[email protected] الحنين البى ما قدروا ده العمر من وين بشتروا ولو كان بالامكان أن يشتروا العمر لما أشتروه لك!!! لماذ ا حاربوك؟؟ لماذا جلدوك؟؟؟؟ هل كانوا يقصدونك ؟؟ فى عهد الظلام والاظلام رحل العظام،فى عهد البغى والطغيان اذلوا الرموز،قصموا ظهر المجتمع باذلال رموزه، كانوا يجلدونك فى مدن السودان التى يعلمون تماما سحر حبك من هذا الشعب ومحبتك من الجميع من يختلفون معك ومن يتفقون،جميعهم يحبوك من التقوك ومن لم يلتقوك ،من جالسوك ومن لم يجالسوك،تلامس قلوبهم حكاياتك وروايتك التى نسجت حول انسانيتك،وقلبك الكبير المتتلىء حبا للجميع دون طبقية أو تراتبية، وباب بيتك المفتوح دوما كما قلبك لكل غاشى وماشى من المعارف أو معارف المعارف أو معجب تعرفه ولاتعرفه... بالأمس قال محدثى كنت أتابع الثورة المصرية وأسمع عن المليونيات وكنت أعتقد من المستحيل أن يتفق الشعب السودانى للخروج فى مليونيات تزلزل أركان نظام الطغيان وتهد عرشه وتدرء مفاسده وشروره!! قالها باكيا اليوم شهدت المليونيه السودانية بل المليونيات التى اربكت العاصمة لساعات، اليوم اجتمع الشعب السودانى نسائها ورجاله شيبه وشبابه أطفاله يتفقون ويجتمعون على حب الفنان الخالد (محمود عبد العزيز) من منا لم يبكيه خبر رحيل هذا المزمار....يا الله فى بلاد المهاجر والغربة والاغتراب التى احتمى بها الشعب السودانى من ظلم ذوى القربى وجورهم وطغيانهم بمختلف مرجعياتهم الأثنية والثقافية يعلنون الحداد ويلبسون السواد حزنا على فراق المزمار الخالد... محمود عبد العزيز صاغ لهم تراث الفن السودانى (الحقيبة) ونفض عنه الغبار بحنجرة ذهبية رفعت من جماهريته وسط الشباب وظهوره فى منتصف التسعينات وتصدره المشهد الغنائى وفتحه الباب على مصراعيه امام الشباب ،وتقديره لنجوم الغناء الكبار والمخضرمين..... يصعب التعبير فى مثل هذه المواقف ،،،لكن ما يخفف ألمنا ويبرد نار فجيعتنا هذه العبرة التى قدمها لنا المزمار الخالد ويا الله حتى رحيله قدم لنا فيه ابداعا وابتكارا وأعطنا من خلاله أمل بأننا سنستطيع أن نقتلع هذا النظام الذى لهث ورائه كثيرا لجذبه والاستفادة من جماهريته الكبيرة.. اتفاقنا على حب المزمار الخالد وخروجنا بالملايين لالقاء النظرة الأخيرة عليه وفى الحقيقة هو من ألقاه علينا بتلك الجموع التى أتفقت على حبه بصدق لانسانيته وفنه الرفيع ويجب علينا أن نحقق له ولكل الراحلين فى هذا العصر القاتم حلمهم الذى لم تسعفهم أيامهم فى رؤيته يتحقق وهو هد أركان دولة الظلم والعدوان .. وانا لله وانا اليه راجعون ولا حول ولاقوة الا بالله العلى العظيم وستبقى فينا مزمارا خالدا..وحالة انسانية فريدة مهما حيينا وستتوارثة الأجيال وتتناقلها الحقب...فالى جنات الخلد محمود عبد العزيز..