر بليغ اومدمر.... يستمتع حسن بالجلوس امام بقالته ،ويرسل النظر مستطلعا ،يسوقه الفضول وينازعه حب الاستطلاع يتفرس عبر نظارته السميكة ،ولا تستطيع شاردة او واردة ان تتخطى او تخرج من دائرة مجاله الرادارى الرهيب، يرمى عبر سهام نظره سحر يطلقه بكبفية ما ....وكان اكثر ماتستلطفه رؤية نساء الحى، يحاول ان يشبع احساسه بامعانه وتفرسه وتأمله، حتى الاكتفاء....كانت عيناه لاتخطىء المرمى غالبا ... عرف بين اهل المنطقة ابو عين حارة فقد كانت سهامه تمضى كالطلق النارية لاترتد الا وقد اردت فريستها.... يحاول البعض ان يسرع فى خطواته عندما تسوقه اقداره امام بقالته ....ولا غريب ان رايت من يهرول هربا اتقاء شر نظراته والبعض قد يبادره ياشيخ حسن قول ماشاء الله قول ماشاء الله... وغالبا ما يغير احدهم اتجاهه اذا ما لمح شبح حسن جالس على كرسيه... ومنهم من يبدأ بقراءة المعوذتين اويكثر من البسملة والحوقلة ...عساه ان يتخطاه سالما معافا لا تصيبه تلك العين النافذة... يقال مرة وقع نظره على فتاة وهى تعبر الطريق فتامل باعجاب مفرط ،رقة مشيتها، ودلال خطواتها ،وغنج انوثتها.. فلم تبلغ المسكينة الطرف الاخر من الطريق الا وقد اصطدمت بها دراجة مسرعة كسرت احدى قدميها.... وقد تمعن فى ابنته العروس وهى ترقص فى حفل زفافها فكانت اخر رقصة لها .... ويقال انه اعجبه بيت قد ابدع المهندس فى تشيده وبناءه... فقال لمن معه كانه قصر الملك فاروق ... فلم يروا البيت فى اليوم التالى الا اطلالا مهدمة... يقال انه كان من ضمن الحضور فى مناسبة تمت دعوته لتناول وجبة العشاء ، دخل بيت المناسبة ...يسابقه بصره الليزرى، مخترقا كل ماحوله متقحصا كل ركن فيه يغالبه القضول وقد بهرته الوان الطعام واصنافه، ولكن من اول لقمة يمدها الى فمه سقط مختنقا فأخذوه الى المستشفى وتم اسعافه... واتضح فيما بعد انه لما جلس لتناول العشاء، الفاخر فى تلك الليلة قال فى نفسه وهو ينظر بشغف وشراهة لمائدة الطعام، كانه طعام الرؤساء والوزراء فخنفنته اللقمة وكادت ان تهلكه....و لم تسلم حتى الدواب من شر نظره فقد سقط حمار على العربجى... يوم جلب بضاعة لبقالة حسن فما غادر الحمار من امام المحل .. الاوهو مسحوب الى مقره الاخير بدون حراك ... وكان سببا ان اقسم على العربجى بأن لا ينقل الى بقالة حسن بضاعة مرة اخرى مهما دفع... اعتاد سماع حفلات الافراح من بعيد احيانا ،وهو فى بيته وقد صادف وان حضر مغنى رخيم الصوت، فاعجبه اعجابا صوته شديد ورغم ان حسن لم يشاهد المغنى بعينه لكن لم يسمع احد صوته بعد تلك الليلة .... ارغمت الشيخوخة حسن بان يبقى بعيدا عن الاجتماعيات... الا ان ما يحكى عنه من قصص ومواقف بعضها حقيقى والاخر اضافات اسطورية... فرغم ذلك ظل بصره المهلك موضع رهبة وتخوف ...من جميع اهل المنطقة ....والى يومنا هذا ...