حروف ونقاط ماسونية بالبيبسي النور أحمد النور مفهوم منظمات المجتمع المدني لم تكن بالظاهرة الجديدة علي السودان،حيث عرفت بمنظمات المجتمع الأهلي قبل الاستقلال وكان لها دور بارز في إنشاء المدارس الأهلية والمشافي والأندية الرياضية والثقافية وغيرها، وبمفهومها الواسع تشمل الأحزاب والمنظمات والاتحادات والنقابات. كلمة أهلي كانت أقرب للوجدان والمزاج السوداني لذلك تفاعلوا معها في المقاصد بالتبرعات، وقد تصدى مؤتمر الخريجين الذي تشكل في الثلاثينات للجوانب الاجتماعية والسياسية وكان من أوائل المنظمات الأهلية أو المدنية بمفهومها الحالي. ونشطت تنظيمات المجتمع المدني الفاعل في الساحة السياسية والاجتماعية في أكتوبر 1964م عندما قامت جبهة الهيئات المؤلفة من الاتحادات المهنية والفئوية، ومنظمات المجتمع المدني يفترض فيها عدم الاهتمام بالسياسة رغم أن بعضها يعمل من أجل الديمقراطية وحقوق الانسان والحريات وفي هذه الحالة هنالك خيط رفيع يفصل بين هذه المنظمات والأحزاب. المنظمات غير الحكومية فيها الوطنية والإقليمية والعالمية دخلت الى بلادنا بصورة كبيرة بسبب الحروب والكوارث مثل المجاعة بعد العام 1983 وقبلها حرب الجنوب ثم أزمة دارفور حيث تعمل في العون الإنساني والإغاثة ودرء الكوارث وفي الصحة والتعليم والسلام والديمقراطية وحقوق الإنسان وفض النزاعات والجوانب الاجتماعية الأخرى. وينبغي أن تكون لهذه المنظمات شخصية اعتبارية مستقلة عن الحكومة وان يكون نشاطها منسقا مع الدول دون أن تكون تابعة لها،أو خاضعة للمانحين،لذلك تعمل بعض الدول على تقوية المنظمات حتى لا تكون عرضة لابتزاز المانح وتحت ضغوط التأثير عليها بالدعم المادي. يمكن أن تُستغل بعض المنظمات من بعض قوى أو شخصيات وجهات لديها أجندة،لتمرير أجندتها،لكن ذلك يمكن ضبطه عبر النظم والقوانين التي تحكم عملها،وإلزامها بالشفافية في تمويلها وأنشطتها. كل ذلك مفهوم وخصوصاً المهمومين بالعمل العام والساسة،ولكن مسؤول أمانة العمل الطوعي بالمؤتمر الوطني عمار باشري، استعرض عضلاته السياسية الخميس الماضي بطريقة توحي بأنه اكتشف جديداً وخبايا لا يعرفها سواه، عندما تحدث عن وجود مراكز كبيرة تعمل في التبشير بالماسونية واندماج الأديان وفق صلوات وطقوس خاصة داخل ولاية الخرطوم، وأن على رأس هذه المراكز عدد من رموز المجتمع، وأن هذه الطقوس والصلوات تتم داخل دوائر محكمة مغلقة صعبة الاختراق. ويضيف مسؤول العمل الطوعي بالحزب الحاكم «إن لدينا بعض التقارير التي تؤكد أن هنالك مجموعات ورموز مجتمع يتقدمون الصفوف في المناسبات الاجتماعية يعملون بالتبشير بالماسونية، وأضاف هم يصلون الصلاة المعتادة وصلاة البيبسي والتي يوزع فيها البيبسي». للأسف بدلاً عن أن يتحدث باشري بطريقة موضوعية عن منظمات المجتمع المدني والسلبيات والايجابيات في نشاطها ودورها، أراد أن يلفت إليه الأنظار بمعلومات لا ينبغي أن يكون محلها مؤتمر حزبي ،وبعدين يا أخي هل انحراف السلوك ومعصية الله والطقوس الغريبة تحتاج الى منظمة،والماسونية موجودة بالسودان منذ عقود وألفت فيها كتب ومطبوعات وأسماء أربابها منشورة الاحياء منهم والأموات فما الجديد. انت سياسي شاب فلا تحاول حرق المراحل عبر خطب تؤجج المشاعر وضجيج بلا طحين،ولا يعجبك الصراخ السياسي فلا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى،فكن موضوعياً لبقاً واحترم عقول الآخرين حتى يحترموك ويلتفتوا لما تقول عندما تتحدث. هنالك علاقة وثيقة بين الديمقراطية والمجتمع المدني إذ لا يستطيع محل منها أن يتحقق في غياب الآخر ولا يمكن للمجتمع المدني أن يحقق التنمية ويجد مساحة للحركة إلا إذا آمنت الدولة بالتعدد السياسي والفكري وسمحت بحرية المؤسسات المدنية والاجتماعية والثقافية، ومنحت حق الرقابة السياسية واحترام مبدأ تداول السلطة. اذا لم تؤمن الدولة بدور منظمات المجتمع المدني في فض النزاعات وحقوق الإنسان والحكم الراشد وكفالة الحريات ونشر السلام والإستنارة،ستظل حالة الكر والفر ولعبة القط والفأر بين الحكومة والمنظمات. الصحافة