[email protected] عندما رأيت هذا الشيخ الشاب الوقور العالم ، وسمعته لأول مرة ، أيقنت أن السودان قد ولد فيه شيخ رباني لا يخشى في الله لومة لائم ، ولكن هذا الحلم لم يطل ، إذ سرعان ما استطاعت عصابة الإجرام سرقت هذه الموهبةالفذة ،وتجيرها لتبرير فسادها باسم الدين كمايفعل البوطي وغيره لتبرير قتل أهلنا في الشام. حتى أنت يا عبد الحي ! ألا ترى الفسادالذي ملأ كل شبر من أرض السودان ؟ ألا تشم رائحة الإنحطاط والإنحلال التي أزكمت كل أخشم ؟ ألا تسمع أصوات الفقراء والجوعي وأنات المرضى التي أسمعت كل أصم؟ لماذا تكون ظهيراً للمجرمين ؟ سمعت هذا الشيخ الذي أحبه كثير من الناس قبل أيام ،في أحدالمؤتمرات ، يمدح عمر القشير كأنه يمدح عمر بن عبدالعزيز! ألا تخشى يا شيخ أن يسألك الله عن هذه الكلمات يوم القيامة؟ إذا كنت لا تسمع ولا ترى مايحدث بأهل السودان ، ألا يكفيك أن هذه العصابة تؤيد وتدعم طاغية الشام في قتل إخوانك السنة؟ ألا يكفيك ياشيخ أن هذه العصابة تؤيد وتدعم النظام الصفوي في إيران ، الذي يكفر كل أهل السنة ؟ وتفتح له كل أبواب السودان لنشر مذهبه الخبيث ؟ عندما تفكر يا شيخ في مدح أحد هؤلاء المجرمين ، تذكر أمانة العلم التي تحملتها، تذكر الجوعى ، تذكر المرضى . تذكر اليتامى و الأرامل ، الذين تسبب هؤلاء في أوضاعهم ، ثم تنصلوا من كل شيء ، وباعوا ثلث أرض المسلمين من أجل حماية أنفسهم وكراسيهم من أمريكا، و أكامبو ، ولم يعلموا أن ألذي يحمي هو الله ( نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون) ، تذكر المظلومين والمعتقلين ، إن كنت لم تذق مرارة الجوع ، ولا ذل الفقر ،ولا غياهب السجون ، و لا حسرة اليتم والترمل ، فأعلم أن كلمات المدح التي تطلقها زوراً وبهتاناً علمت أو لم تعلم تقع في قلوب كل هؤلاء خناحر تمزق ما بقي منها، ثم تذكر : ( واحثوا في وجوه المداحين ........ ) .