[email protected] لم أرغب يوما في الكتابة عن كرة القدم و خاصة كرة القدم السودانية لكن عندما يجرف تيارها الملايين الذين يدفعون بسخاء رغم الفاقة .. عندما تكون سببا رئيسا في الطلاق .. عندما تكون لاهية عن أمهات القضايا الوطنية .. عندما تكون عاملا أساسيا في السكتات القلبية .. عندما تكون سببا في غرس الروح المنهزمة في نفوس صغارنا .. عندما تكون كل ذلك و كثير نكتب عنها للوقاية منها أو التعافي و الإستبراء .. لا تستحق كرة القدم السودانية التفاتة ناهيك عن مقال نفرد له اهتماما بالكتابة و القراءة و ربما التعليق. و إن كانت لها انجازات تذكر فلا تتعدى أنها أتاحت لنفر غير قليل منصرفا مؤقتا لإغلاق زر الغم العاصف من كل صوب دون أن نغفل عن الانتفاع المادي اللصوصي سواء للقائمين على أمرها من الإداريين و الضرائبيين و اللاعبين على حساب المواطن المطحون برحى الهزائم المتتالية البالغة بنا درجة التبلد التام. لم يكن هيثم مصطفى غير عملاق بين أقزام فرقنا المحلية و لكنه خيب رجاء الكل في أيما محفل دولي عملاق .. تراه تائها ضائعا بل عبئا على فريقه .. لا يصنع و لا يسجل و لا حتى يمرر .. و لم يكن غريبا أن نراه إما على دكة البدلاء أو التحاجج بعدم السفر و السبب كما أسلفنا أنه يدري مسبقا أن عطاءه سيكون صفرا. و إن لإعلامنا اللاهث وراء كل صغيرة و كبيرة عن لاعب لا يستحق النصيب الكبير في نفخ سمعته و تلميع صورته فيصير قبلة الأنظار و آسر الآذان لكنه سراب خداع لا يروي ظمأ و يسقى زرعا. لم تخرج من الهلال فحسب و لكنك خرجت من قلوب الهلاليين بعدما و مع احترامي الشديد لنادي المريخ لكنه لم يقبل بك لعطاء لديك ترتجيه و لا لإضافة تضيفها و لكنها النكاية بالند القديم و الأيام شواهد بينا و أن الذي يبيع فريقه رخيصا سيفعل الأسوأ بالآخرين.