[email protected] مداد من خلف ذاكرة ملؤها غبار العنت المعشعش في وجوه االمعدمين .اولائك الذين دفنتهم رمال المعاناه ,تشكت فصول روايتهم منذ عهد طويل عندما يمر الناس عليهم مرورا سريعا دون التفاته ,تشكلت قضيتهم بين التجاهل المتعمد لقضاياهم وبين عدم تسليط الضوء عليهم. انهم النازحون من بني وطني ولدوا ليعيشوا في كنف هذا الوطن ,اصيلون معنا ومغنا ولدوا وعاشوا في هذه الرقعه من الوطن ,تشكل وعيهم ونما فكرهم وتماذجوا حتي صاروا الي ماصاروا اليه ,من عظمة واجلال عبر تاريخ من الاصالة ضارب في الجزور , الي تجاهل منقطع النظر. حديثنا اليوم عن شريحه ومجتمع عريض اذ يقدر عدد النازحيين الداخليون 4.5 مليون نسمه "في السودان بخارطته القديمه ,وقبل دخول مناطق اخري في الصراع " دعك عن من هم لاجئون خارج حدود الوطن , غاب الدور الاعلامي تماما عن كل مامن شانه ان يسلط الضوء عليهم وعلي معاناتهم وكانهم عورة هذا الوطن , ان الجرم والفظاعة التي ارتكبت في حق هؤلاء المشردين لاتقل فظاظه عن كل مامن شانه ان يعمق من ماساتهم ويغور جراحهم. ايا كانت الاسباب لقيام الحروب لايدع ذلك مبررا لانتهاك حرمات المواطن السوداني النازح ,وسلبه ارادته وحريته وانتززاع كرامته ,حتي في الحياة الكريمه وسلب روحه ,وقد يمضي الامر لاكثر من ذلك حتي يصل الي اغتصاب النازحات عندما يذهبن للاحتطاب ,وجلب الماء .اغتصاب تلك الكلمه التي لايود كثير من الناس المساس بها لانها لاتروق لهم او لانهم يرونها ابعد مايكون عن الانسانية, معنا لايستطيع ان يتداركه العقل البشري والحس الانساني . انها الحرب اذا اقسي معنا للامبالاه ,والتجرد حتي من الذات الانسانيه ,ولكن حتي الحرب لها ضوابط وقوانين واسس تحكمها ,فالحرب ان كانت بين عسكريين وعسكريين ,فمادخل المدنيين اذا ؟. ان الحرب الدائرة الان في دارفور وكردفان ,وفي اصقاع اخري من ربا الوطن ,باتت تقحم فيها صنوفا شتي من العذابات والويل والقتل والتنكيل ,واشنع مايدخل فيها هو دخول القبيله حيذ الحرب ,وبمسميات جديده ,الجنجويد والباشمرقا وهلم جر من هذه اللعبة السياسيه التي توظف فيها القبيله لخدمة السياسه. وطالما ان هذا التوظيف السياسي للقبيله ,ذا بعدا لحظيا يترك في الامة شرخا لايندمل ,لان الطريقة التي كان يقتل فيها المدنيين في قراهم ويحرق فيها الاخصر واليابس ,او فيمايعرف بسياسة الارض المحروقه ,تنسف كل مابني من اواصر صلات ,الصراع اضحي صراعا يرتكز علي دعائم قبليه ,وسياسات تقوم علي توظيف الصراعات لخدمة النظام الذي ,لطالما راهن علي حرب بلا هواده. عشرة اعوام من الحرب في دافور ,ومازالت النار الان تستعر في اطراف اخري ,ونفس الاليات توظف ولكن بشكل مختلف , ان تاريخ النزاع في السودان والذي بدا من الجنوب ,كان يستخدم الصراع الايدلوجي ,والفلسفه الجهاديه ,ولكن بدخول دارفور في الصراع باتت الاثنيه توظف عبر شراء واغراء القبائل ,اذا هو استبدال اداه باداه . الحرب لم تحقق مرتجاها والحكومة الان تسعي لتسويق اي شكلا من اشكال التسويات السياسيه التي يخرجها من مستنقع ازماتها ايا كانت بشكليها الداخلية والخارجيه. ان فوصي الحرب الجديده اكبر كثيرا مما كان عليه الحال من قبال ,لشراسة القتال ,ولضراوته ,حتي بات اتهام قاده كبار في الحكومه علي رؤوس القائمه المطلوبه لدي محكمة الجنايات الدوليه. ان البعد الانساني للازمه كان كارئيا ايضا اذ ان المعونات الانسانيه ومايقدمه المجتمع الدولي من معونات للنازحيين اضحت مجالا سياسيا للتفاوض مع ان حقوق اؤلائك النازحون مكفول بحق الشرع والقانون الانساني والدولي. وها مرة اخري تسقط الشرعية الدوليه في كردفان بقطع المعونات عن النازحيين واعاقة امر توصيلها ,لا لشيئ الا للمتاجره السياسيه الرخيصه. اذ طردت الحكومه عشرات المنظمات الانسانيه في دارفور وكردفان ولم تهيئ الحكومه البديل ,سيجعنا نطرح عدة اسئله: ساسئلكم بالله عليكم ماذا قدمت الحكومه السودانيه للنازحين واللاجئين السودانين؟ ماهو دورها وماهو واجبها تجاه هؤلاء النازحيين؟ ان اليد التي تغل وتقتل وتشرد ,لايمكن لها ان تعالج قضايا المعدمين والنازحيين في هذا الوطن ,ولان الملاحقات الدوليه بشان الجرائم الانسانيه والفظائع تلاحق القاده السياسيين للحكومه فان محاولة اخفاء الجريمه وتفريغ المعسكرا مازالت جاريه ,بل وازداد الامر سوءا بتعنت وعبث الجهات الامنيه في كل من له علاقه بالعمل الانساني بل وصل الامر الي الاعتقال والاختطاف. كما ان المتاجره السياسيه التي يبديها قادة المعارضات المسلحه الدارفوريه , ليس لحل المشكلات الانسانيه بل لتعقيدها ,فلا هي قادره علي ملامسه الجرح وتطبيبه ولاهي قادره علي ممارسة اية ضغوطات علي الحكومة لتخفيف وطاة المعاناة عليهم . مما ادي الي تشكل وعي النازحيين علي كل اشكال التزييف ,لذلك بات مرفوضا كل من له علاقة بالحكومه ,وباتت فرص ارساء دعائم السلام بشكليها النظري والعملي مرهون ليس بالتسويات السياسيه للنازحيين وحسب ,بل حتي مطالبهم في محاكمة المجرمين ومنتهكي حقوق الانسان . ومازالت ذات القضايا تراوح مكانها في اية جولات سياسيه واية توقيع حتي صارت هناك مثلا يطلقه اهلنا النازحون علي هذا الشكل من التعامل "السلام في الرادي والضرب في الوادي" . ولمذيا من التواصل راسلونا عبر صفحتنا في Face book: "النازحون من بني وطني"