[email protected] بأي استقلال تحتفل يا نافع ! بأي استقلال تحتفل يا طه ! بأي استقلال تحتفل العصابة ! بأي حق يحتفل اللصوص الذين سرقواالاستقلال في جنح الظلام،ثم باعوه بأبخس الأثمان!ألا تستحون ! وهل يستحي اللصوص ! هل بيع جنوب الوطن بكل خيراته من الاستقلال في شيء ! أرجو أن تكونوا قد أضفتم ذلك إلى إنجازاتكم الخارقة في عيد الاستقلال . هل تمزيق أوصال البلاد وتشريد أهلها من الاستقلال في شيء ! قل لي بربك بأي استقلال تحتفل يا نافع ! هل شهدتم كتابةالظلم والفساد في وثيقة في الاستقلال الأولى !ستكتب شهادتكم وتسألون .ألا تستيقظ ضمائركم – إن كان لكم ضمائر – ولو لحظة واحدة ، لتحاسبكم قبل أن تحاسبوا . ماذا فعلتم بهذا البلد؟ وماذا تريدون أن تفعلوا ؟ سؤال يجعل الحليم حيران . أليس لكم قلوب تفقهون بها ،أو أعين تبصرون بها ، أوآذان تسمعون بها ! تسترتم بالدين ثلاثاً وعشرين سنة عجافاً، فكشف الله ستركم ، حتى رأى عوراتكم كل أعمى ، وأسمع كذبكم كل أصم ، وأنطق ظلمكم كل أبكم ، وأزكم فسادكم كل أخشم . سيذكركم التاريخ قطعاً ، ولكن أبشروا ليس في الاستقلال أبداً .سيذكركم التاريخ في مزابله ، باللعنة ، والخزي ، والعار . سيذكركم كلما ذكر التشريد والجوع ، والحرب والدمار ، سيذكركم كلما ذكر الظلم والفساد ، وكوارث الطائرات ، وزيارات بني صهيون لنا ، في الصبح والمساء ، في المدن والعراء ، فبأي استقلال تحتفلون ، ألا تستحون ! باستقلال الجنوب ، أم باستقلال دار فور ! باستقلال النيل الأزرق ، أم باستقلال جنوب كردفان ! باستقلال ......... ، أم باستقلال السودان الذي كان ! بأي استقلال تحتفلون ! ألا تستحون ! ستقفون في يوم مشهود ، قريباً – بإذن الله تعالى – في الدنيا قبل الآخرة ، لتجيبوا على كل هذه الأسئلة ، وغيرها ، أمام هذا الشعب حين يستعيد استقلاله . ستقفون كما وقف الظلمة والطغاة من قبلكم قريباً ، و ما إخوة الجوار منكم ببعيد . فبأي عيد تحتفلون ! ألا تستحون ! وهل أبقيتم في حياتنا عيداً نحتفل به !وهل فعل الاستعمارالبغيض ما فعلتم بنا ! تشربون أنخابكم من دماءالملايين ، وترقصون !تأكلون أقوات اليتامى والمساكين والأرامل ، وترقصون ! تقيمون جمعيات - تسمونها خيرية ظلماً وكذباً – من دواء المرضى ، والفقراء ، والمعاقين ، وترقصون ! تدمرون البلاد بطولها وعرضها ، وترقصون ! تنشرون الانحطاط و الانحلال والبدع باسم الدين ، وترقصون ! يا ليت شعري متى تستحون ! واختم بطرفة ، فشر البلية ما يضحك . روي عن سهيل بن عمرو رضي الله عنه ، أنه وقع في قبضة قطاع طرق ، فسلبوا ما معه من مال وًطعام ، وكانوا جياعاً ، فجلسوا يأكلون ، فلفت نظره أن أحدهم قد تنحى جانباً ولم يأكل معهم ، فسأله ، لماذا لا تأكل معهم ؟ فقال : إني صائم !!! قال تعالى : ( قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يسبون أنهم يحسنون صنعاً ) يتبع ....