[email protected] (أ) في الاخبار الاسفيرية أمس ورد بلاغ من حركة العدل والمسواة يقيد بأن عناصر الجبهة الثورية قد تمكنت من الانتشار في بقعة اوسع بسيطرتها على مناطق (جرهمان وتوم بشارة وزرنقة ودردوق وانضراب والصافي وعبيد والجلة،) وهو الخبر الأصل موضوع مقالنا .. (ب) تعالوا لننظر الى الخبر بحسب وروده في الصحف الالكترونية الصادرة صباح أمس , وسنختار صحيفة الخال الرئاسي كنموذج فكيف كان نشر الخبر عبر (الانتباهة ) , تفضل بالقراءة عزيزي الكريم : {مجموعة اطلقت على نفسها اسم «أبطال كردفان» هاجمت يوم امس «أم زميل وعبيد» بمحلية غبيش و«دردوق والزرنخ» بمحلية ود بندة في ولاية شمال كردفان وذكرت الصحف أن القوة قوامها أربعون عربة لاندكروزر محملة بالسلاح واستولت على كميات وقود كبيرة وأُحرقوا مركز الشرطة في منطقة أم زميل وأن القوة نجحت في تعطيل أبراج الاتصالات بمناطق دردوق والزرنخ بعد ان استولت على وقودها وبطارياتها الا انهم استجابوا لاحقا لمناشدة شيخ القرية محمد الشرتاية ارجاع البطاريات باعتبار ان تعطل الاتصالات يضر بالمواطنين.. وذكرت الصحف ايضا انهم اقاموا «مخاطبات سياسية» اكدوا فيها انهم لا يتعرضون لممتلكات المواطنين، وقد ذكرت صحيفة الانتباهة التي يملكها خال الرئيس أنهم «قاموا بتفتيش منزل كاتب محصولات إدارية دردوق إبراهيم حسن بدوي واستولوا على مبلغ ألفي جنيه وشنطة زواج تخص نجله ونهبت أمتعة المنزل» بحسب ما اوردته الصحيفة} (ج) العقيد الصوارمي بدلا من ان يعلق على الحدث كناطق رسمي نازعته نفسه الأمارة بالكذب ليعود الى صفته كناكر للأحداث فماذا قال صباح الأمس , تابع معي عزيزي القارئ : {قال الصوارمى فى تصريح لوكالة السودان للانباء مساء اليوم أنه بالرغم من وجود التمرد ببعض أجزاء ولايتي دارفور وجنوب كردفان الا ان القوات المسلحة تسيطر سيطرة كاملة على المداخل والمخارج بهذه الولايات وان المتمردين يتنقلون بين الكهوف والمغارات والجبال والمخابئ كما فى جبل مرة فى دارفور وجبال النوبة فى جنوب كردفان هرباً من القوات المسلحة ، موضحا ان يد القوات المسلحة ستطال كل الخونة والعملاء.} (د) ركز البشير في خطابه يوم الاستقلال وهو يفتتح تعلية خزان الرصيرص في النيل الأزرق على مخاطبة الحركات الثورية وطلب منهم وضع السلاح ونادى بالاتفاق مع حامليه , بل دعاهم صراحة الى المشاركة في وضع الدستور والانضمام للعمل مع المسئولين ومشاركتهم في صنع التنمية المزعومة ( راجع خطاب البشير 1 -1 - 2013 ) وأنا أكتب هذا المقال ورد في وكالة الانباء السودانية مايلي : { دعا الدكتور الحاج ادم يوسف نائب رئيس الجمهورية حملة السلاح للعودة لارض الوطن للانخراط في مسيرة السلام والتنمية والمشاركة في الانشطة الاقتصادية وعملية رتق النسيج الاجتماعي . ودعا لدي تراسه اليوم بالقصر الجمهوري اجتماع اللجنة العليا للمشروع الشبابي للبناء الوطني الشباب السوداني الي التركيز علي خدمة قضايا الوطن وامنه واستقراره ونادي وسائل الاعلام والجهات ذات الصلة للاهتمام بمحاور المشروع في جوانبه المختلفة مشيدا فى هذا الخصوص بجهود الشباب في القطاعات المختلفة .} مدخل الخروج : هل فهمت شيئا اخي القارئ !؟ حسنا سأساعدك في ربط الأحداث دعنا نتابع فقرة بعد أخرى ولنبدأ بالترتيب.. الفقرة (أ) هي موضوع خبر عادي ورد على لسان الجنرال بدوي موسى الساكن كناطق رسمي لحركة العدل والمساواة من الأراضي المحررة وهو خبر طبيعي لاغبار عليه ولكن من المهم أن نذكر ان احداث وتفاصيل الخبر قد حدثت قبيل خطاب الرئيس بسويعات قليلة حسب مصادر مطلعة .. بينما الفقرة (ب) هي علامة الاستفهام الكبرى في حيثيات موضوعنا , ولو كان نشر الخبر من اي صحيفة أخرى مصادمة للنظام لكان الأمر مقبولا نوعا ما , ولكن الانتباهة - ورغم اختلاف بعض كتابها مؤخرا مع النظام - لم تنشر أخبار الحركات الثورية من قبل الا مع بهارات التضليل ومنكهات الخداع خصوصا في مناطق دارفور وكردفان والنيل الأزرق , فما الذي حدث وجعل الخال يسمح بنشر مثل هذا الخبر .. ورغم ادعاء الصحيفة الى ان المجموعة استولت على مبلغ الفي جنيه وشنطة زواج من احدهم - وهذا غير مقبول - الا ان الخبر حمل تفاصيل لا تتفق مع سياسة الصحيفة منها ان المجموعة لم ولن تتعرض للمواطنين وانها استجابت لمناشدة احد الشيوخ باعتبار ان في استجابتهم فائدة للمواطن ( الأغبش ) . ورغم هذا هو الوضع الأقرب للصواب ولا أستغربه على رجال العدل والمساواة , الا أنني استغرب طريقة نشر التفاصيل وهي التي اختفت من كل الصحف حتى المعارضة منها وجعلت الصوارمي يتوارى خلف بيان كاذب , فما حقيقة العلاقة الحالية بين الخال الرئاسي والفصر الرئاسي حاليا !؟ هذا ما ستكشفه الأيام القليلة القادمة فقط عليك وعلينا بالصبر أخي القارئ .. العقيد الصوارمي وتصريحه في الوارد في الفقرة (ج) لا تعليق عليه فقد تعودنا على بيانات الناكر الرسمي التي دائما ما تأتي بعكس الوقائع , ونصيحتي لك اكررها ( ان أردت معرفة الحقائق فما عليك الى البحث عن بيانات واقاويل الصوارمي وعكس فحواها ) نأتي لخطاب الرئيس البشير ونائبه الحاج ساطور , تذكر معي ايها القارئ الكريم ان البشير توعد الحركات المسلحة بالقضاء عليها أكثر من تسع مرات خلال عام 2012 , ووعد المواطن ثلاث مرات خلال نفس العام بأنه سيصلي في كاودا ويخلص البلاد من شرور التمرد ( بحسب قوله ) , ولا تنس ايضا ان الحاج ساطور ظل يأمل في دحر الثوار ويعد العدة لهم حتى الايام الاربعة الماضية ! فما الذي حدث بين يوم وليلة وجعل من الرئيس ونائبه دعوة الحركات المسلحة بكل اللطف لوضع السلاح والخضوع الى طاولات للتفاوض والمشاركة في وضع الدستور القادم ..!!؟ هل هي الهزائم التي تكررت وكبدت القوات المسلحة خسائر فادحة في الانفس والعتاد .. أم أن اتحاد القوى الثورية والمعارضة سبب هاجسا للبشير وعصابته .. الوضع بصراحة وبشفافية في دارفور من جهة وفي كردفان من جهة اخرى أصبح بعيد جدا عن سيطرة الدولة خاصة بعد توزيع المهام عبد الواحد في( التحرير) الجبهة العليا , والعدل والمساواة في جبهة شمال كردفان وما جاورها حيث أصبح التوسع في المناطق المحررة اكبر واكثر انتشارا , والحكومة والجيش يتخبطان بين الدفع بالتضحيات والدعوة الى وضع السلاح , ولعل القارئ بحصافته يدرك أن السبب الأول في تكرار الهزائم ساعة بعد ساعة ماهو الا تضييق نطاق الجيش وتسييسه ووضع جهات استخباراتية تتبع للحزب الحاكم كمراقب للقوات المسلحة , وفي ذات الحين فان الابرياء من العزل في مناطق العمليات هم السبب الرئيسي لتأخير حسم الصراع العسكري هناك .. نسأل الله ان يحفظهم ويعيد اليهم الأمن والاطمئنان , وان يقضي على الظلم والظالمين , وان يغطي المواطن الغلبان بغطاء الستر والامان .