نحن الثوار والمناضلون قوة وفكرة ووعي وثروة وايمان ومستقبل ، ماذا نعني بالقوة هي استيعابنا ووعينا وادراكنا لأبعاد القضية وكسبنا إعتراف الاخرين ومعرفتنا الاساليب الفعالة التي تولد النتائج المطلوبة والمقصودة , ونعني بالحركة جسم وفعل من رجال وتنظيم وعلاقات ونشاط واضح ومعلوم , ونعني بالفكرة المعاني والحقائق الزهنية التي نسعي الي تجسيدها واقعا كريما لازاحة صور التخلف والاهانة الحاضرة , ونعني بالوعي هي ايقاذ الهمم لدى العامة والخاصة وتبصيرهم بالطريق لوصول الهدف وان طال الطريق وقل الزاد , ونعنى بالثروة هي معر فتنا بمراكز القوة المتوفرة لدينا في المكون البشري والموارد الطبيعية المتعددة والمتنوعة والغنية , ادراكنا الواعي للجغرافيا السياسية والاقتصادية والطبيعية , ونعني بالإيمان هو الثقة بالله سبحانه وتعالى وعدله ونصره لنا لاننا شعب يريد ان يحي كريما آمنا في ارضه وليس له اطماع في حقوق الاخرين ونعني بالمستقبل ان كل المعطيات تؤكد بعد مشيئة الله اننا سنكسب الرهان ونبلغ المرام وان طال السفر بأذن الله . ذلك الرصيد من المعاني والقيم والادوات ملك لانسان دارفور علي اي هيئة كانت ويتوقف استثماره علي نوعية الادوات والاساليب المتاحة , الا ان العبرة ليست في الادوات والاساليب بل العبرة بالنتيجة التي تحقق الغايات النهائية لمشروع الكرامة والعدالة والمساواة والحرية . ان الاساليب التي مورست تجاه قضية انسان دارفور تدرجت من قتال في ابشع صوره خلف ضحايا وأيتام وأرامل ولاجئين ونازحين وتدمير فظيع للمؤسسات الخاصة والعامة والتي في حقيقتها كانت في حكم العدم قبل دمارها ، ثم جاءت اتفاقية ابوجا ومؤتمرات الصلح التي لا تحصى ولا تعد ثم اتفاقية الدوحة . والسؤال الطبيعي ماذا حققت كل هذه الجهود الممحوقة ؟ هل عاد اللاجئون والنازحون الي قراهم , هل تحقق حلم طريق الانقاذ الغربي ؟ هل آمن اهل المدن والقري على انفسهم واموالهم ؟ هل اقامت الدولة مشاريع لصناعة فرص عمل لتخفف البطالة التي تجاوزت % 100 , هل استطاعت الدولة ان تحول حالة الاحباط والاحتقان التي تبرز كصدامات تتفجر بين المواطنين بين الفينة والاخري ولآتفه الاسباب فيهلك عشرات الرجال من اجل لا شئ ؟ فالدولة تكرر اساليبها العقيمة فتدعو لمؤتمر صلح وفي حقيقته مؤتمر للزينة والمائدة وعكاظ للخطابة والفهلوة وبند لصرف الحوافز من خزينة الضائقة المالية وقبل ان تلعق الصراصير ما علق من طعام على الخيم التي جمعت في المخازن ,ويتفجر صراع آخر أسوأ من سابقه وكأنه سرطان كلما بتر بجراحة تفتق في موضع اخر , لماذا ؟ لأن الحلول التقليدية بيد من لا يريد حلها . فالثورة ماضية والقضية مركبة وعميقة وقائمة , ولم تنجح سياسات الارضاء والتجزئة والهرولة الي من يملك خريف من نيران القزائف والصواريخ والرصاص . لم يعد امتلاك النيران يحتاج الي الي اموال , بل فقط يحتاج الي الرغبة في سفك الدماء انطلاقا من تلك القاعدة يسهل لأصغر قوة مسلحة ان تستقطب المقاتلين الذين عضهم الفقر والاهانة وبقليل من العمليات الذكية يمكن بناء ترسانة من النيران الضاربة . ويبدو انها اللغة المفضلة التي تجد رواجا واحترام . ان الحركات التي وقعت علي مذكرة التفاهم ادركت اهمية الوحدة والتضامن ولملمة الاطراف لذلك تدعو مرة اخري جميع الحركات المسلحة كبيرها وصغيرها والثوريين من مجموعات وافراد رجالا ونساءا للحاق بهذه المذكرة الطريق . أنها تترك الباب مفتوحا لكل خيارات النضال المناسبة لمرحلة الثورة الثانية . [email protected]